أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-Mar-2020

لماذا تقفز الأسهم الأمريكية رغم البطالة والركود والضحايا؟
مباشر -  سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية أفضل موجة مكاسب لمدة ثلاثة أيام متتالية منذ ثلاثينيات القرن العشرين، لكن لماذا تشهد هذه القفزة رغم البطالة والركود المنتظر والضحايا؟
 
ماذا يخبرنا السوق؟، قفز مؤشر "داو جونز" الصناعي بأكثر من 20 بالمائة في غضون الثلاث جلسات الماضية حتى إغلاق الخميس، لتكون أكبر موجة مكاسب يومية في 3 أيام منذ عام 1931.
 
ويأتي هذا الصعود - الذي قد يعني انتهاء السوق الهابط بعد ارتفاعه بأكثر من 20 بالمائة مقارنة مع أدنى مستوياته المسجلة مؤخراً - بعد أيام من تسجيل الأسهم الأمريكية أسرع هبوط في منطقة الدببة منذ عقود.
 
ويمكن أن تعزى قفزة الخميس وحده إلى تمرير حزمة تحفيز اقتصادية بقيمة تريليوني دولار من جانب أعضاء مجلس الشيوخ بالإجماع، وإرجاعها إلى مجلس النواب مجدداً للتصويت عليها بعد إدخال تعديلات على النسخة الأصلية.
 
ماذا عن الظروف المحيطة؟، تأتي مكاسب "وول ستريت" بالرغم من ثلاثة عوامل محبطة للغاية تتجسد في البطالة والركود المنتظر والضحايا.
 
الأمر الأول: أبلغت وزارة العمل الأمريكية بالأمس أن عدد الأشخاص الذين تقدموا للحصول على إعانة بطالة قفز إلى حوالي 3.28 مليون شخص في الأسبوع الثالث من شهر مارس/آذار الجاري لأول مرة على الإطلاق.
 
وكان ثاني أسوأ رقم فيما يتعلق بطلبات إعانة البطالة تم رصده في فترة الركود الاقتصادي في أكتوبر/تشرين الأول عام 1982 والبالغة 665 ألف طلب، إلا أن الأرقام المعلنة بالأمس كانت حوالي 4 أمثال الإجمالي المسجل حينذاك.
 
لكن مع ذلك يقدر الإشارة إلى أن طلبات إعانة البطالة كانت أقل من تقديرات المحللين الأكثر قتامة والتي كانت تشير إلى قفزة لنحو 4 ملايين طلب.
 
 وتوضح البيانات أن حوالي 11 ولاية أمريكية أبلغت خلال ذاك الأسبوع عن آلالاف عمليات تسريح العمال وسط تفشي الكورونا.
 
وبحسب مسح حديث، فمن المتوقع أن تؤدي تداعيات الكورونا إلى فقدان حوالي 5 ملايين وظيفة في الولايات المتحدة هذا العام مع انكماش 1.5 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي.
 
الأمر الثاني: تتزايد احتمالات تعرض الولايات المتحدة إلى ركود اقتصادي يوماً بعد يوم، مع انكماش أكبر في الأداء الاقتصادي العالمي جراء تداعيات الكورونا وحرب الأسعار وضغوط الديون.
 
وقام معهد التمويل الدولي بتعديل تقديراته لأداء الاقتصاد الأمريكي هذا العام بالخفض إلى انكماش 2.8 بالمائة بدلاً من نمو 2 بالمائة كانت متوقعة في السابق.
 
وتوقعت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني أن يسجل اقتصاد الولايات المتحدة انكماشاً يصل إلى 3 بالمائة هذا العام، في وضع قد يكون أسوأ مما حدث في عام 2009.
 
لكن الآثار السلبية الأكبر ستتركز في الربع الثاني من 2020، حيث يتوقع أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي انكماشاً بنحو 20 بالمائة.
 
الأمر الثالث: شهدت الولايات المتحدة زيادة حادة في أعداد المصابين بالكورونا خلال الأيام القليلة الماضية لتتجاوز كافة الدول بما في ذلك الصين وتكون الأكثر إصابة عالمياً.
 
وبحسب خريطة جامعة "جونز هوبكينز" الأمريكية، فإن الولايات المتحدة تضم 85.991 ألف مصاب بالكورونا حتى الآن متجاوزة بذلك الصين (81 ألف حالة) وإيطاليا (80 ألف حالة).
 
لكن عدد الوفيات بين المواطنين الأمريكيين لا يزال منخفضاً مقارنة بإيطاليا (8215 متوفياً) وإسبانيا (4365 متوفياً) والصين (3296 متوفياً)، حيث أودى الفيروس بحياة 1300 شخص تقريباً.
 
وفي المجمل، يوجد على الصعيد العالمي أكثر من نصف مليون مصاب بالفيروس المميت كما توفى حوالي 24 ألف آخرين وسط انتشار الكورونا في حوالي 167 دولة.
 
ماذا يقول المحللين؟، في حين أنه من المرجح أن تظل البيانات الواردة بشأن الاقتصاد الأمريكي سلبية لنحو شهرين إلا أنه من المتوقع أن يتبع ذلك حالة من التعافي الواضح.
 
"لا تعمل الأسواق والاقتصاد بشكل متزامن، لكنها تتقدم على الاقتصاد"، هكذا يعتقد نائب رئيس التداول والمشتقات في تشارلز شواب "راندي فريدريك" في تعليقات نقلتها شبكة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية.
 
ويضيف أن الأسواق لا تهتم بما يحدث اليوم ولكنها تركز على ما سيحدث بعد 6 أشهر من الآن، قائلاً إنه إذا كان هذا صحيحاً، فمن المنطقي ارتفاع مؤشر داو جونز الصناعي بعد انخفاضه بنسبة 37 بالمائة تقريباً عند الذروة المسجلة في فبراير/شباط الماضي.
 
ويوضح كبير مسؤولي الاستثمار في شركة فرانكلين تمبلتون مالتي سولت سوليوشنز "إد بركس" في تعليقات نقلتها شبكة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية أن الكثير من الفضل ينسب إلى صناع السياسة.
 
ويضيف أن صناع السياسة قد عالجوا الكثير من المشاكل النظامية الهامة حول النظام المالي الذي لا يزال قادراً على العمل أثناء تعاملنا مع هذه الأزمة.
 
وكان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" صرح بالأمس بأن أدوات البنك المركزي لم تنفد مع التأكيد على مواصلة استخدام كافة الأدوات لمكافحة التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الكورونا.