أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    15-Jan-2019

الأسواق الصاعدة بحاجة إلى دماء جديدة تدفعها للأعلى
فايننشال تايمز - تحظى سوق الأسهم بسيطرة قوية على نفسية المستثمرين الأفراد. كثير من الذين يدخرون أموالهم للتقاعد، أو للتعليم الجامعي لأبنائهم، تجدهم يستثمرون في الأسهم على المدى الطويل.
وكثيرون منهم يستعرضون محافظهم سنويا. لكن هناك طريقة أخرى لقياس العوائد هي النظر إلى فترات أطول بكثير، لإزالة كثير من اللغط. الأرقام الواردة هنا، الخاصة بمؤشر ستاندرد آند بورز 500 مدهشة – لكن ليس على نحو جيد.
يصل متوسط معدل النمو السنوي المتراكم لمدة 20 عاما خلال القرن الماضي إلى 11 في المائة، حسبما ذكر نيكولاس كولاس، من "داتا تريك". لكن العقدين الماضيين حققا عوائد بلغت 5.6 في المائة، هي الأقل منذ أواخر الأربعينيات من القرن الماضي. وعند التعديل لاحتساب التضخم، المكاسب طويلة الأجل تبلغ 7 في المائة سنويا، لكن منذ عام 1999 حقق "ستاندرد آند بورز 500" عائدا سنويا حقيقيا 3.3 في المائة.
ليس مستغربا مثل هذا الأداء عندما تأخذ في الحسبان أن الأسهم الأمريكية عانت سوقين هابطتين فظيعتين، بسبب الإفلاس الناجم عن فقاعة الدوت كوم وانهيار قطاع الإسكان.
في ظل هذه الخلفية، تركيز المؤسسات الاستثمارية أخذ يتنوع بشكل متزايد منذ عام 2009 ليشمل الأسهم الخاصة، ورأس المال الاستثماري، والدخل الثابت، وفئات الأصول البديلة الأخرى. في الواقع نشرت شركة بلاك روك الأسبوع الماضي دراسة استقصائية شملت 230 من العملاء المؤسسيين، لديهم مجتمعين أصول خاضعة للإدارة تبلغ سبعة تريليونات دولار، ذكرت فيها أن نصفهم يعتزم تقليص استثماراته في الأسهم هذا العام، في مقدمتهم شركات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا. وستكون وجهتهم المختارة الاستثمار هي الأصول الحقيقية البديلة – تشمل البنية التحتية، والأراضي الزراعية، واللوحات الفنية وما شابه ذلك – إلى جانب الأسهم الخاصة والعقارات التجارية.
بالنسبة إلى المستثمرين الأفراد، الخيارات محدودة إلى حد كبير، ما يترك صناديق التقاعد وصناديق الجامعات تحت رحمة سوق الأسهم. عندما تفكر في انعدام وجود نمو حقيقي للأجور في هذا القرن، فلا عجب أن يخيب أمل المستثمر العادي من الأسهم.
على النقيض من ذلك، في نهاية عام 1999 كان مؤشر ستاندارد آند بورز 500 قد حقق عائدا اسميا مركبا 17.5 في المائة، و13.7 في المائة بالقيمة الحقيقية خلال العقدين الماضيين. وهذا يفسر الحماسة العامة للأسهم في نهاية القرن الماضي.
لذلك، التاريخ لا يساعد المستثمرين على تحديد الأهداف المالية للفترة الممتدة حتى عام 2038، بمن فيهم كاتب هذا التقرير، الذي لديه طفل ذكي يبلغ من العمر عشرة أعوام، ويأمل في أن يحصل على تقاعد مريح. لكن الشيء المضحك حول الدورات هو أنها تتغير، مثلها مثل الموضات في الموسيقى والملابس.
حينما نلقي نظرة إلى الوراء في فترات ضعف أداء الأسهم على المدى الطويل، نكتشف أنها كانت مرتبطة بانهيار انكماشي من فترة الكساد العظيم الذي انتهى في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي ومن ثم صدمة التضخم التي بلغت ذروتها في أواخر السبعينيات. منذ فقاعة الدوت كوم، تعاملنا مع صدمة انكماشية أخرى.
