أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Jan-2020

«مصفاة» من ورق!*أحمد حمد الحسبان

 الراي

سؤال يتكرر طرحه على مختلف المستويات بشأن مشروع مصفاة البترول التي تم الإعلان عن إقامتها في تلك محافظة معان المتعطشة لأي استثمار من شأنه أن يحقق بعض التوازن لأهلها، الذين بشروا بالكثير من المشاريع دون أن يلمسوا شيئاً على الأرض.
 
السؤال ليس اقتصادياً، مع أنه يحمل الكثير من الثغرات التي يفكر بها أي متابع، ويقف عندها حائراً دون إجابة. لكنه سؤال سياسي، محكوم بالكثير من تعقيدات المرحلة أولاً، وبالواقع الذي تعيشه المملكة وتمر به المنطقة. عدا عن واقع المحافظة وشكواها المتواصلة مما يصنفه أهلها بأنها شيء من الإهمال، وكم من الفساد.
 
فأبناء المحافظة يتذكرون بغصة الوعد بإقامة مصنع للطائرات العمودية، وآخر لسيارات الروفر. ويستذكرون قصة مصنع الزجاج الذي تمت تصفيته، وما تحتويه مناطقهم من مناجم لأفضل وأجود أنواع الرمل الزجاجي، والكثير من الثروات.
 
في السؤال المطروح لماذا في معان الكثير من المضامين السياسية، محورها ما جاء في المقدمة من ظروف سياسية تتطلب التهدئة، والتخفيف قدر الإمكان من أية احتجاجات أو شكاوى أياً كان موضوعها. والعمل على لم الشمل وقوفاً في وجه مشاريع طالما تم التحذير من خطورتها، ومن انعكاساتها علينا.
 
وتتعلق تلك المشاريع أو «السيناريوهات» إما بـ «صفقة القرن» مباشرة، أو بنتائجها المنتظرة، والتي بالتأكيد لن تكون في صالحنا، وتستدعي إعادة تنسيق المواقف لتصبح موقفاً واحداً موحداً، يتناغم مع كثير من الإجراءات التي اتخذت بترتيب من «عقل الدولة»، والتي نجحت في استيعاب إضراب المعلمين، ومطالب النقابات، ومنح موظفي الدولة زيادات على رواتبهم، والإعلان عن مجموعة من الحزم الإجرائية التي يعتقد أنها تحفز الاستثمار، وتوفر المزيد من فرص العمل.
 
من هذه الزاوية، هناك من يرى أن مصفاة البترول، وما يتبعها من مجمع للبتروكيماويات التي قيل أنها ستفتتح بمحافظة معان قد تكون جزءا من المشروع الحكومي الذي يستهدف المواطنين في المحافظات الجنوبية، التي يجري التركيز عليها، ووضع ظروفها الاقتصادية والاجتماعية تحت المجهر.
 
الإشكالية هنا، أن كل من له علاقة بالاقتصاد، مقتنع بأن «المشروع العملاق» ما يزال مجرد حبر على ورق، وأنه لا توجد أية إجراءات على الأرض تبشر بإمكانية ظهوره إلى حيز الوجود، حيث تم الإعلان عنه على عجل، وقبل تأمين متطلبات الترخيص، وعناصر التأسيس، وغيرها من متطلبات أساسية.
 
كل ذلك يستدعي أن تكون الحكومة على درجة عالية من الحذر، بحيث تختار الطريقة المناسبة لطمأنة الناس على واقعهم ومستقبلهم، وإقناعهم بأن وحدة الصف عملية مهمة جدا لمواجهة الأخطار المحدقة.
 
وبالتوازي التأكيد على أن الأردن قوي، وأنه يمتلك من المقومات والوسائل ما يمكنه من مواجهة أية أخطار قد تواجهه، سواء أكانت نتاجاً لـ «صفقة القرن»، أو أية عوامل أخرى. والمهم هنا هو الصراحة والصدق. وليس الترويج لمشاريع «من ورق».