الدستور - يأتي افتتاح جلالة الملك عبدالله الثاني يوم أمس للمنطقة الحرة في مطار الملكة علياء الدولي ترجمة للجهود والتوجيهات الملكية السامية التي تركز باستمرار على ضرورة التسهيل على المستثمرين وتبسيط الإجراءات وإزالة العقبات أمام الاستثمارات المحلية والخارجية.

جلالة الملك يؤمن أن الموارد البشرية الأردنية مؤهلة وطموحة، ,أن الأردن يمتلك فرصا وحوافز استثمارية وموقعا استراتيجيا يمكن المستثمرين من دخول الأسواق العالمية عبر الأردن، وانطلاقا من إيمانه هذا يسعى بشكل دؤوب ومستمر لتحفيز وتطوير بيئة الاستثمار في الأردن.

وهذا يعكس رغبة جلالته وحماسته لتحويل الدولة الأردنية إلى نموذج في الإصلاح والمدنية والحداثة والتكنولوجيا وبيئة الأعمال التي تنافس تجارب الدول الأخرى، بما ينعكس على نهضة الإنسان وإعادة بناء نمطية التفكير، وتعزيز المساواة ودولة القانون والمؤسسات والاقتصاد الحر المنفتح، والخروج من الأطر البيروقراطية التي تعيق قطاع الأعمال.

ومن هنا جاء حرص جلالته على توجيه الجهاز الحكومي الموسوم بالبيروقراطية والروتين والتعطيل، لتبني أفكار ريادية تدعم جهود جلالته المبذولة باستمرار لجذب الاستثمار ودعم القطاع الخاص.

 المنطقة الحرة الجديدة في مطار الملكة علياء، واحدة من هذه الأفكار التي دعمها وشجعها جلالة الملك من خلال تشريفه حفل افتتاحها أمس، وهي منطقة تشكل نموذجا يحتذى في كيف تكون بيئة الأعمال المشجعة لقدوم المستثمرين والتي تحقق طلباتهم بكل يسر وسهولة، خصوصا من خلال اعتماد نموذج النافذة الواحدة الذي يوفر الخدمات المقدمة من جهات عدة عبر نافذة واحدة.

يقول المستثمر وليد الحياري الذي يعمل في قطاع الساعات باعتباره وكيلا لعدد من الشركات العالمية، أنه كان يضطر إلى توريد مستورداته إلى المنطقة الحرة في الزرقاء، ثم العودة فيها إلى المطار كونه يقوم بالتصدير إلى عدد من دول الإقليم، لكن المنطقة الحرة الجديدة ستختصر عليه الكثير من الوقت والجهد والكلف.

مدير عام المناطق الحرة مشهور الطراونة يشير إلى أهمية قرب المنطقة الحرة الجديدة من المطار للتجار الذين يستوردون بضائعهم جوا، معتبرا أن هذه المنطقة تجسد رؤية جلالة الملك في إيجاد بيئة عمل مناسبة وتختصر وقت وجهد المستمثرين عبر النافذة الواحدة.

واعتبر الطراونة أن الأردن قبل هذه المنطقة كان يتحدث عن الارتقاء بمستوى الخدمات، لكننا اليوم ومع هذا المشروع أصبحنا نتحدث عن التميز على مستوى الإقليم في اداء الخدمة والتسهيل على المستثمرين.

رئيس مجلس إدارة المناطق التنموية والمناطق الحرة الدكتور خلف هميسات يشير إلى بوادر نجاح كبير ستحققه المنطقة الحرة في المطار، حيث وصلت نسبة الإشغال فيها قبل افتتاحها رسميا إلى 25% وحققت عوائد تقدر بنحو 16 مليون دينار في تسعة أشهر.

ويلفت الهميسات إلى سعي المناطق الحرة للوصول إلى نسبة تشغيل 100% خلال 4-6 سنوات، وهو ما سينعكس بشكل أساس على مستوى التنمية، ورفد الاقتصاد وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة يتوقع أن تبلغ نحو 6000 فرصة عمل.

بالمجمل تأتي هذه المنطقة لتعبر من جديد عن رغبة جلالة الملك في توفير البيئة الاستثمارية الجاذبة انطلاقا من رؤيته الثاقبة وحرص جلالته على ايلاء الاستثمار أهمية قصوى من خلال توجيهاته السامية نحو الخطط المستقبلية المرتكزة على تطوير الخدمات وتبسيطها وجعلها أكثر مرونة وسهولة.