أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    06-Sep-2017

المعادن تصعد على أكتاف الدولار الضعيف وحملة الصين البيئية

 فايننشال تايمز - 

في مطعم مقابل منشأة إنتاج ألمنيوم ضخمة في مدينة سيشوان الواقعة في مقاطعة شاندونج، غربي الصين، ليس لدى النادل، لياو دونجدونج، أي زبائن يرحب بهم في الساعة السادسة مساء في أحد أيام الأربعاء في الفترة الأخيرة.
يقول لياو، البالغ من العمر 26 عاما: "عادة ما يكون هذا هو الوقت الذي ينهي فيه العاملون مناوبتهم ويأتون لتناول الطعام. لكن كما ترى، لا يوجد أحد هنا. نحن على هذه الحال منذ إغلاق المصنع قبل نحو عشرة أيام".
المصنع الذي تملكه "هونجتشياو" الصينية، أكبر شركة لإنتاج الألمنيوم في العالم، عانى مشاكل بسبب حملة قمع بيئية واسعة في الصين التي ساعدت في تشكيل أسواق المعادن العالمية هذا العام.
بعد أعوام من توسع سريع أثار توترات مع شركاء الصين التجاريين، طلب من شركة هونجتشياو هذا العام إغلاق 2.7 مليون طن من الطاقة الإنتاجية السنوية. الموظفون في الشركة المدرجة في هونج كونج أخبروا "فاينانشيال تايمز" أن ثلاثة مواقع كبيرة لإنتاج الألمنيوم في مقاطعة زوبينج - حيث المقر الرئيسي للشركة - تم إغلاقها مع نقل العاملين فيها إلى منشآت أخرى.
عمليات الإغلاق هذه جزء من خطط الرئيس تشي جينبينج لتخفيض الطاقة الفائضة وتنظيف البيئة بعد أعوام من التوسع السريع الذي جعل الصين واحدة من أكثر البلدان تلوثا في العالم.
أرسلت السلطات مفتشي البيئة إلى أنحاء البلاد كافة لتغريم وإغلاق المصانع المسببة للتلوث، مدفوعة في ذلك بشعار الرئيس تشي: "الجبال الخضراء والمياه النظيفة تساوي جبالا من الذهب والفضة". من شرق تشجيانج إلى غرب مقاطعة سيشوان، هذا ألحق الضرر بمصانع صهر الزنك وإنتاج الألمنيوم.
ليو ون بينج، المحلل في "تشاينا ميرشانتس سيكيوريتيز"، يقول: "هذه الجولة من إصلاحات (جانب العرض) قوية نسبيا، وستتم معاقبة المتسبب في التلوث والإنتاجية المنخفضة. هذا هو ما يفسر الأسعار العالية".
المستثمرون في سوق المعادن العالمية يأخذون على محمل الجد طموحات الرئيس تشي للحد من الإنتاج المولد للتلوث. الزنك، المعدن المستخدم في جلفنة الصلب، ارتفع 22 في المائة هذا العام ويتداول بأعلى مستوياته منذ عقد من الزمن ـ أكثر من ثلاثة آلاف دولار للطن. وزاد الألمنيوم 25 في المائة إلى أعلى مستوياته منذ أربعة أعوام.
هذا بدوره ساعد حظوظ أكبر شركات الإنتاج المملوكة للدولة في الصين وشركات التعدين العالمية. وحققت أسهم التعدين عوائد بلغت 26 في المائة هذا العام، وهو بحسب مؤشر بلومبيرج العالمي للتعدين، العام الثاني الذي تحقق فيه زيادات بأرقام مكونة من خانتين بعد ثلاثة أعوام من الخسائر.
احتمال انخفاض العرض الصيني لم يكن الحافز الوحيد للمعادن هذا العام. ضعف الدولار ساعد، كذلك فعلت مرونة كثير من الاقتصادات الكبيرة. فبحسب أحدث التوقعات من صندوق النقد الدولي، سيصل النمو العالمي إلى 3.5 في المائة هذا العام و3.6 في المائة في عام 2018.
