من خلال « المجلس»و« الصندوق» .. الأردن والسعودية، رؤية مشتركة 2030
*عوني الداوود
الدستور - اهم ما في الاعلان الاخير عن انشاء مجلس التنسيق السعودي الاردني، واهم ما جاء في بيان ( الزيارة المحورية الهامة ) التي قام بها سمو ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان تلبية لدعوة جلالة الملك عبد الله الثاني بتاريخ 11/4/2016 والتي تضمنت في بندها " الخامس " توقيع مذكرة تفاهم بخصوص تاسيس صندوق استثماري مشترك بين البلدين .
... اقول اهم من كل ذلك على الاهمية البالغة لكل ما ذكر .. ان ذلك يأتي متزامنا مع الاعلان عن رؤية المملكة العربية السعودية للعام 2030، والتي اطلقها بكل تفاصيلها سمو ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان والتي وصفها جلالة الملك عبد الله الثاني في تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي " تويتر " انها رؤية " مستنيرة وشجاعة "، والتي من اهم محاورها الاعلان عن اكبر صندوق سيادي في العالم ، يحمل اكثر من تريليوني دولار اميركي من الاصول، اضافة الى التخطيط لطرح اكتتاب عام يتم فيه بيع اقل من 5% من ارامكو السعودية والتي ستصبح اكبر تكتل صناعي في العالم، وهي باختصار رؤية تخطط لمرحلة " الاعتماد على مصادر دخل غير نفطية للمملكة العربية السعودية " التي وجدت انها ومع انهيار اسعار النفط الاخيرة قد استهلكت احتياطاتها النفطية وتسبب ذلك في عجز بلغ نحو 200 مليار دولار في ميزانيتها .
اقول ان النقاط الاهم من بين النقاط المهمة، هي ان الاردن اصبح ضمن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 .. واذّكر هنا ان زيارة ولي ولي العهد السعودي جاءت في نفس الوقت الذي كان فيه وفد سعودي رفيع المستوي يزور مصر برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومشاركة ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان ايضا، وكان يتم الاعلان في تلك الزيارة عن توقيع اكثر من 17 اتفاقية وعن استثمارات بمليارات الدولارات والاعلان عن جسر بري يربط آسيا بافريقيا .
المملكة العربية السعودية ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز سدة الحكم فيها انتهجت سياسة جديدة تماشيا مع واقع دولي واقليمي يشير الى ان منطقة الشرق الاوسط لم تعد على سلم اولويات الادارة الامريكية، والتي وجدت ان في مصلحتها التقارب مع ايران من خلال رفع الحظر الاقتصادي مقابل التوافق على الملف النووي ولو كان ذلك على حساب مصالح حلفائها في المنطقة، الامر الذي زاد فيه النفوذ الايراني في الاقليم خاصة على الساحتين العراقية والسورية وكذلك اللبنانية، ليمتد جنوبا حيث اليمن ، وبما أحدث خللا في موازين القوى في المنطقة الامر الذي جعل المملكة العربية السعودية ترى انه لا بد من القيام بدورها الحقيقي المتناسب مع ثقلها ووزنها السياسي والاقتصادي؛ وكلاهما عظيم، فكان الاعلان عن " عاصفة الحزم " وعن " التحالف الاسلامي العسكري ضد الارهاب " ... ثم انطلقت الى مرحلة مأسسة وضع اقليمي جديد تقوده وتمنحه صفة الديمومة القانونية والمؤسسية، فكان هذا البناء على ما انجز من علاقات خاصة ومميزة مع مصر والمغرب و الاردن، بالاضافة الى دول مجلس التعاون الخليجي .
العلاقات الاردنية السعودية علاقات تاريخية متجذرة سياسيا واقتصاديا، ولا ينسى الاردن ان المنحة الخليجية كانت في الاساس مبادرة سعودية، وان السعودية لم تتخل يوما عن دورها الاخوي الداعم للاردن في كل المحطات، ولكن الاعلان عن "المجلس السعودي الاردني " سيرتقي بالعلاقة الى مرتبة الشراكة الاستراتيجية، وفي محاور هامة حددها بيان 11/4/2016 وفي مقدمتها : تطوير التعاون العسكري القائم بين البلدين، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتنقيب عن اليورانيوم وانتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة النووية، والتعاون في مجالات التجارة وفتح مزيد من الفرص امام الصادرات الاردنية، وتعزيز الاستثمارات المشتركة ودور القطاع الخاص، والتعاون في مجال النقل العام، اضافة لتوقيع مذكرة تفاهم بخصوص تاسيس صندوق استثماري مشترك بين البلدين.
وربما يكون عدم تحديد حجم الاستثمار في هذا الصندوق حتى الان يعطيه بعدا مهما مفتوحا ومرنا يعتمد على حجم ونوعية واحتياجات المشاريع المشتركة التي سيتم الاتفاق عليها . واعتقد ان كل ذلك ياتي في وقت احوج ما تكون فيه المملكة الاردنية الى هذه الشراكة مع المملكة العربية السعودية، ويمكننا ان نطمئن على رؤية الاردن 2025 في ظل ثلاثة معطيات هامة :
( دعم استثماري سعودي للمملكة - وكفالة امريكية لما تحصل الاردن عليه من قروض - ودعم اوروبي دولي متمثل في مخرجات مؤتمر لندن الاخير . )
ويبقى التحدي الدائم هو التطبيق على ارض الواقع وفق برنامج زمني متفق عليه بين الاطراف المعنية وبما يحقق الأهداف المنشودة .
adawoud@addustour.com.jo
- See more at: http://www.addustour.com/17934/%D9%85%D9%86+%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84+%C2%AB+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3%C2%BB%D9%88%C2%AB+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%86%D8%AF%D9%88%D9%82%C2%BB+..+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86+%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9%D8%8C+%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9+%D9%85%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D9%83%D8%A9++2030%3Cbr/%3E++*%D8%B9%D9%88%D9%86%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%88%D9%88%D8%AF.html#sthash.umFpzjcv.dpuf