أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    23-Apr-2017

الأسواق .. «الإنعاش» يتطلب التركيز على أسهم القيمة
فايننشال تايمز -
نحن نقترب من الذكرى السنوية لنقطة تحول كبيرة في السوق. ومثل معظم هذه اللحظات المحورية، لم تكن في ذلك الحين واضحة على أنها كذلك، لكن في أوائل تموز (يوليو) من العام الماضي وصلت الأسواق إلى أدنى نقطة بسبب خوفها من الانكماش - هبوط الأسعار وسط ركود الاقتصاد - وبدأت في الاستعداد لوضع الإنعاش.
أدت صدمة استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى دفع عائدات السندات - وهو التعبير الأكثر مباشرة في السوق عن اعتقادها بالانكماش - إلى مستوى تاريخي منخفض. وقد بدأ الانتعاش مع الشعور بآثار التحفيز الاقتصادي للصين، في حين اتضح أن التصويت لم يؤد إلى أزمة مالية.
ازداد الزخم بعد فوز دونالد ترمب. كانت النظرية هي أن إدارة ترمب ستلتقط عصا المايسترو من الصين، وتأتي بسياساتها الصديقة للنمو. من "غياب الإنعاش"، انتقلنا بشكل قاطع إلى "وجود الإنعاش".
ارتفعت أسواق الأسهم هذا العام، لكن عام 2017 شهد تراجعا تدريجيا إلى "غياب الانكماش". توقعات التضخم على المدى القصير تحركت بشكل حاد. فقد انخفضت التوقعات الضمنية في سوق السندات بالنسبة للتضخم في الولايات المتحدة على مدى العامين المقبلين، التي كانت في الماضي عند 2.15 ـ 1.35 في المائة. لماذا حدث هذا؟
سعر النفط أمر حيوي بالنسبة للتضخم قصير الأجل. انخفضت أسعار النفط الخام أخيرا. بيد أن التحرك في توقعات التضخم يتجاوز ما يمكن تبريره بانخفاض سعر النفط: معدلات التعادل لأجل عشر سنوات ـ وهي مستقرة عند 2 في المائة منذ عدة أشهر ولم تتأثر نظريا بتحركات النفط قصيرة الأجل ـ انخفضت إلى ما دون 1.9 في المائة.
وهناك عامل آخر من عوامل الانكماش الاقتصادي هو البيانات الاقتصادية. بعد أشهر من المفاجآت السارة، لم تعد البيانات تسبق التوقعات.
وبالطبع هناك مجلس الاحتياطي الفيدرالي. ارتفاع أسعار الفائدة يعزز تداولات الإنعاش، وفي وقت مبكر من الشهر الماضي بدا الاحتياطي الفيدرالي وكأنه عازم على رفع أسعار الفائدة ثلاث مرات على الأقل هذا العام، لكن بمجرد أن أعلن عن رفع سعر الفائدة في الشهر الماضي بدأ الاحتياطي الفيدرالي يبدو أكثر تناقضا.
وأخيرا هناك العوامل السياسية. بالاقتراب من نهاية أول 100 يوم للرئيس ترمب، لم تعد تبدو دفعة كبيرة من المالية العامة، وكأنها الأمر المحسوم كما كان يُظَن سابقا.
ما الذي يحدد ما إذا كانت قصة الإنعاش ستفوز؟
يشير ألان بوكوبزا، كبير المحللين الاستراتيجيين للاستثمار في سوسييتيه جنرال، إلى محفزين في غاية الأهمية. أولا، سعر النفط. إذا استقر سعر النفط، كما يتنبأ، عند مستوى أعلى قليلا من مستوى 50 دولارا – 60 دولارا، عندها توقعات التضخم سترتفع مرة أخرى وستهدأ الأعصاب.
وهناك عامل ثان هو السياسة الاقتصادية. هزيمة الشهر الماضي المتعلقة بإصلاح الرعاية الصحية وجهت ضربة قاسية لفكرة إدخال تحفيز كبير من المالية العامة، ولكن إذا كان بإمكان الإدارة الأمريكية أن تضم خفض الضرائب وطريقة دفع ثمنها معا، عندها فإن الثقة بتداولات الإنعاش يفترض فيها أن تعود. إن انتعاش يوم الخميس في توقعات أسعار الفائدة كانت له علاقة كبيرة ببضع كلمات لستيفن منوشين، وزير الخزانة، الذي قال إن خطة الإصلاح الضريبي ستحدث "قريبا جدا جدا".
وفي ظل ذلك، فإن قرار البيت الأبيض ببدء عملية يمكن أن تؤدي إلى تعرفات جمركية جديدة على الصلب، إلى جانب شكاوى ترمب من أن السياسات التجارية الكندية "تستغل" المزارع الأمريكي، تبين أن الحمائية المتزايدة تبقى إمكانية حقيقية. وسيعتبر ذلك أمرا غير مناسب للنمو.
بالتالي السوق تتراجع إلى تعاملات "غياب الإنعاش"، ولكن ارتفاع أسعار النفط وبعض التخفيضات الضريبية الأمريكية، وهما أمران يمكن حدوثهما، يمكن أن يحركا البندول مرة أخرى. فكيف ينبغي للمستثمرين أن يستجيبوا لذلك؟
يؤثر الإنعاش في كل فئة من فئات الأصول تقريبا. وفي سوق الأسهم التي تبدو أقل تكلفة من السندات، يشير بوكوبزا إلى أن أفضل طريقة للتعبير عن اعتقاد بشأن الإنعاش هي من خلال أسهم "القيمة" التي تبدو رخيصة بالنسبة لأساسياتها. فالقيمة كأسلوب يغلب عليها أن تكون ذات أداء ضعيف خلال فترات النمو البطيء. مع ندرة النمو، يدفع المستثمرون مبالغ أعلى مقابل أسهم الشركات التي يمكن أن تظهر أرباحا قوية ومتزايدة، لأن هناك نقصا في النمو.
ومن ثم، وعلى نحو مخالف للحدس، فإن أسهم القيمة يغلب عليها الازدهار مع انتعاش الاقتصادات. وعلى أساس دولي وأمريكي معا، فإن التفاعل بين مؤشرات القيمة والنمو يتطابق تماما مع التحولات بين معنويات "غياب الإنعاش" و"وجود الإنعاش" منذ بداية العام الماضي. بعد حدوث انتعاش، كان أداء أسهم القيمة رهيبا مرة أخرى حتى الآن هذا العام. حين تشتري أسهم القيمة، فإنك بذلك تشتري أصولا رخيصة، وهي ليست فكرة سيئة أبدا: وإذا عادت مشاعر "وجود الإنعاش"، يمكن أن يكون هناك قريبا حافز لرفع سعرها.
هل ينبغي أن تفعل ذلك؟ هبوط الثقة بخصوص الإنعاش حتى الآن هذا العام، في حين ظلت البيانات الاقتصادية قوية، يبدو مبالغا فيه. الطريقة الأكثر أمانا لتكون على استعداد للاستفادة من العودة نحو التفاؤل بالإنعاش هو شراء أسهم القيمة.