مع اقتراب شهر تشرين الاول(اكتوبر) من الانتهاء ما يزال مزارعو وادي الاردن ينتظرون بفارغ الصبر، ان يمن الله عليهم “بشتوة” تساعدهم على مكافحة الافات الحشرية التي فاقمت من معاناتهم، نتيجة ارتفاع كلف المكافحة.

ويجبر انتشار الافات الحشرية المزارعين على تكثيف حملات الرش، الأمر الذي يحتاج إلى كلف اضافية في وقت هم بامس الحاجة فيه لتوفير النفقات في ظل نقص السيولة المادية، وانفاق معظم مدخراتهم على تجهيز الارض وشراء مستلزمات الإنتاج.

ويرى مزارعون، ان الموسم ما يزال في بدايته وتحملهم اعباء اضافية نتيجة تكثيف حملات الرش سيدخلهم في دوامة الخسائر، اذ انه وفي ظل التكلفة المرتفعة واستمرار مشكلة التسويق فان مردود المحاصيل لن يكفي لتغطية النفقات، خاصة ان لم تكن اسعار البيع جيدة.

ويوضح المزارع محمد محمود، أن هطل الأمطار يقضي على العديد من الآفات الحشرية والفطرية ويقلل من اصابة المحاصيل بها ما سيقلل من كلف الرش والتسميد، لافتا الى ان هطل الأمطار يحسن جودة ونوعية الإنتاج الخضري في وادي الاردن، والا فان هذا الأمر سيؤثر على اسعار بيع المنتوجات الزراعية التي ستباع بأسعار منخفضة.

ويضيف ان تاخر الهطل المطري، سيبقي الحاجة إلى ري المزروعات ما يعني كلفا اضافية في وقت كانوا يعولون فيه على انخفاض درجات الحرارة بشكل يقلل حاجة التربة إلى الماء بكميات كبيرة، مضيفا ان غالبية المزارعين ليس لديهم المقدرة المالية على خدمة محاصيلهم الزراعية، في ظل ارتفاع اثمان المبيدات واحجام الشركات الزراعية عن توفيرها لهم بالدفع الآجل. ويوضح المزارع طعان نافع، أن هطل الأمطار يقضي على العديد من الآفات الحشرية والفطرية ويقلل من إصابة المحاصيل بها، ما يقلل من كلف الرش والتسميد، التى ترهق جيب المزارع، لافتا إلى أن الأمطار تحسن من جودة ونوعية الإنتاج الخضري.

ويقول ان تاخر الموسم المطري خلال السنوات الاخيرة دفع العديد من المزارعين إلى تأخير زراعة اراضيهم لتجنب تحمل كلف لا طاقة لهم بها، مشيرا إلى ان هذا التأخر يحرم المزارعين من الاستفادة من زراعة الارض بعدد من المحاصيل المتتالية.

ويؤكد رئيس اتحاد مزارعي وادي الاردن عدنان الخدام الى ان تأخر هطل الامطار يزيد معاناة المزارعين نتيجة ارتفاع كلف الرش واستخدام المبيدات والري خاصة ان الموسم الزراعي ما زال في بدايته، مضيفا ان مشكلة المياه ستعمق من جراح المزارعين الذين انهكتهم خسائر المواسم السابقة وحدت من قدرتهم على زراعة اجزاء كبيرة من اراضيهم ما يشكل حالة من عدم الاستقرار والخوف من مستقبل الزراعة في الوادي.

ويلفت الى ان المزارعين لم يشهدوا مثيلا لهذا الموسم منذ عشرات السنين، الأمر الذي سيحد من طموحاتهم وبرامجهم التي اعدوها لزراعة اراضيهم بالمحاصيل الزراعية، خاصة ان عددا كبيرا منهم لم يتسطع تجهيز ارضه للزراعة لعدم توفر السيولة اللازمة لذلك.

واوضح الخدام، ان تأخر هطل الامطار سيؤثر بشكل سلبي على قطاع الثروة الحيوانية، لعدم وجود اعلاف خضراء وغياب للمراعي والاعتماد على الاعلاف الجافة ما سيزيد من الكلف والاعباء على مربيها.

ويؤكد مدير زراعة وادي الاردن المهندس بكر البلاونة، انه من السابق لأوانه الحكم على الموسم المطري كونه لا يزال في بداياته، موضحا ان تأخر الأمطار إلى اسابيع مقبلة سيؤثر على الإنتاج الخضري المبكر، بسبب ظهور الافات الحشرية التي تتطلب مكافحة مستمرة.