أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    12-Jun-2022

رؤية جريئة.. وسط العواصف*علاء القرالة

 الراي 

أن تصدر وثيقة تحديث اقتصادية عابرة للسنوات والحكومات وسط حالة الهلع والعواصف الجيوسياسية التي اصابت العالم مؤخرا، خطوة جريئة ورسالة استراتيجية و مهمة للعالم والمستثمرين باننا مستعدون لكل ما قد يحدث ولن تقلقنا أو توقفنا تلك المتغيرات والتطورات عن احلامنا وطموحتنا وتطلعاتنا للمستقبل واجيالنا المقبلة.
 
كنت احد المشاركين في اعداد هذه الرؤية التي جاءت بتوجيه من جلالة الملك وحظيت برعاية كاملة من الديوان الملكي العامر، في اجواء تشاركية حقيقية ونوعية اسهمت في ادماج وتمازج الخبرات مع الاختصاص واصحاب العلاقة والشأن والاكثر اطلاعا على واقع القطاعات ويعيش همومها يوميا مع بعضهم البعض، غير ان أكثر ما كان يميز تلك النقاشات حالة التفاؤل والامل والحماس والحرص الشديد من قبل المشاركين على الخروج برؤية تلبي طموح القائد وولي عهده والمواطنين والاقتصاد الوطني، مدركين ضيق الوقت مغلبين المصحلة العامة على المصالح الشخصية والق?اعية معتمدين على مبدأ » الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك».
 
نعم الأمال المبنية على هذه الرؤية كبيرة والتشارك في انجازها من قبل الجميع مطلب، غير انها ايضا تتطلب ادوات تنفيذية حقيقية ومسؤولة غير مرتجفة ولا تخشى اتخاذ القرار الصائب الذي يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني وتأمين حياة نوعية للمواطنين بعيدا عن المحسوبية والواسطة والشخصنة التي كانت احد اسباب فشل كل خططنا السابقة ومعول هدم لطموحتنا واستغلالنا الفرص التي اتيحت لنا على مدار السنوات الماضية، وهذا ما نتمنى ان تكون قد عالجته رؤية التحديث الادارية التي قاربت على الانتهاء في وضع حد لهذه التصرفات وخطوط حمراء تمنعها من ا?ساد رؤيتنا الاصلاحية الطموحة «سياسيا واقتصاديا واداريا».
 
اقتصادنا قوي ومتين وما كانت هذه الرؤية الا معززة لما تم تحقيقه على مدار عمر الدولة بالاضافة الى اعادة التنظيم والتموضع وتحديد الاهداف والفرص لاقتناصها، تعالج المعيقات والتحديات التي وقفت أمام اقتصادنا طيلة الفترة الماضية، وهذا ما حملته فعلا الرؤية في جعبتها للاعوام العشرة المقبلة ولكافة القطاعات التي بلغ عددها 17 قطاعا وفق 8 محركات نمو رئيسية مدعومة بمبادرات كثيرة واجراءات فورية وأخرى قصيرة ومتوسطة وطويلة الامد، تنصب جميعها في مصلحة المواطن واحداث نقلة نوعية في حياته المعيشية والخدمية وفق مراحل زمنية محددة?باوقات ستراقب من الجميع نوابا واعيانا واعلاما وديونا.
 
«رؤية التحديث الاقتصادية» خرجت علينا محملة بالطموحات والتفاؤل والامال الكبيرة، وسط عاصفة اقتصادية عالمية تلوح في الافق، الامر الذي يجعل من تنفيذها وترجمتها على ارض الواقع مستحيلا ما لم نتشارك جميعا في العمل على ترجمتها بعيدا عن الاجواء السوداوية التي لن تبني بل تهدم وتضيع الفرص على الوطن والجميع.
 
نمضي الى الامام دون ان نلتفت الى ما يدور حولنا، فنحن من استطاع على طول السنوات الطويلة الماضية من عمر الدولة تطويع كافة التحديات التي واجهناها وعكسناها الى فرص حقيقية بشراكة الجميع شعبا وقيادة وقطاعين عاما وخاصا، فنحن محكومون دائما بالامل وبنفس الوقت مجبورون على العمل والاجتهاد لاجل وطننا ومواطنينا.