أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-Dec-2018

هل المعجزات ممكنة ؟ إسألوا الصين* زيان زوانة
عمان اكسشينج -
ينغص حياة الأردنيين إمكانية تسديد دينهم العام الذي تجاوز 40 مليار دولار ومرشح للزيادة ، وتردّ حكوماتنا بالإيجاب ، وتقول ، أنظروا للصين ، ففي مثل هذه الأيام من العام  1978 وقف الزعيم الصيني " دنغ إكسيابنغ" يخاطب الحزب الشيوعي الصيني بضرورة استراتيجية " الإصلاح والإنفتاح " لمواجهة مشكلات الصين الإقتصادية ، عندما كان غالبية الصينيين يعملون بالزراعة البدائية ويفتقرون لحداثة الحياة ويعيشون فقرا قاسيا ، وبإجمالي ناتج محلي لا يتجاوز 150 بليون دولار. وافقت القيادة وبدأ التنفيذ ، بتخفيف القيود على الحياة الإقتصادية والحريات الفردية ، وتأسست مناطق حرة ، وبدأ المزارعون يبيعون فائض إنتاجهم ويحتفظون بأرباحهم ، وبدأ رجال الأعمال بتأسيس أعمالهم ، وتمّ في العام 1990 تأسيس البورصة الصينية ، واحتفظوا وحفظوا قول زعيمهم دنغ ، " ليس مهما لون القطّ ، ما دام يمسك بالفئران " .
 دارت العجلة ، ودخلت الصين مرحلة التحول لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم ، تمتلك 10% من الثروة العالمية وبأكبر عدد من بليونيرية العالم (600 بليونير) ، وتحسنت حياة مئات الملايين من شعبها ، وانخفض عدد الفقراء إلى 1% فقط ، وتجاوز ناتجها المحلي 12 ترليون دولار .
بدأت الصين زحفها العالمي لتحمي مصالحها ، فأسست شبكة علاقات دبلوماسية هادئة ، قوامها التجارة والإستثمار، وأعادت رسم " طريق الحرير " التاريخي ، آملة ربط 65 دولة بسكان يمثلون 70% من سكان العالم ، وشغلّت خط سكة حديد عملاق بينها وبين ألمانيا لعمليات الشحن ، مخترقا أوروربا وقاطعا أكثر من عشرة ألآف كيلومترا ، وعززت علاقاتها مع الدول العربية المصدرة للنفط ، واستضافت منذ شهور مؤتمرا شاركت به 22 دولة عربية وعدت فيه بتقديم مساعدات لسوريا واليمن والأردن وفلسطين ولبنان ، وافتتحت أطول جسر مائي في العالم يربط البر الصيني بهونغ كونغ ( طوله 55 كيلومترا ) بعد أن حافظت عليها مدينة اقتصاد وتجارة حرة ، تلك المدينة التي بكى آخر حكامها البريطانيين ، اللورد " كريس باتن " في احتفالات تسليمها لها ، وحلحلت علاقتها التاريخية المأزومة مع مستعمرها الياباني ، هذا بينما لم تتنازل قيد أنملة عن اعتبار "تايوان" جزءا من الصين الأم ، ولم تتنازل عن مياهها الإقليمية وبحرها الواسع ، وأصبحت عنصرا أساسيا في تجمعات اقتصادية آسيوية وعالمية . خرجت الصين إلى غير رجعة من تحت عباءة حكم زعيمها الخالد " ماوتسي تونغ " ، ما لفت أنظار أمريكا منذ عهد " أوباما " الذي اعتبر منطقة آسيا ، منطقة التحدي الرئيسي لها ، ممهدا للرئيس ترامب شنّ حربه الإقتصادية عليها .
قد يكون كلام حكوماتنا مقنعا ، لكن كيف نسدد ديننا ونحن نقترض لنسدد قروضا مستحقة علينا ؟ لذلك يستمر الأردنيون بإنكار المعجزات ، طالما رافعة سياسة حكوماتهم مزيدا من الإقتراض.