وقالت شركة صناعة الطائرات الأوروبية ان «طيران الإمارات» تقدمت بطلبية مؤقتة لشراء 20 طائرة من الطراز العملاق ذي الطابقين، مع خيار لشراء 16 طائرة إضافية. ومن المنتظر أن يبدء التسليم في عام 2020.

ويقدم الاتفاق طوق نجاة للطائرة التي تشهد تباطؤا في المبيعات، بعد عشر سنوات فقط من دخولها الخدمة، وينقذ واحدا من أبرز رموز أوروبا الصناعية في الخارج.

وقال رئيس «طيران الإمارات»، تيم كلارك «إن طائرة إيه380 جاهزة للانطلاق».

وارتفع سهم «إيرباص» بما يزيد على ثلاثة في المئة بعد الإعلان ليلامس مستوى قياسيا مرتفعا عند 92.56 يورو.

وتتوج الصفقة مفاوضات شاقة استمرت شهورا. وكانت المحادثات بين «إيرباص» و»طيران الإمارات» بخصوص طلبية جديدة للطائرة العملاقة قد انهارت في اللحظة الأخيرة أثناء معرض دبي للطيران في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حينما تقدمت الناقلة الخليجية بطلبية لشراء 40 طائرة «بوينغ787» الأرخص والأصغر حجما.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أكدت «إيرباص» صحة تقرير جاء فيه أن بقاء الطائرة «إيه380» يعتمد على «طيران الإمارات»، وقالت أنه لم يتبق أمامها أي خيار سوى وقف الإنتاج إذا فشلت صفقة «طيران الإمارات» رغم إبداء شركات أخرى الاهتمام بطلبات أصغر حجما.

وقالت الشركتان ان الصفقة تمثل نجاحا لمدير مبيعات شركة صناعة الطائرات جون ليهي في نهاية مشواره، قبل أسبوع من تقاعده بعد أكثر من 20 عاما قضاها في تحفيز صادرات الطائرات الأوروبية.

وقال ليهي (67 عاما) من على متن طائرة «إيه380» في طريق العودة إلى فرنسا قادما من دبي «طيران الإمارات ملتزمة بالبرنامج في الأمد الطويل، وتعتزم الحصول على ست طائرات سنويا على مدى تسع أو عشر سنوات». وقال مصدر في الشركة الأوروبية العملاقة للصناعات الفضائية ان إنهاء برنامج الطائرة «إيه380» لم يكن ليسبب ضررا ماليا للشركة، لكنه كان سيترك أثرا نفسيا كبيرا. وقال ليهي إنه على اقتناع الآن بأن تصنيع هذه الطائرة سيستمر حتى ثلاثينيات القرن الحالي.

وجاءت مبيعات الطائرة «إيه» أقل من التوقعات. وتقول «بوينغ» المنافسة ان المستقبل للطرز الأصغر حجما ثنائية المحركات مثل طائراتيها «بوينغ777» و»دريملاينر».

غير أن «إيرباص» تعتقد أن طائرتها العملاقة التي تضم 544 مقعدا لا يزال لها دور مع ارتفاع حركة السفر الجوي وتزايد ازدحام المطارات.

وقد تؤدي صفقة «طيران الإمارات» أيضا إلى إحياء واحد من أكبر محركات الطائرات في العالم، والذي تنتجه «جنرال إلكتريك» بالمشاركة مع «برات آند ويتني». ويُزَوِّد مشروعهما المشترك «إنجين اليانس» معظم طائرات «طيران الإمارات» من الطراز «إيه380» بالمحركات، لكن منافسته «رولز رويس» تفوقت عليه في أحدث التسليمات. لكن يبدو أن «طيران الإمارات» غير راضية عن أداء محركات «ترنت900» التي تنتجها «رولز رويس». وقال مصدران في القطاع أنها دعت اثنتين من شركات صناعة المحركات للمنافسة على طلبية «إيه380 الجديدة.”

ولم يكن لدى «رولز رويس» تعقيب فوري. وقالت «طيران الإمارات» أنها لم تتخذ بعد قرارا بشأن الشركة الموردة للمحركات.

ويسد التزام «طيران الإمارات» بالحصول على ست طائرات «إيه380» سنويا على مدى عشر سنوات، فجوة في الإنتاج المخطط له مع سعي الشركة الأوروبية إلى اجتذاب صفقات من شركات طيران أخرى.

وقال ليهي «ذلك يوفر قاعدة تسمح باستمرار البرنامج حتى يتسنى لإيرباص بيع طائرتين أو ثلاث هنا وأربع هناك.»

و»طيران الإمارات» أكبر مُشَغِّل حتى الآن للطائرات «إيه380». ولديها 101 طائرة منها في الخدمة حاليا، إضافة إلى 41 طائرة أخرى في دفتر طلبيات الشراء قبل الإعلان عن صفقة أمس. 

وكانت آخر طلبية من شركة طيران أخرى لشراء طائرات «إيه380» في عام 2015، حين حجزت شركة «إيه.إن.إيه اليابانية» ثلاث طائرات.