تبقى جدلية السياحة الداخلية وتنشيطها ومدى الاقبال عليها هي القضية الاساسية التي تفرض نفسها بحثا عن حلول ناجعة، تجعل من السياحية الداخلية مصدر جذب للمواطن وضمن الامكانيات التي تناسبه خصوصا من الناحية المادية.

بنظرة سريعة لحجم الاعلانات التي تُنشر في وسائل الأعلام والصحف بتنظيم رحلات سياحة خارجية ولدول مختلفة عربية واجنبية وبأسعار منخفظة، ولا تجد المثيل لها للسياحة الداخلية.

هذا يجعل من قضية تشجيع السياحة الداخلية هدفا وغاية في الاهمية لدراستها وتحديد طبيعة المُعيقات لها واسبابها وسبل حلها.

السياحة الداخلية هي الطريق لتعرف وطنك وتتطلع على تاريخه وحاضره، وتوفر مستوى من الرفاهيّة والاستمتاع والفائدة على المستوى الاجتماعي والصحي والثقافي والروحي للفرد والمجتمع.

في الكثير من الدول تقدم المكاتب والشركات السياحية والفنادق من خلال مواقعها عبر الانترنت حُلة من برامجها الترويجية للسياحة الداخلية، تُقدم فيها اجمل الصور والفيديوهات وأفضل العروض لزيارة المواقع والمناطق السياحية، يستطيع من خلالها السائح اختيار المناطق التي يرتاح لها، ويقوم بالحجز المُسبق في الفنادق والبرنامج السياحية التي تتناسب مع امكانياته وقدراته المادية، بينما لا تجد في بلدنا لدى المعنيين بالشأن السياحي في القطاع الخاص اي خدمات من هذا القبيل.

الواضح ان هناك اسبابا جوهرية وراء ضعف السياحة الداخلية من اهمها :-

* عدم وجود شراكات بين المؤسسات العاملة في هذا القطاع فيما بينها ومع القطاعات التجارية والمتاحف وغيرها كما هو معمول به في دول آخرى.

* الدعم المباشر الذي تُقدمه هيئة تنشيط السياحة من خلال برنامج اردنا جنه ربما اصبح احد العوائق الأساسية لبناء شراكات وتعاون لبناء برامج سياحية باسعار مناسبة وفق العرض والطلب، مما دفع المكاتب السياحية للتسويق للسياحة الخارجية بشكل شبة كامل.

* وكذلك عدم توفر فنادق وشقق فندقية في الكثير من المحافظات، والنقص في توفر المخيمات والشاليهات في المواقع السياحية.

 نُعول كثيرا على هيئة الاستثمار بوجود الدكتور خالد الوزني صاحب الرؤية الاقتصادية الثاقبة على رأسها، ان يكون للهيئة الدور الكبير في جلب الاستثمارات لتغطية النقص الحاصل في البنية السياحية والمواقع الترفيهية، من خلال توفير دراسات مُكتملة لمشاريع بأمس الحاجة لها هذا القطاع على مساحة الوطن وترويجها، لما للسياحة الداخلية اهمية كبيرة كرافد مهم للاقتصاد الوطني.

الامر اصبح بحاجة الى نظرة واقعية جادة للعمل وفق متغيرات تُركز على تخفيض الاسعار بشكل ملموس، وتأهيل المواقع السياحية والاثرية حسب الأصول.