أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    05-Apr-2020

العولمة كذبة كبرى*خالد الزبيدي

 الدستور

كشف فيروس كورونا المستجد ( كوفيد 19) ان العولمة مجرد كذبة سوقها الكبار لنهب موارد الدول النامية طوال سبعة عقود، وان المؤسسات الدولية كانت جزءا من تلك المكينة، لذلك كانت قرارات الدول العظمى حيال الفيروس الذي يجتاح دول العالم متأخرة خصوصا تلك التي تحب ان تسمي نفسها بمسميات مختلفة منها مجموعة السبع، الى مجموعة أخرى ( خمس دول ) لديها حق النقض في مجلس الأمن الدولي، والبنك الدولي وصندوق النقد الا ان تلك الدول تئن تحت وطأة تأثيرات فيروس لا يرى بالعين المجردة.
 
دول متقدمة يفترض انها على درجة عالية من الجاهزية والقدرة لوجستيا ..طبيا واقتصاديا، الا من تابع المؤتمرات الصحفية وتصريحات رؤوساء عدد من تلك الدول خصوصا الرئيس ترمب وفريقه في البيت الأبيض كانت تصريحات أصبحت خلف الناس منها استخدام الكمامات والتباعد الاجتماعي والمكوث في المنزل للحد من تفشي هذا الوباء الذي لم يعترف به كذلك من منظمة الصحة العالمية الا بعد ان حصد أرواح الآلاف وأصاب مئات الآلاف من الناس في القارات الخمس.
 
دول أعلنت استسلامها أمام الفيروس لأنها تجاهلته في البداية، وتبين ان 60 % من سكان المعمورة لا يتمتعون بالتأمين الصحي خصوصا في الدول الرأسمالية التي تعتد بحقوق الإنسان والدفاع عن الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة الا انها لم توفر الحد اللائق من التأمين الصحي والعلاج، وان التعاون بين الدول خصوصا المتقدمة تم تهميشه في ظل نقص معدات طبية لإنقاذ مئات الآلاف وفي مقدمتها أجهزة التنفس، والتفتت كل دولة الى نفسها ولم تعد ترى غيرها، وفي كثير من الأوقات يتم تبادل الاتهامات لإنتاج فيروس كورونا المستجد مخبريا، علما بأن هذه الاتهامات هي هروب الى الامام دون تحديد أهداف محددة.
 
الثابت ان العولمة والاتفاقيات لم تصمد أمام فيروس كوفيد 19، وخبراء الهندسة المالية والمضاربون في البورصات وأسواق السلع تبخرت علومهم وتجاوزت خسائر البورصات العالمية نحو 18 تريليون دولار، ويقينا ان هذه العولمة الزائفة لن تجد من يحترمها او يتعامل معها في قادم السنين، وان محاولات الترقيع لن تجدي نفعا، فالعالم سيجد نفسه أمام منظومة جديدة من العلاقات الإقليمية والدولية وفق معايير مختلفة، قد يتراجع دور أوروبا الى أدنى مستوياته وقد يتفكك الاتحاد الأوروبي نظرا للأزمات المتلاحقة التي ضربت دول الاتحاد آخرها أزمة الديون السيادية وفيروس كوفيد 19 الذي يجتاح بقسوة أوروبا، وأمريكا سيتراجع تحكمها عسكريا واقتصاديا مع بروز دول مجموعة الاقتصادات الصاعدة ( بريك ) بقيادة ناعمة لـ بكين.