أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Aug-2017

إنجاز يحتاج الى متمم*عصام قضماني

الراي-هذا إنجاز جديد «الأردن بالمرتبة التاسعة بين الدول الأكثر أمنا في العالم والثاني عربيا» تقدمه الأجهزة الأمنية، مخابرات وجيش ودرك وأمن عام على طبق من ذهب في متناول مؤسسات الدولة المدنية وما عليها الا أن تلتقط اللحظة وتستثمر الفرص في جوانبها الإقتصادية.
 
إنجاز سيحتاج للبناء عليه ونقصد بذلك فتح الباب على مصراعيه أمام الإستثمار وتدفق رؤوس الأموال وتسهيل حركة رجال الأعمال وتكريس حرية رأس المال وحركة السياحة والعمل طالما أن الأمن متوفر، لكنه سيبقى شعارا نتغنى به ما لم نقطف ثماره.
 
هذا الإنجاز سيحتاج الى إستراتيجية إقتصادية وإجتماعية وسياسية تبني عليه، والكلام هنا لشخصية أمنية دار حديث بينها وبين كاتب هذا المقال، ليس فقط لتعزيز الثقة بالأمن بل كي يلمس المواطن ثماره في إطار سيادة القانون التي تتحقق بالشدة والحكمة في آن معا، عندما يتيقن المواطن بأن هذا الإنجاز له وعليه أن يساهم في حمايته.
 
هل هي مصادفة أن يحتل الأردن المرتبة التاسعة في تصنيف الدول الأكثر أمنا في العالم لعام 2017، حسب تقرير صدر أخيرا عن مؤسسة غالوب الأميركية لاستطلاع الرأي وفي ذات الوقت أن تعترف الصحيفة الإسرائيلية العريقة، يديعوت آحرونوت أن إسرائيل واحة تحتضن مجرمي العالم وهي التي ظلت تسوق نفسها كواحة للديمقراطية والأمن في محيط يقتتل فيه الناس. نعمة الأمن والأمان مهمة للإقتصاد لكنها لا تكفي، إذ سيحتاج جذب الإستثمار وقبله الثقة بالبيئة الإستثمارية الى ما هو أكثر من ذلك بكثير مثل الابتعاد عن التردد في اتخاذ القرارات والسؤال، لماذا يتردد أو يخاف المسؤول ما دام يستند الى بيئة آمنة وأجهزة قوية منفتحة وصديقة للمجتمع.
 
وراء ذلك قصص كثيرة تحكي عن التردد الذي أضاع الفرص وعن التعامل غير الودود مع المستثمرين ليس من جانب المؤسسات فحسب بل من قبل قطاعات عريضة في المجتمع، أخرها ما نال مشاريع كبرى توفر فرص عمل وتضخ ما لا يحتاجه الأردن في وقت دقيق.
 
على العكس، الأمن يجب أن يكون حافزا لمزيد من الإنفتاح وليس حجة للإنغلاق والتضييق ونعود هنا الى مربع الأمن والإستقرار وعلاقته بالإستثمار والأعمال، وهي علاقة عكسية، إذ تقول دراسات علمية، أن الفوضى هي العدو الأول للإنتاج، وأن غياب الأمن هو النقيض للإستثمار، ومثال ذلك هو أن جميع الشركات أو المصانع التي تم الإعتداء عليها في فترة الربيع إياه وما تلاه تردد أصحابها بإستئناف العمل فيها أو ترميمها وبدلا من الإستقرار فإن أول خطوة اتخذوها هي البحث عن مكان اخر أكثر أمنا لكن في ذات الوقت في ظل وجود بيئة صديقة ومرحبة بالإستثمار قولا وفعلا.