أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    07-Jul-2019

تخمة ناطحات السحاب تقلص أسعار الشقق 20%
فايننشال تايمز - 
الناس في أيامنا هذه يعيشون على ارتفاعات أعلى من أي وقت مضى. المقيمون في واحدة من أعلى الشقق في برج خليفة، أطول مبنى في العالم، يمكنهم أن ينظروا إلى دبي من الطابق 108، نحو 400 متر فوق سطح الأرض.
هم ليسوا وحدهم. أولئك الذين يريدون العيش في ارتفاع أعلى من 100 طابق فوق الأرض سيتمكنون من الاختيار بين جدة وشيكاغو وملبورن وثلاث مدن صينية ومدينتين كوريتين. يوجد على مستوى العالم أكثر من ألفي مبنى سكني يزيد ارتفاعها على 150 مترا تم بناء معظمها في العقد الماضي. وهناك خطط لتشييد 500 مبنى آخر على الأقل، وفقا لمركز ناطحات السحاب، وهو قاعدة بيانات على الإنترنت.
بناء الأبراج يعد سمة مميزة للطفرات العقارية، لكن الأعداد الجديدة من ناطحات السحاب هي الأكبر حتى الآن. تضافر الطابع الحضري وأسعار الأراضي المتصاعدة والشهية للعقارات بين الأثرياء الدوليين يرسلان الأبراج السكنية إلى ارتفاعات جديدة.
في بعض المدن أدت فورة البناء إلى بعض الآثار السلبية، حين بيعت شقق الأبراج بخصومات بلغت عشرات الملايين من الدولارات.
لكن دانييل سافاريك، محرر في مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية وهو مؤسسة فكرية مقرها شيكاغو تدير مركز ناطحات السحاب، يقول «إن السباق من أجل الارتفاع تدعمه اتجاهات طويلة الأجل. نحن كوكب حضري تجاوزنا الآن بكثير نسبة 50 في المائة من حيث الأشخاص الذين يعيشون في المدن، ويبدو أن هذا فقط في ازدياد».
ارتفاع قيمة الأراضي في المناطق الحضرية دفع المطورين إلى السعي لاستخراج مزيد من القيمة من المواقع لتبرير تكلفة الشراء. في الوقت نفسه ارتفعت أسعار المنازل الفاخرة بعد الأزمة المالية، وذلك بفضل تضخم الثروة الخاصة الدولية التي تسعى للحصول على منزل.
أندرو جيرينجر، من "ذا ماركتنج دايركتر"، وهي شركة استشارية في نيويورك، يقول"سعر الأرض وتكاليف البناء بما في ذلك العمالة والضرائب والمواد كانت مدفوعة إلى مستويات مرتفعة للغاية، والشيء الوحيد الذي يمكن بناؤه هو الشقق".
وتسعى سلطات المدينة إلى استخدام الأراضي بشكل أكثر كفاءة. "المدن والمخططون يعتنقون المباني الشاهقة بصفتها عنصرا مساعدا على توفير الكثافة الاستراتيجية"، بحسب فيليب أولدفيلد، مدير برنامج الهندسة المعمارية في جامعة نيو ساوث ويلز.
لكن الأبراج تأتي مع تحديات تكنولوجية وتكاليف مرتفعة، فوق ارتفاع نحو 200 متر، تزيد تكاليف الطوابق الإضافية بشكل مطرد، كما يقول سفاريك. وتتطلب المصاعد والواجهات ومضخات المياه مواصفات أعلى في هذا الارتفاع. واستنادا إلى دراسة أجرتها جامعة كوليدج لندن أصبحت الأبراج كذلك أقل كفاءة في استخدام الطاقة لأنها تزداد طولا.
مع ازدياد عدد الأبراج السكنية الشاهقة، أصبح نقادها أكثر صخبا. مجموعات مثل حملة سكاي لاين في لندن وستاند أجينست ذا شادوز، في نيويورك تجادل بأن الشوارع والآفاق يتم تحويلها لمصلحة الأثرياء دون استشارة السكان المحليين.
تقول باربرا فايس، مهندسة معمارية في لندن ومؤسسة حملة "سكاي لاين"، "إن هناك مستوى معينا من جنون العظمة النرجسي حول كونك أعلى من الآخرين وتعيش في مكان من الواضح أنه ينضح بالفخامة".
"الأشخاص الذين يعيشون في هذه الأبراج غالبا لا يستخدمون المتاجر والمطاعم والأماكن المحيطة بها. فهم يهبطون بالمظلات في هذه المنازل الباهظة الثمن مع صالة رياضية وسينما (...) حتى لا يشعرون بالحاجة إلى الخروج. وبعيدون من الشوارع".
بالطبع، المجموعة الجديدة من الأبراج الطويلة جذبت المشترين، من ملياردير صندوق التحوط كين جريفين، الذي اشترى"بنتهاوس" في نيويورك مقابل 238 مليون دولار، إلى نجم موسيقى الروك ستينج، الذي سيكون أحد جيرانه.
الاندفاع نحو البناء ترك عددا من الأسواق الرئيسة، مثل لندن ونيويورك وسيدني، مع فائض في العرض. الشقق في "432 بارك أفنيو"، وهي ناطحة سحاب من 88 طابقا في نيويورك، تباع بتخفيضات تزيد على 20 في المائة؛ تم بيع واحدة في أواخر العام الماضي بسعر يقل 11 مليون دولار من سعر الطلب الأخير. بناء ناطحة سحاب أخرى، "سباير لندن" في عاصمة المملكة المتحدة، توقف بسبب السوق الهابطة. لكن سافاريك يقول إن ثمة عوامل أخرى، إلى جانب العوامل الاقتصادية البحتة، وراء طفرة ناطحات السحاب. "الأنا تدخل في ذلك بمجرد أن يقدم شخص ما على بناء أطول مبنى سكني، فأنت تعلم أن هناك شخصا بجانبه يريد بناء مبنى أكثر طولا".