أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    15-Mar-2018

الاستثمار في اللاجئين

 ...تقرير اقتصادي

الغد-بلغراد - زهرة أم لثلاثة أطفال من أفغانستان تسعى لإيجاد حياة جديدة في أوروبا. كانت زهرة قد انطلقت في بداية عام 2016 في رحلة شجاعة إلى أوروبا برفقة ابنتيها (17 عامًا 
و 14 عامًا) وابنها (4 أعوام) وصفتها هي بأنها "أبشع تجربة" مرت بها في حياتها. عبرت خلال رحلتها تركيا، ومنها انتقلت إلى اليونان على متن قارب مطَّاطي، وعبرت  جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة سيرًا على الأقدام لمسافات طويلة لينتهي بها المقام حاليًّا في صربيا.
لم تعد تتذكر كم دامت رحلتها المؤلمة فقد اختلطت الأيام وامتزجت. فكل ما تتذكره سيرها على الأقدام لأيام "عبر الغابة"، التي تفصل بين جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية وصربيا.
تقول زهرة: "أنا هنا فقط للحفاظ على حياة أطفالي وسلامتهم ولكي أصحبهم إلى ألمانيا".
وبالرغم من أن زهرة كانت تخطط من أجل جمع شمل أسرتها مع زوجها هناك، فهي إلى الآن لا تستطيع وأسرتها الذهاب إلى أبعد من مكانها.
فقد صدر قرار في آذار (مارس) 2016 يقضي بإنهاء الهجرة غير الشرعية من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، ما قطع طريق الهجرة عبر غرب البلقان أمام زهرة والآلاف مثلها وباتت صربيا الواقعة على أعتاب الاتحاد الأوروبي هي آخر بلد يمكن أن يستقر فيه المهاجر في الوقت الحالي على 
الأقل.
ومنذ حزيران (يونيو) 2017، تستمر معاناة نحو 5000 من طالبي اللجوء واللاجئين والمهاجرين في صربيا من فراغ قانوني، دون أي وسيلة للمضي قدمًا. ومعظم هؤلاء الأشخاص أتوا من أفغانستان (62%)، والعراق (13%)، وباكستان (12 %)، وسوريا (5 %)، بيد أن عددَا أكبر من الأشخاص ما زالوا غير مسجلين ومصيرهم مجهول.
وبالرغم من أن أكثر من 90 % من هؤلاء يعيشون في أماكن إيواء تديرها الحكومة، تظل أوضاعهم متقلبة تفتقر إلى الاستقرار. ومن بينهم فئات ضعيفة ومهمشة، بوجه خاص من النساء والشباب، ولا سيما القُصَّر غير المصحوبين بذويهم.
وإقرارًا منه بأن النزوح القسري يشكل تحديًا إنمائيًّا لا سيما في الأوضاع طويلة الأمد، يوسع البنك الدولي نطاق دعمه للنازحين والمجتمعات التي تستضيفهم، وذلك بالعمل بطريقة متكاملة مع الشركاء في مجال العمل الإنساني وباستخدام بعض أنظمة البلد، كلما أمكن ذلك. وبلغ عدد اللاجئين بنهاية عام 2016 نحو 22.5 مليون لاجئ حول العالم. واستضافت صربيا نحو 36500 منهم، بمعدل أكثر من 4 لاجئين مقابل 1000 مواطن.
وتهتم مجموعة البنك الدولي بموجب ولايتها لاحد من الفقر، بسلامة النازحين والمجتمعات التي تستضيفهم على حد سواء. ويتسبب النزوح القسري في معاناة بالغة لا سيما على مستوى الفئات التي تعاني من الفقر المدقع والاستضعاف كالشباب والنساء والأطفال. فالآثار الاجتماعية والاقتصادية كبيرة: لا يمتلك النازحون سوى رأس مال اجتماعي محدود والقليل من الأصول، ما يمنعهم من التخطيط أو إيجاد سبل كسب الرزق إلى جانب ضآلة فرص الحصول على الخدمات الأساسية. وكثيرًا ما يعانون من الصدمات وحالات كثيرة من عدم اليقين وأحيانًا من التمييز. وتواجه المجتمعات والبلدان المضيفة، وبعض البلدان منخفضة الدخل، تحديات مثل الصدمات المالية وزيادة الطلب على الخدمات والمرافق الأساسية.
