أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    19-Mar-2018

نتمنى الخير لتونس الخضراء* زيان زوانة
عمان اكسشينج -
وفقا لتقرير بلومبيرغ فقد خفضّت مؤسسة التصيف العالمية موديز Moody’s تصنيف تونس الإئتماني، علما أنها سبق وخفضّته منذ سبعة أشهر مضت ، بحيث أصبح تصنيفها الآن مثل تصنيف الدول المأزومة اقتصاديا ، كالأرجنتين ونيجيريا ، وعللّت مؤسسة موديز قرارها بسوء أوضاع تونس المالية ، وتوقعاتها بعدم تحسنها خلال الفترة المقبلة ، إضافة لتراجع احتياطياتها من العملات الأجنبية ، حيث سبق وصّرح محافظ البنك المركزي التونسي بالقول " لن نستطيع الدفاع عن عملتنا حتى لو أردنا ذلك " ، وذلك بسبب تراجع احتياطياته من العملات الأجنبية لتغطي مدى زمني يقل عن ثلاثة شهور ، بعد استنزافها في محاولات البنك الدفاع عن عملتها خلال الفترة الماضية دون جدوى ، فتوقف البنك عن ذلك ، ما خفّض سعر صرف عملتها مقابل اليورو خلال السنة الماضية بحوالي 19%.
اضافت مؤسسة موديز في بيانها " إن ارتفاع الدين العام التونسي وأعبائه سيضعف رغبة المقرضين لتمويل احتياجات تونس المالية  " ، ما رفع العائد على سندات اليورو بوند التونسية استحقاق 2025  إلى 7% ، وأجبر الحكومة التونسية على تأجيل طرحها سندات جديدة كانت أعدّت لها العدة بقيمة بليون دولار في السوق العالمي ، واضطرارها لرفع الفائدة المحلية على عملتها بعد ارتفاع معدّل التضخم إلى 7% ، الأعلى منذ عشرين عاما ، وذلك بعد أن ألغت الدعم ورفعت الضرائب ، ما أثار اضطربات داخلية احتجاجا على إجراءتها تلك ، وعلى البرنامج الإقتصادي الذي تنفذّه بالإتفاق مع صندوق النقد الدولي .
تونس وحكوماتها تعطينا مثالا واضحا عن بلدان الإقليم العربي ، شرقه وغربه ، التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة ، خاصة بين الشباب ، ومن تراجع النمو ومن تبعات برامجها مع صندوق النقد الدولي والتزاماتها أمامه ، ما ضيّق مساحة المناورة أمام صانعي القرار فيها ، وجعلهم أسرى لنموذج واحد موحد لإدارة اقتصاداتها يفرضه الصندوق ، الذي يقدّم لها القروض بأعبائها كحلّ ، ثمّ يحملها مسؤولية ارتفاع دينها العام ، علما بأن هذا النموذج ليس كتابا منزلا من السماء بنتائجه الفاشلة ، كما هي بالطبع ، تقديرات وتخفيضات مؤسسة موديز ، غير المنزلّة من السماء أيضا.