أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Jan-2015

تأثير اليورو* رامي خليل خريسات
الراي - اوروبا اتبعت نهج الولايات المتحدة في وصفتها لانعاش اقتصادها المريض، مما استدعى اتباع النموذج الامريكي في التيسير الكمي ،بحيث سيتم ضخ سيولة ضخمة تصل لحوالي 1.4 تريليون دولار في جنبات الاقتصاد الاوروبي ، السيولة ستاتي من المركزي الاوروبي الذي سيشتري سندات حكومية من البنوك مما يوفر لهم المال ، وبالتالي تخفيض الفائدة نتيجة وفرت السيولة، وكذلك انخفاض اليورو المتاح بكثره والفائدة على الايداع به غير مجدية.
اليورو ومنذ فترة وبسبب توقع حدوث التيسير بدأ بالانخفاض ليصل سعره مؤخرا 1.11 دولار وهو الادنى منذ 11 عام ،وهناك حرب عملات شرسة تجري هذه الايام في العالم رفعت المديونية الى حدود مبالغ بها ،و المهم خسر اليورو على امتداد الفترة 15% من قيمته، والتوقعات تشي بمزيد من الانخفاض بسبب امتداد البرنامج لسنوات.
يستفيد الاردنيون الذين يرغبون في توظيف اموالهم في اوروبا من سعر اليورو المنخفض ويستفيد استيرادنا من رخص السلع الأوروبية  ،لكن من اكثر القطاعات تأثرا لدينا في الاردن ستكون السياحة القادمة من اوروبا ، والتي تلعب دورا هاما في اقتصادنا من خلال ادخال العملات الصعبة وتنشيط الحركة الاقتصادية ، حيث دخل الاردن من السياحة بحدود ال 3 مليارات دينار، و تشكل السياحة 64% من مقبوضات حساب الخدمات في ميزان المدفوعات، و قرابه ال 14 % من الناتج المحلي الاجمالي.
اكبر شريحة من السياح بعد العرب تصلنا من اوروبا ، حيث تبلغ وفق احصائيات وزارة السياحة  في نشرتها المفيدة للفترة من كانون ثاني الى ايلول من العام 2014 وهو الموسم النشط قبل الشتاء الراكد سياحيا اكثر من نصف مليون سائح، وهو رقم يتجاوز مجموع كل القادمين من اسيا وافريقيا واميركا البالغ  عددهم حوالي 483000 سائح.
 الاوروبيون من النوعية المتميزة التي ترغب جميع الدول في جذبهم لحجم انفاقهم وتميز اماكن اقامتهم، لكن ظرفهم الاقتصادي سيحبط السياحة القادمة من هناك ،و ستزداد الكلفة عليهم ،ورغم ان اقتصادنا مرن وقادر على التأقلم مع المتغيرات ،الا انه من الضروري الدفع باتجاه تقديم تسهيلات للاستثمار الاوروبي  ولسياحتهم ،ربما تخفيض الكلف سواء في اسعار الإقامة الفندقية او الطيران او رسوم دخول الاماكن السياحية المختلفة او غيرها، والتخلي عن سياسة الاسعار الجامدة ، حيث عامل الوقت مهم، بحيث لا نعدل سياستنا واسعارنا في الوقت الضائع بعد ان يكون المركب قد فاتنا ، وتكون الشرائح السياحية الهامة ومنها الأوروبية قد وجدت ضالتها في اسواق اخرى، فظرف الاقتصاد العالمي دقيق والكعكة تتقلص والسعي لاقتناص الجزء الاكبر ضروري.