الرأي - دخلت منطقة وادي الهيدان، مؤخرا، خارطة رياضة التزلج المائي على اللوح "وايك سكايتينج"، عندما نفذ بطل هذه الرياضة، الأميركي Brian Grubb، مغامرته الجديدة هناك بدعم من هيئة تنشيط السياحة.
ويشكل وادي الهيدان إحدى أهم نقاط الجذب السياحي في محافظة مادبا، غير أن صخوره البركانية كانت أخيراً شاهدة على حدث مميز تمثل باختراق تعرجاته الطبيعية الفريدة... على لوح تزلّج مائي!
رياضي ريد بُل الذي يمارس هذه الرياضة منذ أكثر من 15 عاماً، خاض هذه المرة تحدياً أكثر صعوبة وخطورة، بعدما جال في مواقع فريدة حول العالم، مخترقاً الثلوج والجداول المائية في ساراييفو وحقول الأرز في الفيليبين. والوجهة هذه المرة هي وادي الهيدان.
تحدٍ مزدوج!
يقع وادي الهيدان قرب مادبا على طول الطريق الملوكي، ويمتد على كيلومترات عدة. ويتكوّن الوادي من صخور نارية بركانية صلبة وسوداء، وتكثر فيه المغاور الصغيرة والبرك المائية الطبيعية والبقع الخضراء، حيث تنشط الحياة البرية! وتمر المياه عبره قبل أن تصب في البحر الميت.
هذه المياه التي يعلو منسوبها وينخفض بحسب مواسم الطبيعة، هي التي أحضرت "براين" الى هذا الموقع الذي لم يكن عقل بشري ليتصور أنه قد يصلح للتزلّج المائي، وخصوصاً الفئة التي يحترفها المغامر.
فهو أحد أهم رواد رياضة "وايك سكايتينج"، إحدى فئات التزلّج المائي على اللوح. والتحدي الذي كان ينتظره مزدوج، فتجهيز الموقع كان بحاجة الى مجهودات مضاعفة، فيما تنفيذ المهمة دونه صعاب ومخاطر.
واتخذ فريق المغامر موقعاً محدداً عند إحدى قمم الوادي، حيث تم تثبيت آلة سحب السلك الطويل الذي سيتمسك رياضي ريد بُل بطرفه لينطلق في مغامرته بين الصخور البركانية.
نجاح رغم الصعوبات
"جرب" الذي اختارته مجلة "وايك بوردينج" كرياضي السنة ضمن فئته، يريد أن يرى رياضته الـ"وايك سكايتينج" تصبح أهم من الـ"وايك بوردينج"، علماً الفرق بينهما هي أن الألواح في الأولى غير مثبتة عند قدمي الرياضي، ما يتيح له تنفيذ مزيد من اللقطات المميزة، عبر تحريك اللوح وتبديل وجهته أو إبعاد القدمين عنه لبرهة قصيرة لدى القفز، قبل الوقوف عليه مجدداً لدى الهبوط على المياه.
ونفذ براين مغامرته متمسكا بكلتا يديه بعصا موصولة بسلك، قبل أن يبدأ بالتمايل بحسب التعرجات التي رسمتها طبيعة المكان، ليبدّل بسرعة خاطفة مع كل قفزة فوق المياه وجهة اللوح تحت قدميه.
وكانت له أيضاً مناورات خاصة عمل خلالها على الالتفاف حول صخور كبيرة كانت تتوسط المياه، والقفز فوق أخرى ليهبط بنجاح ويواصل اختراقه للوادي، على رغم السقوط أحياناً هنا وفقدان التوازن هناك.
وتمثّلت ذروة التحديات في اليوم الأخير من هذه المغامرة، بعبور صدعٍ ضيق بشكل سريع على لوح التزلج المائي، وهو ما نجح في إنجازه بشكل لافت.