أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Feb-2020

الحلول العصماء مع فواتير الكهرباء* رمزي الغزوي
الدستور -
قبل فترة بسيطة تمكنت مجموعة من خريجي جامعة (هارفارد) الأمريكية، من اكتشاف طريقة مبتكرة جديدة لتوليد طاقة كهربائية من كرة مطاطية اسمها (سوكت). هذه الطاقة تكفي لتشغيل مصباح صغير، أو لشحن هاتف نقال. ويمكن تجميعها ووصلها لتغذية الشبكة العمومية الوطنية.
في طفولة ما زالت أحسها طازجة كرغيف منزوع للتو من فم الطابون، كانت جدتي تتذمر من كثرة نطنطتنا، ومن شحنة الشيطنة الزائدة التي تخرم رأسها وتحرقه، وتقلب بيتها تحتاني فوقاني. فهي تقول بعد شتيمة أرض أرض، في الغالب تخصُّ الأمهات: لو أنها ركبت علينا عداداً، لعدَّ ألفين وميه.
من فكرة هارفرد الجديدة، ومن المقولة القديمة لجدتي رحمها الله أرجو أن اقترح مشروعاً وطنياً لإستغلال العطلة الشتوية لأبنائنا، وتحويل شيطنتهم وحركاتهم إلى طاقة كهربائية نستغلها بشكل من الأشكال.
لكن، ولأن فواتير الكهرباء قد ارتفعت على المشتركين في هذا الشهر والشهر الماضي. وبعد إعلان  الشركة بقطع الخدمة عن كل من لا يلتزم بالدفع وهو محترم. ولأن العطلة الشتوية قصيرة وغير مثمرة؛ فإنني أقترح أن نتحول نحن المواطنين الكرام، كلنا كلنا؛ لنكون مشروعاً استراتيجياً في مجال الطاقة الكهربائية النظيفة الرخيصة غير القابلة للصعق.
ففي النهاية، كما في البداية، فما نحن في ملاعب الحياة، وفي ساحاتها وفي ميادينها، ما نحن إلا كرات (سكوت)، قابلة للقذف والنطنطة والركل وتلقي الضربات. الكل (يشوتها) ويركلها: الضرائب تسددنا ضربة مباشرة، والمخالفات، والمدارس الخاصة. والتجار  يتقاذفوننا بينهم بحنية وروية، ويسددون فينا مزيداً من الأهداف، وحمى الاستهلاك تجبرنا أن نتدحرج ونتنطنط لاهثين أينما تريد.
عند نهاية كل يوم من الحركة والركلات والركض وراء الرغيف، يتم شفط الطاقة الكهربائية المتجمعة في كل واحد فينا، أقصد في كل كرة منا. وتحويلها إلى شبكة جديدة قد تستر علينا بعد أن تقطع الشركة خدمتها عنا.