أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-Feb-2021

الاقتصاد وسياسة الاغلاق*د. محمد الحدب

 الراي

لا شك أن سياسة حظر يوم الجمعة قد تكون أثبتت نجاعتها من الناحية الطبية في خفض نسبة الاصابات بفيروس كورونا وما يترتب على ذلك من خفض نسبة الاشغال في المستشفيات وأسرة العناية الحثيثة، لكن بلا شك هنالك كلفة كبيرة لسياسة الإغلاق في يوم الجمعة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي.
 
اقتصاديات الدول النامية مثل الأردن تتأثر بشكل أكبر نتيجة لسياسات الإغلاق وبخاصة مع عدم قدرة هذه الدول على تعويض جميع القطاعات الاقتصادية المتضررة. أيضاً هنالك عدد كبير من مواطني الدول النامية يعملون فيما يسمى بالعمل غير المنظم، أي العمل ضمن أنشطة تقع خارج إطار التشريعات والقوانين والأنظمة القائمة، ومثل هذة الفئة من العاملين هي الأكثر تضرراً من سياسات الأغلاقات.
 
سياسة الإغلاق وتأخير فتح القطاعات الاقتصادية ليست الحل لمنع انتشار فيروس كورونا وأنما تقوم بقطع سلسلة الانتشار بشكل مؤقت، والدليل على ذلك هو الرجوع لسياسة الاغلاق كلما دعت الضرورة الطبية. إذن يا ترى ما هو الحل للخروج من هذة الدائرة؟
 
الحل الوحيد الفعّال يكمن في العمل على زيادة اقبال المواطنين على تلقي مطعوم كورونا حتى نصل إلى نسب عالية تسمح بتحقيق ما يسمى بمناعة القطيع، وعندها من الممكن التخلي عن سياسة الاغلاق والتوجه نحو الفتح الشامل ولجميع القطاعات الاقتصادية.
 
مثل هذا الأمر ليس بصعب ولكن يحتاج اتباع سياسات جديدة لزيادة إقبال المواطنين على تلقي مطعوم كورونا. الطرق المتبعة حالياً جيدة لكنها لم تنجح في اقناع شريحة كبيرة من المواطنين في تلقي المطعوم، وبالتالي ان لم يكن هنالك تغيير كبير في السياسات سنبقى على نفس النهج من الأغلاق والفتح.
 
يجب أن نتعرف على الأسباب التي تمنع المواطنين من الإقبال على تلقي مطعوم كورونا لكي نستطيع التغلب عليها. مثلاً لماذا لا يتم إجراء دراسة مبنية على أسس علمية مع عينة عشوائية من مختلف مناطق المملكة للتعرف على هذه الأسباب. قد تتم مثل هذة الدراسات عن طريق الهاتف ومع عينة من شريحة كبيرة من المواطنين.
 
قد يتساءل أحدهم لماذا حصل ١٩ مليون شخص من أصل ٦٦ مليون شخص من سكان المملكة المتحدة على الجرعة الأولى من مطعوم كورونا وبنسبة تبلغ تقريباً ٢٩%، بينما في الدول النامية مثل الأردن النسبة هي أقل بكثير. قد تكون المقارنة فعلاً غير منصفة وذلك بسب العديد من الاختلافات، لكن هي دليل على أن الوصول إلى نسب عالية من تلقي المطعوم ليست بالأمر الصعب.
 
الأردن يتميز بتركيبته السكانية والترابط الأسري الممتد وبالتالي قد تكون هذة ميزة بحيث لو تلقى شخص واحد على الأقل من كل عائلة على المطعوم فان ذلك من الممكن أن يؤثر بشكل إيجابي على باقي أفراد الأسرة وحتى الأقارب للتوجه لتلقي المطعوم. ما نحتاج إليه هو سياسة تتعلق بالتشجيع على تلقي المطعوم تتلاءم وطبيعة الشعب الأردني وذلك لضمان نجاحها، قد تكون الوصفات الجاهزة التي نجحت في دول أخرى لا تلصح لنا حتى وأن تشابهت الظروف.