هذا العجز في ميزانية البلديات له أسباب وهذه الأسباب إن تمت معالجتها فإن العجز والمديونية ستقل كثيرا لكن مع الأسف لم يحاول أي وزير بلديات البحث عن هذه الأسباب ومعالجتها.

من هذه الأسباب التي أدت إلى العجز في ميزانية البلديات عدم وجود خطط استراتيجية بعيدة المدى لتوفير دخل ثابت لأي بلدية فهنالك مشاريع حيوية يمكن أن تستثمر فيها البلديات لتوفير دخل دائم لها كأن تستثمر في العقار أو في مدن الملاهي الترويحية أو في أي مشاريع أخرى مدروسة بعناية.

ومن الأسباب أيضا الحمل الزائد من الموظفين في معظم البلديات فكل رئيس بلدية جديد ينتخب يحاول أن يكافيء من وقفوا معه في حملته الإنتخابية وغالبا ما تكون هذه المكافأة عن طريق تعيين عدد من أقارب هؤلاء الناس كموظفين في البلدية ومن يزور بعض البلديات يجد أن بعض الموظفين لا عمل لهم على الإطلاق أو أنهم يجلسون بدون مكاتب لأن مبنى البلدية لا يتسع لهذا العدد الكبير من الموظفين.

وهنالك سبب مهم جدا للعجز في ميزانيات البلديات وهو أن للبلدية عشرات الآلاف من الدنانير كديون على المواطنين ولا تقوم البلدية بتحصيلها بالطرق القانونية لأن من بعض هؤلاء الذين للبلدية ديون عليهم أصدقاء وأقارب ومعارف لرئيس البلدية وهذه المسألة أي تحصيل الديون بحاجة إلى قرار حازم من وزير البلديات بحيث لا يستثني أحدا مهما كانت صلته برئيس البلدية.

بقي سبب مهم أيضا وهي أن معظم المخالفات التي يحررها مراقبو البلدية يقوم رئيس البلدية بشطبها لأن من حررت بحقهم المخالفات هم من المعارف أو الأقارب أو الأصدقاء علما بان المخالفات تشكل جزءا مهما من دخل البلدية.

مشكلة مديونية البلديات والعجز في ميزانياتها مشكلة قائمة من عشرات السنين وأسبابها معروفة لكن لا أحد يحاول أن يعالج هذه الأسباب ونتعامل مع الأسف مع هذه المسألة بأسلوب الفزعة فهذه البلدية مديونة أو أن هناك عجزا في ميزانيتها فتقوم الحكومة بمساعدتها ماليا وتظل هذه المسألة تتكرر مع باقي البلديات وفي كل السنوات.

البلديات بحاجة إلى خطط استراتيجية طويلة الأمد، خطط مدروسة بعناية للتخلص من المديونية ومن العجز في الميزانيات.