أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-Apr-2017

اليورو القوي يحرك المستثمرين في اتجاه الأسهم الأوروبية
فايننشال تايمز - 
فليحيا الفرق. فعل الناخبون الفرنسيون ما توقعت الأسواق أن يفعلوه إلى حد كبير. على مدى بضعة أشهر وإلى الآن، النتيجة الوحيدة الأكثر احتمالاً للجولة الأولى من التصويت الرئاسي كان ينظر إليها على أنها جولة بين المستقل الوسطي، إيمانويل ماكرون، وزعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينية، مارين لوبن. وقد حدث هذا.
وهذا يُعتبر بمنزلة تغيير من مفاجآت الأشهر الـ 12 الماضية. وفي تغيير آخر، الأسواق حتى الآن تستجيب كثيراً بقدر ما كان متوقعاً أن تفعل مقدماً (وهو ما يتناقض بشكل حاد مع الاستجابة لفوز ترمب في أواخر العام الماضي). على الرغم من أن هذا كان متوقعاً إلى حد كبير، وعلى الرغم من أن لوبن نفسها، المعادية جداً للسوق، تبقى في السباق، إلا أن هناك تحرّكا صعوديا هائلا لليورو.
إذا كان هذا يبدو على أنه رد فعل غريب على نجاح المرشحة اليمينية المتطرفة التي ستعمل على إخراج فرنسا من منطقة اليورو في أنها كانت السبب في حالتي التغير الأخيرتين، لنلاحظ أن استطلاعات الرأي تُظهر أن ماكرون في موقع أفضل للتغلب على لوبن في الجولة المُقبلة.
ماذا سيكون تأثير هذا في الأسواق؟ بالنسبة للمستقبل القريب من المعقول توقّع أن يبقى اليورو قوياً، وهذا يُمكن أن يُساعد على عملية دوران في اتجاه الأسهم الأوروبية. وكانت التعاملات السابقة تبرر الارتفاع القوي في اليورو، إذ يظهر استبيان شهري لمديري الصناديق من بنك أمريكا ميرل لينش، أن المؤسسات كانت تميل إلى التعامل على المكشوف بخصوص العملة المشتركة أكثر من أي فئة أصول قبل الانتخابات.
ولأن المستثمرين من الناحية التاريخية كانوا يتعاملون على المكشوف بشأن اليورو، ليس من المستغرب أن اليورو حقق مكاسب كبيرة عندما ظهرت النتائج (أو أن الانخفاض في المخاطر المتصورة ساعد عملات الأسواق الناشئة لتُصبح الأقوى مقابل الدولار منذ ما قبل الانتخابات الأمريكية).
من المعقول أيضاً أن نتوقع استمرار السندات الفرنسية في التفوّق بسبب هوامش أرباح العائدات المرتفعة على أرباح سندات الخزانة الألمانية الضئيلة، حتى بعد التشديد المُذهل بمقدار 17 نقطة أساس أمس الأول. أسهم المصارف في منطقة اليورو، وهي القطاع الأقوى يوم الإثنين، هي الآن عند أعلى مستوياتها منذ آب (أغسطس) 2015، لكنها تنتعش من مستوى متدن من المشاعر، بحيث أن المستثمرين يتوقعون الآن إمكانية تحقيق مزيد من المكاسب.
ماذا عن سوق الأسهم الأوسع؟ حتى الانتخابات كانت الأسهم الأوروبية قد تفوّقت قليلاً على الأسهم الأمريكية على مدى العام، على أساس العملة المشتركة، وكان المستثمرون بالفعل في وضع مليء بهذه الأسهم. ووفقاً لـ "بانك أوف أمريكا"، المؤسسات الآن مثقلة بهذه الأسهم بقدر ما كانت منذ أكثر من عام، في الوقت الذي يصبح فيه المستثمرون الأفراد أكثر حماساً.
السبب في هذا إلى حد كبير هو أن الأسهم الأوروبية كانت تبدو رخيصة بشكل ملحوظ مقارنة بالأسهم الأمريكية. لكن لنلاحظ أنه حتى قبل يوم الإثنين لم تكن أوروبا تبدو صفقة رابحة (حتى إن بقيت أرخص بكثير من الولايات المتحدة). وبحلول نهاية آذار (مارس) كانت كل من الأسهم الفرنسية والألمانية تتداول على أساس مضاعِفات الأرباح المتوسطة المُعدّلة دورياً منذ عام 1970، وذلك وفقاً لشركة ريسيرتش أفيلييتس.
هذا يؤدي إلى التحذير المهم الأول، وهو أن تقييمات الأسهم الأوروبية لم تُعد رخيصة بشكل ملحوظ، والبيانات عن النمو الاقتصادي وأرباح الشركات يجب أن تكون قوية.
هناك تحذير ثان على المدى القصير هو أن ماكرون لا بد أن يفعل ما هو متوقع أن يفعله ويهزم لوبن. إذا فشل، فإن جميع الرهانات لاغية. شخصيته وسِجله الشخصي من المرجح أن يخضعا لتركيز كثيف خلال الأسابيع القليلة المُقبلة بما أنه يبدو الآن الرئيس التالي الأكثر احتمالاً. فرص لوبن ضئيلة، لكنها أعلى من صفر.
على المدى الطويل، قائمة المشكلات المحتملة في أوروبا تبقى طويلة. على رأسها إيطاليا، حيث حركة الخمس نجوم المناهضة للاتحاد الأوروبي كانت تُعزز قوتها في استطلاعات الرأي، وحيث من المُقرر إجراء الانتخابات في أوائل العام المُقبل. المشكلات المصرفية في إيطاليا ترفض الاختفاء. هناك مخاطر مرتبطة بـ "خروج بريطانيا"، ومع الوضع المستعصي للديون اليونانية، وفي الوقت الذي نجد فيه أن الانتخابات في ألمانيا يُمكن أن تتطلب من الجميع التعامل مع زعيم غير أنجيلا ميركل للمرة الأولى منذ عقد. على المدى الطويل المخاطر ستستمر بالنسبة لفرنسا تحت الرئيس ماكرون. فهو ليس لديه حزب، ويُمكن أن يُنظر إليه على أنه مرشح مناهض للمؤسسة، وبالتالي يصبح الوضع في فرنسا عرضة لهجوم عنيف أكثر مما كان عليه في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وليس لديه دعم حزبي في الجمعية الوطنية، ولا بد له أن يتعامل مع الظروف التي شهدت نمواً في دعم الأحزاب المناهضة للهجرة، ولليسار المتشدد.
رئاسة ماكرون من المفترض أن تنجح بشكل أفضل بكثير بالنسبة للأسواق. لكن تصويت الفرنسيين يُظهِر انقساما عميقا وعنيدا، وهو ما يجعل الحياة شاقة على ماكرون، وعلى السوق.