أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    29-Mar-2017

التدخل الخارجي ليس قدرا عربيا..*خالد الزبيدي

الدستور-توافد قادة الامة العربية الى عمان يعيد الى الاذهان التوافق العربي خلال العقود الماضية، لمواجهة التحديات الكبيرة وكان الكيان الصهيوني المدعوم من الغرب الذي يعطل التنمية ويعيق التقدم الطبيعي كما الامم والشعوب، وبالامس كانت عمان على موعد مهم ليشكل محطة مهمة .فالقمة الاردنية السعودية بثت بالامل بأن الفرص لازالت قائمة للتعاون العربي برغم ما تتعرض له الامة من فوضى وعبث واعتداءات ممنهجة على المنطقة العربية، حيث انكشف مدى الاطماع الاقليمية والدولية في المنطقة.
 
الحضور السعودي المميز قدم محاكاة بين الحديث والقديم فالملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز الذي خاطب الامتين العربية والاسلامية في سبعينيات القرن الماضي بعد انذر العالم الغربي بوقف النفط الى شريان الصناعة الغربية وقال لهم ان الدم العربي اغلى من النفط، وقال ان افضل موت هو الشهادة من اجل تحرير القدس.. وبالامس جدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز دعوة القادة العرب للتعاون لمواجهة استحقاقات المرحلة الراهنة التي تهدد العرب.
 
القمة العربية التي تنعقد اليوم على الارض الاردنية وبالقرب من اولى القبلتين تطرح مجددا ان جوهر الصراع في المنطقة هو الخطر الصهيوني، وان التدخل الخارجي ليس قدرا عربيا، وان تجارب الشعوب والامم في القديم والحديث تؤكد ان العامل الذاتي هو الحاسم في تهيئة الظروف للتعافي والتقدم والرد على الاطماع والاعتداءات، فإن 400 مليون عربي ينتظرون بشغف ما ستسفر عنه قمة عمان ليس في الجوانب الاقتصادية فقط وانما في الجوانب السياسية على المستوى الكلي، والامنية والعسكرية.
 
المنطقة عانت ولا زالت ..لكن شعوب اوروبا خاضت حربين عالميتين ونجم عنهما عشرات الملايين من القتلي واضعافها من الجرحى والمعاقين وتم تدمير المدن والبنية التحتية، الا ان اوروبا استطاعت اعادة البناء واقامت تعايشا وتعاونا اوروبيا بعد عقدين من الزمن، علما بأن اوروبا تضم عشرات اللغات والاعراق وتباينا في العقائد، ومع ذلك تم تجاوز كل ذلك، وهذا مثال وغيره من الامثلة كثيرة.
 
العرب العرب اصحاب لغة وتاريخ ودين وعادات وتقاليد عريقة وتطلعات واحدة، وان ما يجمعها اكثر بكثير مما يفرقها، وان العقود والسنوات الماضية كافية لاعادة الامور الى مسيرتها الحقيقية، فاللحظة الحالية يمكن تحويلها الى لحظة تاريخية للنهوض مجددا، فالعالم الغربي لاسيما الولايات المتحدة تنتظر اخفاق القمة، فالانحياز الى العدو سافر حيث قالت السفيرة الاميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية - الإسرائيلية (ايباك)، أن زمن «تقريع الدولة العبرية ولّى»..ربما قد نكون تأخرنا لكن فرصة قمة عمان سانحة.