أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    10-Aug-2020

الموظفون في مدينة الأشباح «لندن سيتي» غير مستعجلين للعودة إلى مكاتبهم

  أ ف ب: لا تزال أحياء الأعمال في لندن بعيدة من الصخب المألوف فيها، إذ تبدو شوارعها مهجورة، بينما لا يجد عناصر الشرطة ما يقومون به، فيما المطاعم مقفلة والموظفون القلقون من جائحة كوفيد-19 غير مستعجلين للعودة إلى المكاتب.

فالـ«سيتي»،المركز التاريخي لعالم المال والأعمال البريطاني، لا تزال فارغةً، إلاّ من بعض السيّاح الذي يحومون حول كاثدرائية القديس بولس، مع أن المنطقة تعجّ عادة بموظفين شديدي الإنشغال، يذرعون أرصفة هذه الأحياء مستعجلين.
والمشهد نفسه قائم في حي كاناري وارف في شرق العاصمة البريطانية، المشهور بناطحات السحاب الموجودة فيه والتي تضمّ مقار أكبر المصارف وأهم شركات التدقيق المالي.
ويستمر الوضع على هذا النحو رغم حضّ الحكومة البريطانية مواطنيها منذ الأول من الشهر الجاري على العودة إلى أعمالهم. وبات على الشركات نفسها أن تتحمل مسؤوليتها، علماً أن عدداً كبيراً منها اتخذ خياره.
وقال بابلو شاه من مركز «سي إي بي آر» للأبحاث الاقتصادية «كثير من زبائننا، وخصوصاً في مجالي الخدمات المالية والتأمين، لن يعودوا قبل السنة المقبلة»، واصفاً الـ»سيتي» بأنها «مدينة أشباح».
وخلال مرحلة تطبيق تدابير الحجر المنزلي الرامية إلى وقف تفشّي فيروس كورونا المستجدّ، لجأ عدد كبير من الشركات إلى العمل من المنزل عبر الإنترنت، وحققت هذه التجربة نجاحاً. وقد اعتاد الموظفون على الاجتماعات بواسطة تقنية الفيديو، واستساغوا فكرة عدم الحاجة إلى قطع مسافات طويلة ومتعبة يومياً للذهاب إلى أعمالهم.
ولاحظت جمعية «لندن فيرست» التي تعنى بحقوق «السيتي» أن وسائل النقل المشترك والبقاء مع الأولاد هما المسألتان الأساسيتان اللتان تعوقان عودة الموظفين إلى مكاتبهم والتي يتوقع أن تتكثف في سبتمبر/أيلول المقبل.
وأشارت دراسة لمصرف «مورغان ستانلي» الأمريكي نشرت هذا الأسبوع إلى أن 34 في المئة فحسب من الموظفين في المملكة المتحدة عادوا إلى أعمالهم، فيما تبلغ هذه النسبة 31 في المئة في لندن تحديداً.
ولا تزال بريطانيا، التي سجل فيها أكبر عدد وفيات في أوروبا، متأخرة في هذا المجال عن الدول الأوروبية الأخرى، حيث عادت غالبية موظفيها إلى المكاتب.
حتى أن عدداً من مسؤولي الموارد البشرية في هذه الشركات أبدوا أخيراً خشيتهم من توترات داخل هذه المؤسسات. وتوقعت كايتي جاكوبس من «معهد شارترد للموظفين والتنمية» مناخ عمل «مفككاً»، وقالت في صحيفة «ذا تلغراف» أن شعوراً بالاستياء قد ينشأ تجاه الموظفين الذين سيبقون في بيوتهم».
وبدأ هذا الوضع يثير قلق البعض. وكتبت صحيفة «ديلي ميل» على صفحتها الأولى في وقت سابق هذا الأسبوع، معلّقة على تكفّل الحكومة جزءاً من فاتورة المطاعم للموظفين: «الآن وقد تأمنت وجباتنا، فلنعد إلى العمل!».
لكنّ العودة إلى الوضع الطبيعي في مراكز الأعمال في لندن لم تعد متوقعة قبل سنة 2021.
وقد نصحت شركات كبرى غالبية موظفيها بمواصلة العمل من منازلهم إلى السنة المقبلة، كمصرف «ناتويست». أما «غوغل» التي استؤنف العمل في تشييد مقرها الضخم قرب محطة «كينغس كروس» للقطارات، فقد شجعت موظفيها على الاستمرار في العمل عن بُعد بواسطة الإنترنت إلى يوليو/تموز 2021.
ولكن من الممكن أن يحصل تغيير في اللهجة، على غرار ما فعل رئيس مصرف «باركليز» جيمس ستانلي، الذي أعرب عن استيائه من كون 60 ألف شخص يعملون على طاولات المطبخ» في بيوتهم، وتمنى أن يعود الموظفون إلى أعمالهم، واعتبر أن ثمة «مسؤولية حيال أماكن ككاناري وارف ومانشتر وغلاسكو».
وأعرب كيفن إيليس، رئيس مجلس إدارة شركة التدقيق العملاقة «برايس ووتراهاوس كوبرز»، عن أمله في أن يعود نصف الموظفين إلى مكاتبهم من الآن إلى الشهر المقبل، لكنه أشار في حديث إلى صحيفة «صنداي تايمز» إلى أن مبدأ إلزامية الحضور «انتهى إلى الأبد»، معتبراً أن من المستحسن الاكتفاء بحضور الموظفين ثلاثة أو أربعة ايام فحسب إلى مكاتبهم.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الخميس الماضي أن الحكومة ترى في العودة إلى العمل قبل كل شيء وسيلة للمساعدة في إعادة إطلاق الاقتصاد. وأضاف «على الناس أن يثقوا بالعودة إلى العمل».
وتكبدت الشركات أصلاً خسائر صخمة حتى أمس. فشبكة الوجبات السريعة «بريت أمونجيه» التي تنتشر فروعها بكثافة في أحياء الـ»سيتي»، أعلنت إقفال عدد من الفروع، مما يهدد نحو ألف من العاملين لديها.
وقدّر مركز «سي.إي.بي.آر» للبيانات المالية الربح الفائت على العاصمة البريطانية بنحو 178 مليون جنيه إسترليني شهرياً.
أما بابلو شاه، فرأى أن قدرة «لندن سيتي» على جذب الطاقات الشابة من العالم أجمع ستتأثر سلباً هي الأخرى.
وحذّر من أن «الأثر الاقتصادي السلبي سيتفاقم في حال شعرت الشركات بالخوف، وإذا لم يعد الموظفون، وإذا لم يعد الناس يرون في لندن مكاناً للعيش وجاذباً للشركات الجديدة».