أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-Mar-2017

الزعماء الماليون لمجموعة العشرين يفشلون في إعادة التأكيد على التزامهم بالتجارة الحرة

اريس – وكالات: أظهر البيان الختامي الصادر أمس الأول عن وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية في دول مجموعة العشرين أن الزعماء الماليين لم يتمكنوا من التوصل إلى حل وسط بشأن المصادقة على التجارة الحرة، في تراجع عن التزامات سابقة بإبقاء التجارة مفتوحة ورفض إجراءات الحماية التجارية.
وتراجع وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية في أكبر 20 اقتصادا في العالم عن تقليد دام عقدا برفض الحماية وتأييد التجارة المفتوحة، واكتفوا بإشارة رمزية إلى الحاجة إلى تعزيز مساهمة التجارة في الاقتصاد.
وفي أكبر تصادم حتى الآن بين الإدارة الأمريكية الجديدة والمجتمع الدولي، تراجع الزعماء الماليون لدول مجموعة العشرين أيضا عن تعهد بمساندة تمويل مكافحة التغير المناخي، وهي نتيجة متوقعة بعد أن وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التغير المناخي بأنه «خدعة».
وقال مفوضون تحدثوا على هامش الاجتماع إن الولايات المتحدة كانت مصدر المقاومة في قضايا رئيسية، ولم تبد استعدادا للتنازل، مما نسف بشكل أساسي التوصل لاتفاق لأنه يتطلب توقيع كل الدول الأعضاء عليه.
وانسحب ترامب بالفعل من اتفاق أساسي للتجارة، واقترح فرض ضرائب جديدة على الواردات، معللا ذلك بضرورة إعادة صياغة علاقات تجارية محددة لتصبح أكثر عدالة بحق العمال الأمريكيين.
لكن الزعماء الماليين لمجموعة العشرين أعادوا التأكيد على التزامهم بالإحجام عن تخفيض قيمة العملة التنافسي، وهو اتفاق رئيسي جاء بعد شكاوى متكررة من الولايات المتحدة من أن بعض شركائها التجاريين يستخدمون عملات خفضت قيمتها بشكل مصطنع لتحقيق مكاسب تجارية.
وفي باريس عبر وزير المالية الفرنسي ميشيل سابين عن أسفه لعدم توصل اجتماع زعماء العالم الماليين عن نتائج مرضية بشأن التغير المناخي والتجارة.
وسلط سابين الضوء على النجاح الذي حققه اجتماع مجموعة العشرين في ألمانيا، مثل عزمهم على مكافحة التهرب من الضرائب، واتخاذ إجراءات مشددة بشأن تمويل الإرهاب وتعزيز الاستثمار الخاص في أفريقيا.
وقال في بيان «ومع ذلك فإنني أشعر بالأسف لأننا لم نتمكن خلال مناقشاتنا اليوم من التوصل لنتيجة مرضية بشأن قضيتين ضروريتين للغاية في العالم اليوم» في إشارة إلى التغير المناخي والتجارة. وأضاف ان فرنسا مقتنعة بالحاجة إلى «تجارة حرة منظمة» تفيد الجميع.
وقالت مصادر من المشاركين في الاجتماعات التي جرت في مدينة بادن بادن الألمانية ان الولايات المتحدة نجحت في سحب كلمة «حمائية» من البيان الختامي واثارت موضوع اعادة التفاوض حول منظمة التجارة العالمية.
وقالت المصادر ان وزير الخزانة الامريكي الجديد، ستيفن منوتشين، كان قليل الكلام خلال المناقشات التي اكدت وجود تباينات كبيرة بعد اجتماع استمر يومين.
وعلق وزير المال الفرنسي ميشال سابان «نحن لا نتفق مع الولايات المتحدة» مشددا على ان هذا الخيار لا يعكس تراجعا بل تعثرا، في حين اعتبر منوتشين في المؤتمر الصحافي الختامي ان «الصيغة التاريخية (لاجتماعات المجموعة السابقة) لم تكن ملائمة».
 
ابعد من الكلمات
 
وفي اجتماع وصفه البعض أحيانا بأنه 19 مقابل واحد لم تقدم الولايات المتحدة أي تنازلات بشأن قضايا أساسية، مما نسف بشكل أساسي اتفاقات سابقة حيث أن مجموعة العشرين تتطلب موافقة جماعية.
لكن مسؤولين حضروا الاجتماع قالوا إن الحوار كان وديا ولم يكن تصادميا، مما يترك المجال متاحا أمام التوصل لاتفاق في المستقبل. وقال وزير الخزانة الأمريكي «هذا أول اجتماع لي لمجموعة العشرين لذا فإن ما تضمنه البيان السابق ليس مناسبا بالضرورة من وجهة نظري.» وأضاف «أدرك رغبة الرئيس وسياساته وقد تفاوضت بشأنها من هذا المنطلق.أنا سعيد تماما بالنتيجة»
وقال أيضا «نؤمن بالتجارة الحرة ونحن في أحد أكبر الأسواق في العالم. نحن من أكبر الشركاء التجاريين في العالم والتجارة كانت جيدة بالنسبة لنا وكانت جيدة للآخرين..وبعد أن قلت ذلك فنحن نرغب في إعادة النظر في اتفاقيات معينة.» وفي ما يتجاوز الخلاف على الكلمات، اظهر اجتماع بادن بادن نية أمريكية لاعادة النظر في مبدأ التعددية في مسيرة الاقتصاد العالمي، بما يعنيه ذلك من تنظيم للعلاقات بين دولة وكل الدول الأخرى، وليس بين بلد واخر، وذلك انطلاقا من ان هذه التعددية لم تكن فاعلة لحماية المواطنين الأمريكيين من التأثيرات الضارة للعولمة.
وفي هذا السياق، اعلن الوزير الأمريكي ان الولايات المتحدة لا تستبعد اعادة التفاوض على اتفاقات منظمة التجارة العالمية التي شهدت اخفاقات عدة وباتت تنافسها اتفاقات تجارية إقليمية، علما بان ادارة دونالد ترامب تعتزم ايضا اعادة النظر في تلك الاتفاقات الإقليمية. وقال «نعتقد ان بعض جوانب (اتفاقات) منظمة التجارة العالمية غير مطبقة، وسنحاول الدفع نحو تطبيقها لمصلحة العمال الأمريكيين»، مضيفا «هذه الاتفاقات قديمة واذا كانت تتطلب اعادة التفاوض فسنفكر في ذلك ايضا».
رغم ذلك، شدد العديد من الوزراء، وبينهم الالماني فولفغانغ شويبله على ان المجموعة احرزت بعض التقدم سواء على صعيد اسعار الصرف او التهرب الضريبي او مكافحة تمويل الارهاب، ما جعل جزءا من اجتماع بادن بادن استمرارا للقاءات السابقة. وقال شويبله «لم يتم عزل الأمريكيين. ان دور رئاسة (مجموعة العشرين) يكمن في الجمع وليس في العزل».
مديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، اعتبرت ان الإدارة الأمريكية الجديدة لا تزال في طور «التكيف والتعلم».