أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    17-Jun-2021

مصنع “صمد” للألبسة يخفف وطأة البطالة في المزار الشمالي

 الغد-أحمد التميمي

 أسهم مصنع صناعة الألبسة في بلدة صمد في لواء المزار الشمالي بإربد والذي جاء ضمن مشاريع المبادرات الملكية بتشغيل المئات من الفتيات المتعطلات عن العمل في لواء وصلت نسبة البطالة فيه الى أكثر من 40 %.
وكان جلالة الملك وجه بإنشاء مصنع الألبسة خلال زيارة إلى المزار الشمالي قبل سنوات لزيادة المشاريع التنموية وتوفير فرص عمل لأهالي اللواء.
وقالت هبة الشرع 25 عاما (خريجة إدارة مكتبات ومعلومات من جامعة البلقاء العام 2019) إنها “عانت خلال السنتين الماضيتين من الحصول على وظيفة بالرغم من تقديمها عشرات الطلبات لشركات ومصانع، إلا إنها لم تنجح في الحصول على الوظيفة”.
وأضافت الشرع، إنها تقدمت للعمل في المصنع الذي جاء بمبادرة ملكية واجتازت المقابلة وتم تعيينها في المصنع منذ شهرين، مؤكدة أن “الحالة الاقتصادية المتواضعة لأسرتها دفعتها للبحث عن عمل لمساعدتهم وأيضا لإثبات ذاتها في المجتمع كامرأة عاملة”.
وأشارت إلى وجود أشقاء لها متعطلين عن العمل انهوا دراستهم الجامعية ولم يجدوا أي فرصة عمل، معربة عن أملها في أن يتم فتح مصانع أخرى في اللواء من اجل تشغيل الشباب والفتيات المتعطلين عن العمل.
ولفتت رماح الرفاعي 23 سنة خريجة لغة عربية من جامعة اليرموك، إلى إنها تقدمت بطلبات توظيف في شركات ومصانع، إلا أن “الحظ لم يحالفها”، مشيرة إلى أن افتتاح المصنع في اللواء سيوفر الجهد والوقت والمال لقربه من منطقة سكنها.
ولفتت إلى إنها تعمل بالمصنع منذ 6 أشهر بعد أن تم تدريب الفتيات وتأهيلهن للعمل على الماكينات المخصصة للخياطة، مؤكدة أن العمل في المصنع وفر لها مصدر دخل لها ولأسرتها في ظل وجود أشقاء لها متعطلين عن العمل.
وقالت سجى الرفاعي 22 سنة إنها اضطرت إلى العمل في المصنع منذ 3 أشهر من اجل تأمين أقساط الجامعة، لافتة إلى إنها تدرس تخصص القانون في جامعة اليرموك سنة ثالثة.
وأشارت إلى أن المصنع الذي جاء بمكرمة ملكية سامية وفر لها فرصة عمل من اجل القدرة على تأمين أقساط جامعتها ومصروفها الشخصي في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الأسرة.
وأكدت الرفاعي أن عملها في المصنع لا يتعارض مع دراستها الجامعية وتعتزم استكمال دراستها للحصول على الماجستير في القانون، مؤكدة أن إدارة المصنع تهيئ الأجواء المناسبة للعمل.
بدوره، قال مالك المصنع هاشم جبرين، ان المصنع تم تشغيله بشكل رسمي بداية العام الحالي بعد أن تم توقيع اتفاقية مع وزارة العمل وشركة صمد لصناعة الالبسة وشركة تطوير المهارات وبلدية المزار في منتصف حزيران (يونيو) 2020 وكانت هناك تجربة لمدة 5 شهور لتدريب وتأهيل الفتيات.
وأشار إلى انه تم تجهيز المصنع بالماكينات لكافة مراحل الإنتاج من خياطة وفحص وقص وغير ذلك، مؤكدا انه تم في المرحلة الاولى تشغيل 120 فتاة من اللواء وسيصار الى تشغيله بكامل طاقتها الاستيعابية خلال المرحلة المقبلة.
وأكد جبرين ان اللواء يخلو من اي مشاريع استثمارية وأن استثماره في منطقة المزار الشمالي بهدف خلق فرص عمل وتنمية المنطقة اقتصاديا، مشيرا الى ان التصدير من المصنع بدأ فعليا الى الخارج.
