أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    08-Mar-2017

ضجيج الأرقام*زياد الرباعي

الراي-لغة الارقام شفافة وحساسة لا تحتمل الا الحقيقة ولكنها قابلة للتاويل في غير غايتها ، فقد بلغت شدة العنف فيها عندما كان يراد بناء الشخصية المنقادة والتابعة ،بان يعلن بملء ارادته ان 1 + 1 = 3 والا فانه يفقد حظوته ووجوده بين الثلة المفضلة.
 
وفي لغة الارقام ايضا التأويل المزاجي ،الذي يخدم الهدف الكامن وراء الغايات والمصالح ،فقد يتم تفسير الرقم الاعلى بانه ايجابي ،رغم ان دلالاته ومعناه سلبي، فارتفاع وفيات الاطفال- رغم كبر الرقم–الا انه يدل على سوء الرعاية الصحية ، ولكن قد يجتهد شخص ما ،ويرفع الرقم للحصول على مساعدات اممية تعنى بتقديم دعم مالي لتحسين الرعاية الصحية للاطفال.
 
وارتفاع ارقام المستوردات ،قد تفسر ايجابيا اذا استخدمت في الصناعات ثم اعادة التصدير، او سلبيا اذا كانت للاستهلاك ، بل يصل الأمر لوصف المجتمع المستهلك بالاتكالي.
 
وفي لغة الارقام ايضا، قد تعيد جدولا حسابيا من عشرات الخانات والمعادلات الرياضية، لان الناتج لم ينحصر بين رقمين هما مفتاح الحل ، لنجد بعد ساعات من استخدام الالة الحاسبة ان الوقوع في خطا بسيط–مثل ان تقول 2 + 3 = 6 ، وهما في الحقيقة 5–قاد لعشرات الساعات من العمل ولنتيجة خاطئة ، لكنها انكشفت.
 
العملية الرياضية الحقيقية تسبب الصداع ،وتجبر المتعاملين معها بارتداء النظارات التي يجب ان تجدد سنويا ، لانه لا يجوز في علم المنطق بالتحديد والحساب المكمل له ،الا ان تكون النتيجة 1 + 1 = 2 ، ولا يجوز تاويل الرقم الا بمنطوقها الصحيح ايجابا وسلبا ، واذا فسر في غير غايته فيكون لاهداف مبطنة تبطلها الحقائق ،فلغة الارقام لا يجوز الا ان تكون حقائق ، وما دون ذلك الا ضجيجاعشناه في الاسابيع الماضية ، لان هناك من حشر نفسه بلعبة لم يحسن التعامل معها، وقد يكون لا يفهمها اصلا.