أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-May-2019

قطاع الزراعة في نبراسكا الأميركية بين مطرقة الكوارث الطبيعية وسندان الحرب التجارية

 أورتشرد – تعاني ولاية نبراسكا الريفية وسط الولايات المتحدة من فيضانات لم تشهد لها مثيلا قضت على حقول بكاملها مزعزعة مواسم الزرع والحصاد للمزارعين الذين يرزحون أصلا تحت وطأة الحرب التجارية الدائرة بين واشنطن وبكين.

في مدينة أوماها مسقط رأس الملياردير الشهير وارن بافيت عند الحدود الشمالية لآيوا وهي أيضا من الولايات الأميركية المعروفة بقطاعها الزراعي، يمر طريق “دبليو 275” بحقول جرداء.
وقد غمرت الوحول والرمال بعض الحقول التي اقتلعت أشجارها وتلفت الذرة فيها. وما يزال منسوب المياه في بعض الأنهر مثل إلكورن مرتفعا.
وترتفع لافتات كثيرة تفيد بأن هذا الطريق أو ذاك مقطوع بسبب الفيضانات التي حلت بالمنطقة.
وانهارت جسور وسدود وحواجز مائية تحت ضغط المياه الغزيرة لنهر ميزوري، ما قطع سبل النفاذ إلى بعض البلدات وخدمات عدة ومرافق عامة.
في مطلع أيار (مايو) الحالي، عادت بعض الأبقار إلى الحظائر، لكن المربين ما يزالون يحصون الخسائر، بين الماشية النافقة وتلك التي أصابها المرض بسبب المياه القذرة.
ويروي جيم دينكلدج الذي يعمل في أورتشرد على بعد ثلاث ساعات بالسيارة عن أوماها “علق جزء من الماشية بسبب الفيضانات ولم يكن في اليد حيلة لإنقاذها”.
على مقربة من مزرعته، أحدثت الأمطار الغزيرة مستنقع مياه وسط حقل للذرة.
ويوضح ستيف ولمان مدير هيئة الزراعة المحلية، قائلا “أعلنت حالة الطوارئ في 81 منطقة من مناطق نبراسكا البالغ مجموعها 93، بما يشمل 14 مدينة و5 محميات للسكان الأصليين. وفي المحصلة، تأثرت الولاية بنسبة 85 % إما بسبب الفيضانات أو بسبب العواصف الثلجية التي ضربتها في منتصف آذار (مارس)”.
وتقدر الأضرار بحوالي 400 مليون لمربي المواشي و440 مليونا لمزارعي الحبوب.
وفي هذه الولاية التي هي ثالث منتج للذرة والثاني للإيثانول في الولايات المتحدة، تعد الزراعة أكبر القطاعات الاقتصادية وتوفر ربع إجمالي فرص العمل.
عند روث وسيد ريدي في سكريبنر، حان وقت الحسابات، لا سيما أن موسم زرع الذرة انتهى في العاشر من أيار (مايو)، في حين أن موسم الصويا لم يعد بالطويل (حتى الأول من تموز (يوليو)).
وتقول روث “إذا لم نزرع في الربيع، فلن يكون لنا أي مردود طوال العام”، مشيرة إلى أن نسبة المياه ما تزال عالية في التربة، ما يخفض المساحات القابلة للزرع وقد يؤثر على نوعية المحاصيل.
ولا يستبعد روث وسيد اللذان يربيان البقر أيضا أن تتضاعف مصاريفهما هذا العام.
فقد تضاعفت تكلفة نقل البضائع هذا العام بسبب سوء حال الطرقات، فضلا عن مصاريف منتظمة مثل القروض العقارية وتلك المرتبطة بشراء جرارات وضرائب من جهة ونفقات متقلبة من جهة أخرى (الحبوب والسماد والمخصبات والمنتجات الكيميائية).
ويقول سيد “إنها قنبلة موقوتة”، متحدثا عن أضرار أخرى لا تقدر بثمن؛ ألا وهي جهود زيادة خصوبة الأراضي وإنتاجيتها التي امتدت على أعوام عدة وذهبت أدراج الرياح.
وتضاعفت النداءات اليائسة التي يطلقها المزارعون عبر خط أحمر وضعته جمعية “إنترتشرتش مينيستريز نبراسكا” لتقديم دعم نفسي لهم.
وفي ظل هذه المشاق، تم الإعلان عن تدابير مساعدة عدة، من بينها تمديد مهل التقسيط وإعادة جدولة الاستحقاقات وإتاحة إمكانية إعادة التفاوض على القروض وتخفض الفائدة على الاقتراض. وتأتي هذه الفيضانات في وقت تراجعت فيه عائدات المزارعين بنسبة 50 % منذ العام 2013، في حين أن ديونهم ارتفعت بواقع الثلث لتبلغ مستويات لم يسجل مثلها منذ الثمانينيات.
ويتفاقم الوضع في خضم الحرب التجارية الدائرة بين واشنطن وبكين، لا سيما أن المزارعين الأميركيين يصدرون جزءا كبيرا من محاصليهم إلى الصين.
ويؤكد سيد ريدي “منتجاتنا هي الأكثر تأثرا بهذه الحرب التجارية”، لكنه ينوه لجهود الرئيس دونالد ترامب الذي يسعى، في نظره، إلى إعادة التوازن في المبادلات.-(أ ف ب)