أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Mar-2019

زراعة النخيل .. نموذج للتحول نحو الزراعات الاقتصادية المجدية

 الغد-حابس العدوان

 
وادي الأردن – تشكل زراعة النخيل في وادي الأردن، إحدى اهم وانجح الزراعات البديلة والتحول في الانماط الزراعية، كونها اثبتت جدوى اقتصادية كبيرة، مقارنة بالزراعات الاخرى، ما يفتح الباب على مصراعيه امام الاستثمار الزراعي البديل الناجح.
وينتج الأردن 15 صنفا من التمور، الا ان صنف المجهول يبقى الافضل تجاريا وتسويقيا وتحقيقا للعائد المادي دون غيره، في حين ان زراعته تقتصر على مناطق خاصة ولا يجود إلا فيها وهما وادي الأردن وكاليفورينا في اميركا.
ويؤكد نائب رئيس جمعية التمور الأردنية المهندس محمد العدوان، أنه وفي ظل تراجع اوضاع القطاع الزراعي في وادي الأردن، نتيجة اغلاق الاسواق التصديرية الرئيسة، فإن زراعة النخيل بدأت منذ خمس سنوات تشهد زيادة في المساحات المزروعة والتي تزيد حاليا على 30 الف دونم، مبينا ان اجمالي الانتاج السنوي لصنف المجهول يتراوح ما بين 18 – 25 الف طن سنويا.
ويبين العدوان، ان هذه المساحات جاءت على حساب الاراضي التي كانت تزرع بالخضار والفواكه، ما اسهم في تخفيف المشاكل التي تواجهها على مدى السنوات الماضية، موضحا ان هناك العديد من الزراعات الاقتصادية، التي تلاقي اقبالا على زراعتها، الا ان النخيل يبقى الافضل بسبب تحمله الجفاف والملوحة وامكانية تسويقة، خلال مدة تصل إلى سنتين من لحظة قطافه على عكس المحاصيل الخضرية التي يجب ان تسوق طازجة.
ويقدر حجم الاستثمار في قطاع التمور بحسب المهندس العدوان، بمئات الملايين ما يؤشر إلى الاهتمام المتزايد بهذه الزراعة التي تعتبر زراعة آمنة وغير معرضة للمخاطر، التي يعاني منها قطاع الخضار والفواكه، مضيفا “ورغم ذلك فإن الأردن مايزال يستورد كميات كبيرة من التمور، لان الانتاج المحلي من المجهول او البرحي او الاصناف الاخرى لا تكفي لسد حاجة السوق المحلية”.
ويشير المزارع عبدالوالي الفلاحات، إلى ان هناك توسعا هائلا في زراعة النخيل، وخاصة صنف المجهول الذي يمتاز الأردن بانتاجه ويعتبر من اجود اصناف التمور في العالم ويتميز بنكهته وطعمه وشكله وحجم حبته، مبينا ان زيادة الطلب محليا وعالميا تعد احد اهم الاسباب التي تشجع على زراعته، اضافة إلى الاريحية في التسويق والتي تفسح المجال امام المزارع لتخزين الانتاج لفترات طويلة.
ويؤكد الفلاحات ان الانتاج الأردني من التمور وصل إلى معظم الدول الأوروبية وكندا واليابان وجنوب شرق آسيا ومعظم الدول العربية وبجهود فردية، موضحا ان ما يقارب من 20 % من انتاج التمور وخاصة المجهول يصدر إلى الخارج وبقية الانتاج تذهب إلى السوق المحلي.
ويرى الفلاحات، ان الخسائر المتتالية التي تعرض لها المزارع الأردني خلال السنوات الماضية كانت الدافع لتوجه عدد منهم لزراعة النخيل والاستثمار فيه ما ينم عن وعيه وقدرته على مواكبة المتغيرات، مستدركا “الا ان كلف زراعة النخيل المرتفعة وتأخر العائد إلى ما بعد 5 سنوات ما تزال تشكل عائقا امام الكثيرين، ممن يحاولون التحول لزراعة النخيل في الوادي”.
ويبين مدير زراعة وادي الأردن المهندس بكر البلاونة ان زراعة النخيل تعد الانموذج للزراعات الاقتصادية، التي اثبتت نجاحها في وادي الأردن، موضحا ان الأردن ينتج ما يزيد على15 صنفا من التمور اهمها المجهول والبرحي والخضراوي والخلاص وغيرها من الاصناف.
ويوضح البلاونة، ان نجاح هذا النوع من الزراعة وقلة المخاطر التي تواجهها، دفعت بالكثيرين إلى التوجه للاستثمار فيها خاصة فيما يتعلق بالتسويق، مضيفا ان هناك تحولا نحو زراعات اقتصادية اخرى ماتزال محدودة كزراعة النباتات الطبية والعنب وبعض الاصناف التي يوجد فيها عجز في السوق المحلي كالبصل والبطاطا والجزر والثوم.
ورغم ان بعض هذه الزراعات تحتاج إلى كلف عالية، بدءا من كلف التأسيس وكلف عمليات ما بعد القطاف، واعتمادها على التخزين لفترات زمنية تمكن المزارع من بيعها مع تراجع الإنتاج، الا ان هناك اقبالا على زراعتها لما توفره من مردود جيد مقارنة بالمحاصيل التقليدية.