كريس وولتينج، من "لونج فيو إيكونوميكس"، يحاجج بأن السوق الصاعدة طويلة الأمد في الولايات المتحدة بدأت في عام 2012 وستستمر مع استمرار عملية تطبيع السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي. هذا لا يحول دون مخاطر الأسواق الهابطة الدورية التي تعاملنا معها في ذروة عمليات البيع الكبرى في كانون الأول (ديسمبر)، لكنه يؤكد أن السوق الأمريكية تبدو واعدة على المدى الطويل.
يعكس هذا مزيجا من تحسن التركيبة السكانية في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر إلى الـ 15 المقبلة، مع تسارع النمو في المجموعة العمرية من 20 ـ 54 عاما. في المقابل، التركيبة السكانية للصين وغيرها من اقتصادات الأسواق الناشئة ستبدو أضعف خلال العقد المقبل.
يتوقع وولتينج أيضا زيادة في إنتاجية العاملين الأمريكيين، التي كانت متخلفة عن الركب كما رأيناها في السبعينات من القرن الماضي، حين استغرق الابتكار التكنولوجي بعض الوقت لتعزيزها. وهناك عامل إيجابي آخر يدعم نموا أقوى ودورات طبيعية أكثر للسياسة النقدية ولعائدات سندات الخزانة الأمريكية، وهو أن عملية الحد من استدانة الأسر الأمريكية منذ انهيار سوق العقارات شارفت على الانتهاء.
وكما يوضح وولتينج، تاريخ الدورات طويلة الأجل يظهر أنه بمجرد أن يعود الاقتصاد الأمريكي إلى وضعه السابق بعد فترة من الركود، فإن "مراحل "تطبيع السياسة النقدية" تتسم دائما بأسواق صاعدة طويلة الأمد في الأسهم الأمريكية "تستمر من 10 إلى 15 عاما" تترافق مع أسواق هابطة طويلة الأمد في السلع الأساسية".
وبالنظر إلى أننا في آخر مرحلة لنهاية النطاق التاريخي من حيث الأداء بالنسبة إلى الأسهم، فهناك رأي بأن السنوات الـ 20 المقبلة قد تكون أفضل بكثير بالنسبة إلينا نحن الذين يسخرون أموالهم للتقاعد وخطط الادخار الأخرى.
مع ذلك، السوق الصاعدة تحتاج إلى كثير من الدماء الجديدة، من خلال إدراج شركات صغيرة للسماح للمستثمرين الأفراد بالدخول في رحلة مجزية على المدى الطويل. كانت هذه هي الحال بعد أن طرحت "مايكروسوفت"، مثلا، أسهمها في السوق لأول مرة في عام 1986.
لسوء الحظ، كان الاتجاه الأخير هو أن تبقى شركات التكنولوجيا شركات خاصة يتم شراؤها من قبل عمالقة أكبر، وأخيرا من قبل شركات الأسهم الخاصة.
هذه هي النقطة الرئيسية التي طرحها كولاس، من "داتا تريك"، الذي يرى ضرورة أن يتم طرح أسهم "محصول جديد" من شركات التكنولوجيا المُعَطِلة للاكتتاب العام في السنوات القليلة المقبلة.
ولتحقيق هذه الغاية، فإن خبر هذا الأسبوع بأن "سوفت بانك"، حاضنة شركات التكنولوجيا، تعمل على تقليص خططها للاستثمار في "وي ويرك"، وهي شركة تقدم مكاتب العمل المشتركة، من المحتمل أن يكون علامة مهمة على أن عجلة التمويل الخاص تدور الآن. نحن بحاجة إلى رؤية مزيد من شركات التكنولوجيا المُعَطِلة تدخل إلى عالم الأسواق العامة. كذلك تفكيك شركات التكنولوجيا الكبرى وتأسيس مزيد من الشركات المستقلة يساعد على إيجاد فرص للمستثمرين الأفراد. ما لم نشهد شركات صغيرة ومبتكرة تتمتع بآفاق نمو قوية وتطرح أسهمها للاكتاب العام، فمن الصعب تصور دورة جديدة من العوائد الأقوى خلال العقود المقبلة.