ويشارك البنك بنشاط في معالجة هذه المشكلة بفضل التمويل والبيانات والتحليلات والعمليات، بالعمل مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومع الشركاء في مجال التنمية والعمل الإنساني.
وعلى المدى الطويل، يبذل البنك مزيدًا من الجهد لمساعدة المناطق الهشة والمتضررة من الصراع على معالجة العوامل المحركة لنشوب الصراع وخلق مجتمعات أكثر استقرارًا تتيح الفرص للجميع، حتى لا تتعرض حياة الناس للخطر ولا يفروا في المقام الأول.
وخلال هذه الفترة الانتقالية، يعمل صندوق الشباب للابتكار التابع للبنك الدولي مع هذه الفئات المستضعفة للمساعدة في دعمها من خلال مشروع "إشراك طالبي اللجوء من  النساء والشباب والمهاجرين واللاجئين المارين عبر صربيا" الذي ينفذه مركز حماية طالبي اللجوء، وهو منظمة صربية غير حكومية وغير ربحية. وصندوق الشباب للابتكار الذي يهدف إلى تمكين الشباب وتوفير الإلهام اللازم لتعزيز الابتكار في المشاريع في جميع مجالات عمل البنك الدولي. 
ويتيح الصندوق فرصا للشباب من مجموعة البنك الدولي لضخ أفكار جديدة في تصميم مشاريع البنك وتنفيذها في جميع بقاع العالم.
 وبفضل التمويل المقدم من المكتب المؤسسي للبنك الدولي للإنشاء والتعمير لتمكين الشباب وتوفير الإلهام اللازم لتعزيز الابتكار في مشاريع التنمية التي ينفذها البنك، تقدم المنح  لمقترحات من جميع خطوط أعمال المجموعة والبلدان التي تعمل فيها وذلك على أساس تنافسي 
للغاية. 
وانصب تركيز البرنامج الذي يعمل حصريًّا مع النساء والشباب على تحقيق أربعة أهداف عامة: تعزيز الحوار بين هؤلاء الأفراد والمواطنين المحليين الصرب؛ ورفع مستوى ثقتهم في ذواتهم واستقلالهم ومهاراتهم الاجتماعية؛ وزيادة  الوعي على المستويين الإقليمي والعالمي بالتحديات التي تقابلهم؛  وتوعية المجتمع المحلي والإقليمي بكفاحهم اليومي.
ولا يركز هذا المشروع على طالبي اللجوء واللاجئين والمهاجرين فحسب، بل أيضًا على المواطنين الصرب لإذكاء وعيهم وخلق روابط بين المجتمعين. وفي الفترة بين شهري شباط (فبراير)  وحزيران (يونيو) 2017 نظم المركز مجموعة أنشطة تجاوزت 30 نشاطًا شارك فيها 200 طالب لجوء ولاجئ ومهاجر وما يزيد على 200 مواطن صربي.
وتُعد هذه المبادرة نموذجًا لدعم البنك الدولي للبلدان التي تستقبل أعدادًا كبيرة من النازحين. 
ويهدف الدعم إلى مساعدة البلدان التي تُعد وتنفذ سياسات تمكن اللاجئين من إعادة بناء حياتهم بطريقة تحفظ كرامتهم وتمنحهم الاستقلال الاقتصادي. ومن شأن ذلك تمكينهم بالتالي من المساهمة في المجتمع المحلي الذي يستضيفهم، ما يمنحهم طريقة لمعالجة الأزمة الحالية المتزايدة بطريقة أكثر 
استدامة. - (البنك الدولي)