أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    29-Oct-2018

الأسهم الممتازة غائبة*رامي خليل خريسات

 الراي-الاقتصاد الحقيقي الناجح هو الذي تنشأ فيه شركات جديدة أو حين تقوم الشركات المدرجة في بورصته بزيادة رؤوس أموالها، بمعنى أوضح تمثل الاكتتابات زيادة في الناتج المحلي الاجمالي وبها يتعزز النمو، بينما تداولات البورصة اليومية هي كما يعلم الكثيرون تمثل نقل ملكية بين أشخاص لا أكثر ولا أقل، ولا تضيف للاقتصاد شيئاً يذكر.

 
السوق المالية تعاني من التراجع وفقدان الثقة، التراجع كان يفترض أن مرده الأوضاع الإقليمية وهي أمور تتجه للتحسن، أما الثقة فستبقى مهزوزة ما دام هناك شركات متعثرة تستحق اداراتها المساءلة في اخفاقاتها وهو ما لم يحصل، وما دام هناك غياب لأدوات مالية جديدة جاذبة من الواجب توفيرها.
 
المستثمرون نوعان، الأول يعتمد على تحقيق الأرباح من تغييرات الأسعار فيشتري في أوقات الانخفاض ليبيع عند ارتفاع الأسعار ويطلق عليهم المضاربون. أما النوع الثاني فهو الذي يشتري أسهماً في مجموعة من الشركات المتميزة ذات التوزيعات الجيدة والمنتظمة، تضمن حصوله على أرباح سنوية تعزز دخله ويطلق عليه المستثمر طويل الأجل.
 
المضاربة سهلة في أوقات الانتعاش حيث الكل رابح إذا سلمت النفس من طمعها، وصعبة في أوقات الركود حيث منحنى الأسعار في انخفاض مستمر أو متقطع. وبما أن المرحلة الحالية في بورصة عمان صعبة يسودها الهبوط نجد تراجعاً لافتاً للنشاط المضاربي. لذلك تشح السيولة ويهجر المستثمرون القاعات ويغيب نشاط الاكتتابات المفيد للاقتصاد، مما يستدعي الاهتمام بالنوع الثاني ممن يركزون على الأرباح المنتظمة ولا يأبهون بتذبذب أسعار الأسهم في المدى القصير، وهذا الاستثمار ترحب بها أي سوق ناشئة تضم شركات ناجحة.
 
هنا تبرز الأسهم الممتازة والتي تتيح أن يحصل المكتتبون بها على نسبة ربح ثابتة كل سنة لا تتغير مثلاً 20% كل عام، ولهم الأولوية على الأسهم العادية في هذه التوزيعات والتي تكون في العادة أعلى، مما يعتبر وسيلة ناجحة لجذب استثمارات محلية وأجنبية للبورصة المتعطشة، لأن المستثمر إذا ضمن عائداً سنوياً ثابتاً يحميه من مخاطر تذبذبات الأسعار أقبل فأستثمر.
 
تمتاز الأسهم الممتازة بأنها تشبه السندات من حيث ثبات العائد لكنها لا تزيد من نسبة الدين على الشركة، وهي من الأمور التي تؤخذ على الشركات التي تصدر سندات، كما يمكن وبعد موافقة الهيئة العامة للشركة تغييرها إلى أداة دين، ويمكن تحويلها إلى أسهم عادية برضى الطرفين مقابل عدد معين من تلك الأسهم.
 
في السنوات التي لا تسمح بتوزيع أرباح سنوية يمكن تجميع الأرباح المستحقة للمساهمين الممتازين لعدة سنوات، وذلك إذا حالت ظروف الشركة من التوزيع المنتظم في كل سنة، بحيث إذا تحققت الأرباح بعدها يعطى ملاك الأسهم الممتازة الأولوية في الأرباح لكل السنوات الماضية وقبل المالك للأسهم العادية التي يحصل ملاكها على ربح تلك السنة فقط.
 
الأسهم الممتازة أداة ممتازة لزيادة قاعدة رؤوس أموال الشركات من خلال الاكتتاب بها، تعزز الثقة المهتزة في كثير من الشركات، كما توفر سيولة للشركة الناجحة التي يتسابق المستثمرون للاكتتاب بها، مما يعتبر مكافأة للشركات المتميزة وللمشاريع مضمونة الجدوى التي تستطيع الحصول على السيولة متى شاءت لأنها تضمن للمستثمر عائداً ثابتاً يكفله القانون.
 
هذا النوع الممتاز من الأسهم متداول في العديد من البورصات، وغير متاح في نصوص قانون الشركات المعمول به إلا للشركات الخاصة، ومن واجب الهيئة والبورصة توفيرها مع غيرها من الأدوات المالية الملائمة دون الحكم المسبق على نجاحها من عدمه، لأن الأهم من ذلك هو اتاحتها وللمستثمرين والمجتمع المالي القرار.