أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    22-Nov-2020

الزراعة بالبلدي..أمن وغذاء ودواء*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

وجبة اعلامية دسمة؛ قدمها الصحفي وزير الزراعة محمد داودية الخميس الماضي عبر فضائية الاردنية، ومن خلال برنامج الزميل عمر كلاب (حديث المساء)، وكان الحديث زاخرا بالمعلومة حول الزراعة، لكن على لسان صحفي عتيق وسياسي ديناميكي متجدد، تعرفه النخبة وسائر فئات المجتمع، حيث قدم داودية معلومات كثيرة خلال وقت قصير نسبيا، وكان أهم انطباع تشكّل في ذهن المتابع هو التفاؤل، الذي لم يكن غرضا من حديث المتحدثين، لكنه الانطباع العفوي الأول الذي يتشكل في ذهن المشاهد المتلقي.
مرد التفاؤل هو شعور الناس بالطمأنينة على محتويات مائدتهم الغذائية، وتفاؤل المزارع بموقف الحكومة الامني الاستراتيجي من وراء دعم وحماية المزارعين والزراعات والمنتجات الزراعية، وسعيها المنظم من أجل فتح آفاق التصنيع الغذائي، وفق معايير وجودة عالية يمكنها المنافسة في كل الأسواق، وطمأنينة ثالثة لدى المستثمرين في القطاع الزراعي وعلى هامشه..
تحدث داودية بحديث شامل في محاور كثيرة، لا تكفيه حلقات من ذلك البرنامج ليتحدث تفصيلا عن كل محور فيه، لكنه كان موفقا بل خبيرا في تقديم المعلومة، وذكر بعض الارقام والاحصائيات التي تعزز التفاؤل المذكور، وتضفي الطمأنينة التي تحدثنا عنها، والتي هي في النهاية شعور بأمن غذائي مبارك، لأنه يخرج من خيرات وبركة تراب البلد، ويرتوي بعرق ابنائها الذين ما هانوا ولا خانوا، وثبتوا دوما على أتقى وأنقى قلب اردني..
حتى لا اقول اهتمت أقول:
نجحت الوزارة حين وضعت 22 سلعة من محاصيل العجز بهدف زيادة الانتاج السنوي منها لرفع نسبة الاكتفاء الذاتي، وحققت اكتفاء ذاتيا 100 ٪ في محصول البطاطا والبصل ووجود فائض للتصدير، إضافة لمحاصيل أخرى كالبندورة والفلفل والكوسا والباذنجان،وتعمل الوزارة على رفع نسبة الاكتفاء من مادة الجزر، حيث حقق اكتفاء هذا العام بنسبة 90 ٪، مقابل 65 ٪ العام الماضي، وبإنتاجية تبلغ 22 الف طن، وارتفعت نسبة الانتاج من الثوم لتبلغ 40 ٪ من الاحتياجات المحلية والتي تقدر ب 6500 طن سنويا، وحققت الزراعة الاردنية ما مقداره 98 ٪ من انتاج الخضروات حيث بلغت الكمية 7.1 مليون طن، وتمكن قطاع الدواجن من تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل، وتجاوزه في انتاج بيض المائدة بمقدار 2.1 مليار بيضة، وتمكن من تصدير كميات الى الخارج، وكذلك يتم انتاج 98 ٪ من صوص الدجاج اللاحم، وذلك على الرغم من أن هذا القطاع يعمل فقط بمستوى 75 ٪ من طاقته الفعلية.
نتيجة لظروف وأزمات دولية لا علاقة بها للأردن (المظلوم)، فقدنا ثلاثة من الأسواق الدولية التي كانت تستقبل 45 ٪ من صادراتنا الزراعية، وعلى الرغم من هذا إلا أن كمية الصادرات من المنتجات الزراعية بلغت 550 الف طن، وبرزت أهمية الذكاء في اختيار انواع الزراعات، من خلال ارتفاع قيمة عائدات الصادرات الزراعية رغم قلة كميتها، فبلغت عائدات الصادرات عام 2019 مثلا 441 مليون دينار، بينما كانت عام 2018 حوالي 420 مليون دينار رغم الزيادة في كمية الصادرات لصالح عام 2018، ويصدر الأردن 30 نوعا من الخضروات والفواكه في اوقات ذروة الانتاج.
وحققت الزراعة اكتفاء ذاتيا في مادة اللبن واللبنة، و30 ٪ من كمية الجميد البلدي المحلية، و28 ٪ من لحوم الأسماك، و 20 ٪ من العسل، وانتاج 28 ٪ من اللحوم الحمراء البلدية، ويتم تصدير نصف مليون رأس من الخراف البلدية، إضافة لاكتفاء ذاتي من مادة زيت الزيتون (30 الف طن)، و70 ٪ من ثمار الزيتون المخلل، ويتم تصدير 6 آلاف طن من ثمار الزيتون، و8 آلاف طن من الزيتون المخلل.
وثمة ارقام وإحصائيات أخرى.. ونظرة واحدة على هذه النسب والارقام تمنح المهتم او (المهموم) التفاؤل والطمأنينة على مائدته الغذائية، ويجب التذكير بأن الحكومة حين تدعم مجال ما من القطاع الزراعي، وتخسر من خلال هذا الدعم 13 مليون دينار، فهي ايضا تحقق وفرة من عدم هدر 120 مليون دولار من العملات الصعبة، وأهل الاقتصاد يعلمون تماما اهمية هذا على الاستقرار النسبي والثبات للدينار الاردني، وانعكاس هذا الاستقرار على الاقتصاد المحلي.
هل ذكرت كلمتين في العنوان (بلدي ودواء)؟!.. لا بد سأتحدث عن المجهود والانجاز البلدي على هذا الصعيد، وربما يكون الحديث عن نافذة (من السما)، ستشكل انفراجا وطنيا كبيرا على مستوى كورونا وتداعياتها وأعبائها..
قريبا.