أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    03-Apr-2020

كورونا يفاقم مشاكل لبنان ويُصعب إمكانية حصول الكثيرين على الغذاء

 رويترز: كان حسن زعيتر يواجه صعوبات في تدبير الطعام لأسرته بفعل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان عندما جاءت القيود المفروضة لمكافحة كورونا لتحرمه من دخله الضئيل الذي كان يكتسبه من عمله سائقا لحافلة صغيرة.

والآن أصبح زعيتر حبيس بيته في بيروت تتراكم عليه الديون لمتجر البقالة المحلي من أجل توفير الأرز والعدس لأطفاله الأربعة.
وقال زعيتر البالغ من العمر 39 عاما «أشياء كثيرة لم نعد ندخلها إلى البيت الآن، اللحوم والألبان والفاكهة… كثيرون مثلي في الحي والكل أصبح مدينا. الجميع في وضع صعب ولا أحد يعمل». كان زعيتر يحصل في الماضي على ما يكفي لإعالة والديه. والآن ينتابه الخوف من المستقبل. ويقول «أخاف على أسرتي الآن من الجوع أكثر من الكورونا».
كانت أزمة اقتصادية خانقة قد سلبت الفقراء في لبنان سبل التكيف مع الصعوبات الإضافية. ولكن وبعد مرور أسبوعين على قرارات تقييد الحركة في لبنان ثمة علامات متنامية على تسرب اليأس للنفوس.
فقد أشعل سائق سيارة أجرة النار في سيارته عندما فرضت عليه غرامة لمخالفته القواعد. وعرض مصفف شعر مشرد بيع كليته. ونشبت احتجاجات في مدينة طرابلس الشمالية وفي وادي البقاع بسبب الصعوبات المتزايدة.
وقبل ستة أشهر من انتشار الفيروس وصلت مشاكل لبنان الاقتصادية المتصاعدة منذ فترة طويلة إلى ذروتها مع تباطؤ التدفقات المالية من الخارج وشهدت الشوارع احتجاجات على النخبة الحاكمة. وهوت العملة اللبنانية وارتفعت معدلات البطالة والتضخم.
والدولة اللبنانية المثقلة بالديون والتي تخلفت عن سداد التزاماتها في مارس/آذار في وضع صعب لا يتيح لها مساعدة الفقراء. وقالت مايا تيرو، الرئيسة التنفيذية لمنظمة «فودبليسد» التي شاركت في تأسيس المنظمة لتوصيل الغذاء إلى المحتاجين «الناس أصبحوا يائسين فعليا. ومن 50 إلى 100 مكالمة في اليوم أصبحنا نتلقى الآن مكالمات بالآلاف».
وفي الأسبوعين الأخيرين ضاعفت المنظمة توزيعاتها الأسبوعية لتصل إلى 200 عبوة بكل منها كمية من العدس والأرز والزيت والسكر وغيرها من السلع الأساسية تكفي لإعداد 150 وجبة. وقالت مايا «كثيرون كانوا قبل ذلك يخجلون من قول أنهم فقراء أو يحتاجون لمساعدات غذائية. لكن بعد الكورونا وبسبب إحساس كثيرين بالعجز لم يعد أحد يشعر بالخجل».
وأضافت «اتصلت بنا مُدرِّسة اعتادت تدريس اللغة الفرنسية وقالت أنها لم يخطر على بالها من قبل قط أنها ستطلب مساعدة غذائية». وتابعت «التبرعات نادرة لأن أفرادا كثيرين بدأوا مبادراتهم الخاصة». وسجل لبنان 479 حالة إصابة بفيروس كورونا و12 حالة وفاة حتى يوم الأربعاء
وقبل انتشار الفيروس توقع البنك الدولي أن يصبح 40 في المئة من الناس في لبنان من الفقراء في نهاية العام الحالي. ويعتقد وزير الاقتصاد اللبناني راؤول نعمة أن هذا التقدير بات قديما الآن، ويقول أن فيروس كورونا سيؤدي إلى تسريع هذا الاتجاه وإن نسبة الفقر في لبنان ربما تصل ذروة أعلى من 40 في المئة قبل أن تنخفض. ويضيف «أشعر بالقلق وللأسف إمكانياتنا محدودة جدا»،مشيراً إلى أن كثيرين كانوا يدبرون بالكاد احتياجاتهم اليومية لكنهم فقدوا الآن دخلهم اليومي. وستقدم الحكومة للعائلات من الشريحة الأكثر فقرا 400 ألف ليرة لبنانية شهريا أي حوالي 150 دولارا بأسعار الصرف في السوق السوداء.
كما تعمل الحكومة على تطوير برنامج حجمه 450 مليون دولار مع البنك الدولي لدعم الفقراء. وكان من المقرر تنفيذ هذا البرنامج في سبتمبر/أيلول الماضي. لكن نعمة قال إنه بحاجة للتعجيل به مشددا على ضرورة التحرك بسرعة أكبر.