أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    05-May-2019

ثلاجة الخير في رمضان*د. محمد طالب عبيدات

 الدستور-ونحن على أبواب شهر رمضان الخير أبارك للجميع وللوطن قدوم الشهر الفضيل الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، فرمضان فرصة ولا أحلى لتعظيم الحسنات والسلوكيات الإيجابية ودولة التكافل والصدقات وتهذيب النفس الإنسانية وغيرها. 

فالتكافل الاجتماعي ودولة التكافل يمكن أن تأخذ عدة صور وآليات على الأرض من خلال بث روحيّة العطاء لدى كل الناس، وهذه الروحية ربما تتم بتشاركية في كل شارع وحارة وقرية ومدينة وبادية ومخيّم وفي كل زمان ومكان، فالقادرون والمليئون مالياً يعطون بسخاء، والمحتاجون يأخذون دون مِنّة، ومن يُنعتون بالجشعين والطمّاعين ويأخذون دون حاجة أقلّاء وسيتلاشون مع الزمن حتى يصبح مجتمع التكافل رتيباً ويُحبّ بعضه بعضاً، وخير زمان لذلك شهر رمضان الفضيل على سبيل تعظيم الحسنات.
ونحن نقترب من شهر الخير رمضان علينا جميعاً الاستعداد لذلك؛ لنضع شيئاً ولو يسيراً في موازين حسناتنا ولنمتلك روحية العطاء عملاً لإسعاد الآخرين؛ فالحياة دون عطاء لا قناعة ولا رضا فيها، وإحدى صور التكافل الاجتماعي إيجاد «ثلاجة الخير» في كل حارة أو شارع أو أمام دور العبادة والمدارس والجامعات والمولات وغيرها في أردن الخير، فيقوم أحد المحسنين أو مجموعة منهم بشراء الثلاجة ووضعها في مكان عام، ويُغذّيها أهل الخير بالمواد التموينية والمشروبات، ويُكتب عليها «خُذ ما تريد فهي هدية لك وضع ما تريد فهي هدية منك» أو «خُذ ما يكفيك وأترك الباقي لغيرك»، فينهل المحتاجون منها ما يريدون دون مِنّة ويبارك المحسنون العطاء، وتبقى ثلاجة الخير مليئة بالمواد.
وربما نفس الفكرة يتم تعميمها على الأسواق العامة والمولات ومحلات الخضار والفواكة والمخابز وغيرها، وذلك بتخصيص مكان جانبي يُغذّيه أهل الخير بالمواد وفق الحاجة وينهل منه المحتاجون لنُحقق مجتمع التكافل دون هدر للأموال والمواد، ورمضان الخير خير بداية لذلك.
هذه الصور والأفكار والمبادرات ستنعكس حتماً على المجتمع بالرضا والقناعة والسلم المجتمعي والتكافل، وبذلك يُزكّي الناس أموالهم ليُحبّوا ويغبطوا بعضهم البعض وننبذ مجتمع الكراهية؛ لأن العبادة بالسلوك أيضاً، فلقمة في فم جائع خير من بناء جامع، وثلاجة الخير وغيرها من المبادرات والأفكار المشابهة تُعزّز التفاؤل والأمل في دولة التكافل التي دعا لها جلالة الملك مراراً، ليُغبط فقراؤنا أغنياءنا ويحترم مُحتاجينا كل من لديهم ملاءة مالية دون حسد أو كراهية.
في رمضان الخير وكل الأوقات نحتاج لإطلاق هكذا مبادرة على مستوى الوطن لنُعزّز في شبابنا وكل الناس روحية العطاء ومجتمع المحبة والتكافل والصدقات والإنسانية والكرم والسخاء؛ فالكرماء جنود مجهولون والمستفيدون غير معروفين لهم، ونحتاج لإطلاق سلسلة من مبادرات التكافل الاجتماعي للمساهمة في القضاء على الفقر ودحر جيوبه في كل رقاع الوطن، وهذا لا يمكن أن يتم إلّا بتشاركية بين الحكومة والمواطنين الكرماء.
وأخيراً، ففي رمضان الخير ستكون ثلاجة الخير وما شابهها من أفكار للتكافل الاجتماعي تشكّل خطوة على طريق دولة التكافل، وهذه دعوة تذكيرية للجميع لتعظيم حسناتهم بمثل هكذا أفكار مع بداية شهر رمضان لنقضي على الفقر والعوز والحاجة، وربما التوقيت الآن عشية رمضان هو خير زمان لإطلاق حُزمة من المبادرات الخيرية لأجل المساهمة في مساعدة الفقراء والمحتاجين ليكون هذا الوطن بوتقة الأمن والتكافل الاجتماعي والخير كُلّه، وكل عام وأنتم والوطن وقائد الوطن بألف خير.