أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-Jan-2015

"الانستغرام".. عالم من المشاريع الصغيرة تفتح أبواب الرزق
الغد - مجد جابر - لطالما كانت نهى علي تؤمن بموهبتها وتميزها في إعداد الأطعمة والحلويات الغريبة والمختلفة والمميزة، إلا أنها لم تكن تمتلك المال الكافي حتى تقوم بعمل مشروع صغير لما سيكلفها من معدات وإيجار للمكان وغيره من مستلزمات وقفت عائقاً أمامها.
غير أنها ومنذ عامين استطاعت أن تحل كل مشاكلها وأن تحقق حلمها وتقوم بإنشاء عمل خاص بها يحمل اسمها وبدون أي تكاليف، حيث قامت نهى بإنشاء صفحة خاصة بها على موقع “الانستغرام” وبدأت بتصوير الأطعمة والحلويات التي تقوم بإعدادها وتنزيلها على صفحتها ووضع رقم هاتفها للطلب والاستفسار.
ومن خلال المعارف والأقارب والسمعة الجيدة لمنتجاتها بدأت تشتهر أكثر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي حتى باتت تتلقى الطلبات والاستفسارات وتنشغل طوال وقتها بالعمل وتحقق دخلا عاليا جداً وبدون أي رأس مال.
وتذهب إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي هي نعمة لمن يحسن استخدامها ويتعامل معها بذكاء و”أصبحت أملك رأس مال لأن أفتح متجرا، لكنني سأبقى (أون لاين) فقط فمواقع التواصل حققت الشهرة المطلوبة لذلك لا داعي لأي مكان، فمن بيتي أقوم بعمل كل شيء وتسليم الطلبات بدون أي عائق”.
هنادي هي فتاة أخرى أنهت دراستها الجامعية ولم تجد عملا منذ مدة طويلة، الأمر الذي جعلها تشعر بالملل والرغبة في عمل شيء مفيد ويحقق لها عائدا، فقامت بعمل مشروع صغير برفقة صديقتها كتجربة تمكنها من خلالها من تحقيق شيء.
وقامت بإنشاء حساب على “الانستغرام” يشمل منتوجات لفتيات يقمن بأعمال يدوية ولا يجدن مكانا لتسويقها مثل الإكسسوارات وبعض المشغولات الصوفية والألبسة، بحيث تقوم هي بطرح صور منتوجاتهن عبر هذا الحساب وأخذ نسبة بسيطة على كل قطعة يتم طلبها.
وتضيف أنه مع الوقت باتت صفحة معروفة وتضم العديد من المتابعين، حيث بات كل من يرغب بشيء معين يدخل للبحث عليه على صفحتها وأحياناً يسألونها عنه وتقوم هي بدورها بتأمينه لهم.
تقول “لم أتوقع في البداية أن أصل الى هذه المرحلة وأحقق هذا النجاح، فاسم صفحتي بات معروفا ومتداولا بين الناس كونه يضم ما يحتاجه الشخص، ويحصل فيه على ما يريده”.
وتعتبر إلهام مسعود أن عالم مواقع التواصل الاجتماعي عالم كبير، وينتشر فيه الشخص بسهولة، وهو الأمر الذي جعلها تتوجه اليه بعد أن كانت تقوم بعمل تنسيق الحلويات بطريقة جميلة وبيعها الى الأقارب والأصدقاء من حولها على نحو ضيق جداً.
ولعل وجود مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً “الانستغرام” فتح الكثير من الأبواب أمام أشخاص كثيرين كانوا بحاجة لفرصة لعمل مشروع أو إظهار مواهبهم، وخصوصاً أن مواقع التواصل الاجتماعي تشهد نسبة متابعة كبيرة جداً من قبل الأشخاص من شتى الفئات والأعمار.
 ذلك لم يكن مقتصراً على السيدات فقط فللشباب أيضا حصة من هذه المشاريع الإلكترونية، فإبراهيم أحمد طالب جامعي قام هو واثنان من أصدقائه بعمل صفحة على “الانستغرام” وقاموا بتنزيل سيارات للبيع مع الاتفاق مع صاحب السيارة بأنه لو تم البيع من خلال صفحتهم يعطيهم نسبة معينة.
يقول إبراهيم إن هذه تعتبر طريقة جديدة للتسويق من خلال الانستغرام حيث يرى الزبون صور السيارة ومواصفتها ويتم التواصل بعد ذلك، مبيناً أنه بالنسبة لشباب في عمرهم تعتبر تجارة جيدة جداً يستطيعون من خلالها توفير مصروفهم كحد أدنى وينالون خبرة جيدة في هذا السوق.
في حين يذهب الخبير في استراتيجيات التسويق الإلكتروني صفوان زامل الى أن الانستغرام يستغرق وقتا في الوصول للمتابعين واستخدامه منتشر بشكل كبير في دول الخليج، وما يحدد نجاح الشخص على الانستغرام هو عدد المتابعين الخاصين به، مبيناً أن التفاعل على الصفحات يعتمد على المهتمين بطبيعة السلعة التي يتم تسويقها.
الى ذلك، يتيح الانستغرام فرصة الانتشار والوصول، لافتاً الى أن الإيجابية فيه هو أن الشخص يستطيع أن يحدد من الصفحات التي يريد متابعتها ومن لا.
وفي ذلك تقول خبيرة التكنولوجيا هناء الرملي إنه ومن بدايات دخول شبكة الإنترنت للعالم العربي وانتشار استخدام المنتديات العربية الخليجية بشكل خاص، نشط عدد من السيدات في أعمال التجارة الإلكترونية الصغيرة، كبيع منتجاتهم من إكسسوارات وملابس أو ورد وهدايا وكذلك المنتجات الغذائية..
ثم اتسع نطاق هذا النوع من التجارة مع رواج استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستغرام في العالم العربي..
والإحصائيات الأخيرة التي صدرت بما يخص تطبيق الانستغرام، أن هناك 150 مليون مستخدم فعال لتطبيق انستغرام يوميا، وأكثر من مليار إعجاب و55 مليون صورة تتم مشاركتها بشكل يومي.
تطبيق انستغرام أتاح مجالا واسعا للمشاريع الصغيرة في مجال التجارة الإلكترونية، كالتقاط صور المنتجات عبر الموبايل وتحميلها من خلال التطبيق بشرح مختصر للمنتج وإضافة أكثر من وسم “هاشتاغ” ليصل لأكبر عدد ممكن من الزبائن.
ومن ثم تلقي طلبات الشراء والتي تعتمد على الدفع وقت الاستلام، الأمر الذي جعل الأمر محل ثقة وطمأنينة للمستهلك، بأن ماله لن يضيع هدرا ولن يضطر للمغامرة بالدفع المسبق، من خلال “الفيزا كارد” مثلا أو غيرها من طرق الدفع الأخرى للشراء عبر الإنترنت.
كما أتاح هذا النوع من التجارة الإلكترونية للتاجر الصغير مزايا كخفض كبير في تكاليف المنتجات، من تكاليف استئجار معرض وتقليص عدد العاملين وغيرها الكثير. مما قلل من سعر المنتج نسبة لأسعار المنتجات المقاربة له في النوعية والجودة في المراكز والمعارض التجارية الكبرى.