يشار إلى أن المصنع جاء بمكرمة ملكية سامية، بعد زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى اللواء، وإيعازه حينها بإنشاء مصنع لتشغيل المواطنين في اللواء.
وقامت بلدية المزار الشمالي بتخصيص قطعة أرض مساحتها 5 دونمات لبناء المصنع بمساحة 3 آلاف و400 متر مربع كمرحلة أولية.
وبحسب دراسات، فإن نسبة الفقر في اللواء تبلغ 25 %، ونسبة البطالة 30 %، وهي أعلى من النسب المعتمدة محليا، فيما يبلغ معدل حجم الأسرة 5.9 وغالبية السكان يعتمدون على الزراعة، والوظائف الحكومية.
والمصنع جزء من مبادرة الفروع والوحدات الإنتاجية التابعة لوزارة العمل، وتم تمويل إنشائه ضمن (المبادرات الملكية) بالتعاون مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي.
وبدأ المصنع بإنتاج ماركات عالمية من الألبسة مطلع العام، ويتم تصدير منتجاته إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وعدد من دول الاتحاد الأوروبي.
ويوظف المصنع نحو 120 أردنيا (معظمهم من الإناث) من المزار الشمالي، وسيتم رفع العدد إلى 400 عامل/ عاملة من الاردنيين من المناطق المجاورة بحلول نهاية العام الحالي.
والمصنع مثال على استثمار أردني خالص استفاد من التسهيلات التي تمنحها وزارة العمل والبيئة الاستثمارية في الأردن لتوفير فرص العمل للمجتمعات المحلية، وهو مثال على استمرارية الحركة الاقتصادية على الرغم من أثر الجائحة
وكانت وزارة العمل تعاقدت مع مستثمر أردني لتشغيل المصنع، وتغطي الوزارة بموجب العقد نصف رواتب العاملين في العام الأول من الإنتاج، بالإضافة إلى دفعها اشتراك الضمان للموظفين ومخصص المواصلات.
وكانت اتفاقية وقعت منتصف العام الماضي بين بلدية المزار الجديدة ومستثمر ووزارة العمل، لتشغيل المصنع بعد تعثره على أن يرى النور في تشرين الأول (اكتوبر) 2015.
ونصت الاتفاقية على تقديم حوافز للاستثمار من خلال تحمل الحكومة 50 % من راتب العامل للسنة الأولى وفق معادلة الحد الأدنى للأجور، إضافة إلى 25 دينارا بدل مواصلات ومثلها بدل اشتراك بمظلة الضمان الاجتماعي، ليعود المستثمر ويتحمل جميع هذه النفقات بعد انقضاء السنة الأولى من بداية العمل به.
يشار إلى انه تم إنشاء 30 مصنعاً في جميع أنحاء الأردن، ضمن مبادرة الفروع والوحدات الإنتاجية، وفرت حوالي 7307 فرصة عمل لأردنيين.
ويأتي انشاء هذه الفروع الإنتاجية امتثالاً للتوجيهات الملكية السامية بإعداد وتنفيذ الخطط والمشاريع اللازمة للحد من مشكلتي الفقر والبطالة، وبناء على هذه التوجيهات الملكية تنفذ وزارة العمل ومنذ العام 2008 عدداً من المشاريع والبرامج لتشغيل الأردنيين، ومن المشاريع الرائدة لدى الوزارة في هذا المجال، مشروع إنشاء (الوحدات الإنتاجية/ الفروع الإنتاجية) في المناطق ذات معدلات الفقر والبطالة المرتفعة في جميع محافظات المملكة من خلال جذب الاستثمارات إلى المناطق النائية والمجتمعات الفقيرة لدعمها اقتصادياً واجتماعياً لتوفير فرص تدريب وتشغيل للمتعطلين عن العمل في هذه المناطق.
وتم استهداف قطاع الألبسة في معظم الفروع التي تم إنشاؤها خلال الأعوام 2008 – 2017 ثم تم استقطاب مستثمرين في قطاعات صناعية أخرى كصناعة الورق والكرتون، المستلزمات الطبية، والصناعات الغذائية وغيرها منذ العام 2018.