أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    25-Feb-2021

رسالة الملك : وقفة مراجعة وللتاريخ* زيان زوانه
عمان اكسشينج - 
ألأمن وأجهزته ، عمود رئيسي في بناء الدول ، وتتوخى جميعها تأسيسها على مبادئ الكفاءة والأخلاق والمهنية والولاء ، والأردن إحدى هذه الدول. 
 
رسالة الملك بتوجيه مدير المخابرات بالتركيز على المهمة الأساسية الأمنية ووقف ما كانت تقوم به خلال الفترة الماضية من مساعدة للمؤسسات الرسمية الأخرى بأداء أعمالها ، عادت بي أكثر من ثلاثين عاما لأزمة العام 1989 ، عندما انهار سعر صرف الدينار وألغت الحكومة تراخيص شركات الصرافة التي ألصقت بها أسباب الأزمة ونشوء سوق سوداء للدولار، وتكليف البنك المركزي بتنفيذ المهمة ، الذي أغلق محلات الصرافين وجلب أموالهم وسجلاتهم ليحفظها لديه ، ويفحصها ويدرس وضع كل شركة صرافة ليعيد الأموال لمن لم يثبت عليها ممارسات ضارة بالإقتصاد الوطني آنذاك ، ثم ليعيد صياغة مشروع قانون جديد لأعمال الصرافة ويبدأ بعد إقراره ( القانون رقم 26/1992) بمنح تراخيص جديدة لممارسة عمل الصرافة في المملكة.  
 
لاحظ المشرفون على المرحلة داخل البنك المركزي ( عددهم محصور جدا ) تداخل عناصر كثيرة آنذاك ، ما وضع على بساط البحث استعانتنا بالأجهزة الأمنية ، وانتهينا بالموافقة ووضع آلية لذلك ، على أن تكون المعلومات الواردة إضافة استرشادية ، وأن يبقى القرار النهائي للبنك المركزي . تمّ ذلك بمبادرة من البنك المركزي وخدمة للأمن الوطني الداخلي وبمنتهى المهنية من الطرفين ودون أية فرصة احتكاك سلبية ، وأعاد البنك المركزي مهنة الصرافة للعمل ، ممارسة ورقابة وفق أرقى الممارسات المهنية ، وحتى الآن. 
 
ألشيئ بالشيئ يذكر ، فقبل الأزمة حاولت الحكومة ( وزارة المالية تحديدا ) التغول على البنك المركزي ، ما رفضته قيادته آنذاك ، فاستقال المحافظ وجاءت قيادة جديدة ضعفت أمام تغول الحكومة (85- 88 ) ، ما وضع بذور الأزمة وانفجارها في العام 1989 وهبّ نيسان ، عندها ‘طلب من المحافظ المستقيل ، ليعود لتسلم قيادة البنك والأزمة ، ولما تمنّع ، أمره المرحوم الملك حسين بالعودة ، وطلب معرفة سبب التمنع ، وتم إعلام جلالته به ، فأصدر جلالته رسالة معروفة تم نشرها ، تمنع أي مؤسسة من التدخل بعمل البنك المركزي ، على أن تتحمل قيادته مسؤولية عملها ، وسارت معالجة الأزمة بمهنية وحرفيه. 
 
التغول من مؤسسات أو أفراد يضعف الدول والتنسيق ينهض بها ، ورأينا كيف تسبب عدم التنسيق بكوارث من نكسة العام 1967 إلى انفجار البرجين في نيويورك . رسالة الملك تعيد لكل "خباز خبزه " ، أملا بتطوير قاموس الإدارة العامة الأردنية لتختفي عبارات " أوامر من فوق " و " إسأل الدائرة " ، وتحلّ محلها الكفاءة وسيادة القانون واختيار الرجل المناسب والمؤسسية . وصلت الرسالة للمخابرات ولتستعد الحكومة والسلطة التشريعية لحصتهم من الرسالة.