أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    23-Jan-2020

الشركات الحاضرة في منتدى دافوس تحاول إظهار لونها الأخضر

 د ب أ: يبدو أن جميع أضواء الإشارات في منتدى دافوس العالمي للاقتصاد أصبحت مضبوطة على اللون الأخضر، حيث تعتزم النخبة العالمية للاقتصاد إظهار أنها ستعمل على الدفع في اتجاه حماية المناخ.

لا يكاد يكون هناك رئيس شركة كبيرة حضر المنتدى إلا وظهر وكأنه داعم للنظرة التقدمية إزاء المناخ، ولا مدير شركة، إلا وأبرز خلال مشاركته في المنتدى فرص النماذج الاستثمارية الصديقة للبيئة.
وتعهد أكثر من 140 رئيس شركة كبيرة في مبادرة للمنتدى بالاتفاق على مقياس موحد للاستثمارات في أشكال الاستثمار المُستدام. وستشارك الشركات الأربع الكبرى للمحاسبة والمراجعة الاقتصادية، وهي شركات «ديلويت»، و» إرنِست أند يونغ»، و «كيه.بي.إم.جي»، و»برايس ووترهاوس كوبر» في هذه المبادرة.
قال بريان موينيهان، رئيس «بنك أوف أمِريكا/ميريل لينش»، في مقابلة «نريد كرؤساء شركات أن نوفر قيما بعيدة المدى لمساهمينا، وذلك من خلال توفير عائدات مستقرة وتوفير نموذج استثماري مُستدام، يخاطب أهدافا مجتمعية بعيدة المدى». تعتزم شركة «بلاك روك»، أكبر مدير لاستثمار الأصول في العالم، والتي لها أسهم في نحو 2500 شركة، حث هذه الشركات على إعطاء الأولوية للاستثمارات الخضراء.
وقال نائب رئيس الشركة، فيليب هيلدبراند، في تصريح للقناة الأولى في التلفزيون الألماني «نريد أن نؤكد أن المخاطر المناخية هي أيضا مخاطر استثمارية». وأشار إلى أن الكوارث الطبيعية تمثل هي الأخرى خطرا على الاستثمار، وهو ما يجعل الشركات تعدل نماذجها الاستثمارية.
يبدو الأمر كما وأن النخبة الاقتصادية المجتمعة في دافوس استبقت تدخلا أكبر من جانب صُنّاع القرار السياسي.
وهكذا فجأة أصبحت الاستثمارات في الفحم والنفط والأسلحة والتبغ مكروهة بالنسبة للكثيرين، رغم احتمال ارتفاع عائداتها، «حيث أصبحنا نرى هذا الضغط على مستوى العالم»، حسب ريتش نوزوم، رئيس خبراء الاستثمار لكبار العملاء لدى شركة «ميرسر» للخدمات الاستشارية.
كما تنعكس العقوبات التي تتعرض لها الشركات بسبب سلوكياتها الخاطئة بشكل مباشر على قيمة الشركة، حسبما يؤكد مارك هيفيل، مدير إدارة الثروات العالمية لدى مجموعة «يو.بي.إس) المصرفية السويسرية.
أما رئيس شركة «أليانس» الألمانية للتأمين، أوليفر بيته، فيقول «هذه هي المرة الأولى التي يأخذ فيها الاقتصاد بزمام المبادرة، في حين تحبو الحكومات وراءه»، مضيفا «نحن نناقش دائما خططا للتخلي عن الفحم، ولكننا نناقش موعد الخروج فقط وليس الخطوات الضرورية الواجب اتخاذها».
ويرى بيته، الذي تقول شركته إنها أكبر مستثمر مؤسسي على مستوى أوروبا في أسواق المال، ان الحكومات مقصِّرة فيما يتعلق بحماية المناخ.
وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين، إلى أن 44 من أكبر المستثمرين الأوروبيين طالبوا الاتحاد الأوروبي مؤخرا بجعل حماية المناخ قانونا. وقالت ان هؤلاء المستثمرين مسؤولون عن استثمارات تقدر بنحو ستة تريليونات يورو «وهم يريدون هذا القانون، ويقولون أنه يعطيهم الثقة والأمان القانوني اللذين تحتاجهما هذه الشركات للاستثمارات بعيدة المدى».
ولكن لا يزال هناك بالطبع حسب منتقدين معاملة تميزية، حيث لا تكل الناشطة الشابة غريتا تونبرغ من التأكيد على أن ما يحدث لمنع وقوع كارثة مناخية قليل جدا. كما قامت الصبية السويدية بتقريع أصحاب السلطة والأثرياء، خلال منتدى دافوس أيضا. ووفقا لدراسة قامت بها منظمة السلام الأخضر «غرينبيس»، فإن البنوك استثمرت منذ «اتفاق باريس لحماية المناخ»، الذي وُقِّع عام 2015، نحو 4ر1 مليار دولار في مصادر الطاقة التقليدية، مثل النفط والفحم والغاز.
ومع ذلك فإن جِنيفر مورغان، رئيسة «غرينبيس»، تعتقد أن المسؤولية هنا تقع على عاتق الحكومات، قائلة «إنها حقا السياسة هي التي تصدنا». ورأت أنه يتوجب على الحكام أن يجلسوا مع الخبراء والمجتمع المدني لمعرفة ما يجب فعله.
وصدرت عن الشركات تعليقات، منها ما هو أكثر حدة بشكل واضح. فمارك بينيوف، رئيس شركة «سيلزفورس» الأمريكية العملاقة للبرامج الحاسوبية يقول «الرأسمالية التي نعرفها ماتت»، مضيفا «لقد أدى الهوس بتحقيق أقصى درجة ممكنة من الأرباح بالنسبة للمساهمين وحدهم، إلى عدم تكافؤ يشبه حالة طوارئ عالمية».
كما تبنى أندريه هوفمان، نائب رئيس شركة «روش» السويسرية للأدوية رأيا مشابها، حيث قال «لقد فشلت الرأسمالية لأنها تركز على المنفعة والنجاح قصيري المدى»، مشيرا إلى ضرورة ألا تقاس الشركات بقوتها المالية فقط، بل بمدى استفادتها من مواردها من أجل الصالح العام».
ويرى خبراء اقتصاديون أن التوجه نحو الاستدامة يمكن أن ينطوي على فرصة كبيرة بالنسبة لشركات أوروبية.
وقال فرانك ريمنشبرغر، رئيس الفرع الألماني لشركة «أكسنتشر» للخدمات الاستشارية، ان الاستدامة «لا تضع النماذج الاستثمارية تحت ضغط بالضرورة، بل على العكس من ذلك، فإن الاستدامة تمثل إحدى أعظم إمكانياتنا».