لكن على الرغم من لغة الرئيس تشي القوية بشأن تخفيض التلوث، إلا أن الشكوك تنمو حول قدرة الحكومة على الوصول إلى حجم التخفيض الذي توقعه ارتفاع المعادن. يقول أحد تجار السلع: "الناس يصدقون هذا، لكن الحقائق لا تدعم ذلك".
في حين طلب من الشركات المملوكة للقطاع الخاص، مثل هونجتشياو إغلاق بعض إنتاجها، إلا أن شركات أخرى مثل الشركة المنافسة المملوكة للدولة، "ألمنيوم كورب" أو "تشالكو"، قالت إنها ستزيد الإنتاج.
في الواقع يمكن أن تبرز "تشالكو" بحلول عام 2019، باعتبارها ثاني أكبر شركة للإنتاج في العالم، صعودا من المركز الخامس حاليا، بحسب شركة سي آر يو الاستشارية في مجال السلع.
يقول إيون دينسمور، المحلل في "سي آر يو": "نجحت الحكومة بشكل متزايد في تحقيق هدفها النهائي المتمثل في رفع الأسعار وتعزيز ربحية الشركات المملوكة للدولة. عمليات الإغلاق ستحدث، لكن ما ينبغي ألا يتوقعه الناس هو حدوث انخفاضات في الإنتاج الصيني".
الصورة حتى الآن هذا العام بالنسبة لإنتاج الألمنيوم الصيني تدعم هذا الرأي، إذ تشير أرقام "آر سي يو" إلى أن الإنتاج ارتفع 17 في المائة في الأشهر الثمانية الأولى من العام.
وانخفض إنتاج الزنك المكرر 1.2 في المائة فقط في النصف الأول من العام، على الرغم من إغلاق مصانع للصهر، وذلك وفقا لـ "آي سي بي سي ستاندرد بانك"، وهو قسم من أكبر مصرف في الصين. يقول روبن بهار، المحلل في سوسييتيه جنرال، مشيرا إلى الألمنيوم: "كان لدينا تراجع (في الإنتاج) في تموز (يوليو) لكن هذا لا يعني أنه سيستمر. نحن بحاجة إلى رؤية استمرار ذلك لمنح السوق الثقة، وإلا فإن هذا الارتفاع بالكامل سيتفكك مرة أخرى".
بالنسبة للذين يعتقدون أن بكين ستقدم تخفيضات، فإن الشتاء قد يكون نعمة. ينبغي لمصانع الألمنيوم تخفيض الإنتاج أكثر من 30 في المائة في خريف وشتاء هذا العام، عندما يكون التلوث في أسوأ حالاته، كما قالت وزارة حماية البيئة في الصين يوم الجمعة.
ليو بينج جيانج، وهو مسؤول في الوزارة، قال في مؤتمر صحافي ستكون هناك "جهود مضاعفة لمكافحة التلوث" هذا العام. مع ذلك، طموح السلطات في بكين يواجه عقبات أخرى. ففي حين أن وسائل الإعلام الصينية تدعم الحملة البيئية في الوقت الذي يستعد فيه الحزب الشيوعي لمؤتمره الـ 19 الذي سيبدأ في 18 تشرين الأول (أكتوبر)، إلا أن الكثير يعتمد على ما إذا كانت الحكومة المركزية قادرة على فرض إرادتها على الحكومات المحلية، حيث صناعات التعدين والصهر توفر فرص العمل والاستقرار.
يقول بهار، من سوسييتيه جنرال: "هناك دائما تلك المعارضة من الحكومات المحلية، لأنها تريد الوظائف والإيرادات الضريبية". ويضيف: "لكن يبدو بالتأكيد وزارة حماية البيئة تشدد القبضة على شركات الإنتاج".
وتشير تقديرات شركة سي آر يو إلى أن جهود بكين سوف تؤتي أكلها في السنة المقبلة، متوقعة أن يتباطأ النمو في إنتاج الألمنيوم إلى 3 في المائة في النصف الأول من العام – وهي نسبة أدنى بكثير من المتوسط التاريخي الحديث.
سيرجو مستثمرو المعادن أن يتبين أن هذه التقديرات صحيحة.