أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-Jul-2017

شركات التمويل تثقل المقترضين..*خالد الزبيدي

الدستور-عشرات شركات التمويل متفاوتة الاحجام تنشط في السوق وتقدم التمويل بشروط غير ميسرة، لكنها اقل تشددا بالمقارنة مع شروط البنوك المرخصة، وهناك اكثر من عشرين شركة تمويل متوسطة الحجم مملوكة من قبل البنوك تدار بشكل غير مباشر من البنوك المالكة لها، وتشكل هذه الشركات نافذة تقدم ربحا مناسبا للبنوك، وعادة تبالغ هذه الشركات في اسعار الفائدة او كلفة التمويل، وتؤكد ان رفع اسعار الفائدة مرتبط بالمخاطر الائتمانية للمدين، علما بأن البنوك وهذه الشركات تحصل على بيانات حول العملاء وتستفيد من نظام المعلومات الائتمانية وهو شكل مبسط للتصنيف الائتماني للعملاء المعمول به في العالم.
 
وفي الوقت نفسه يوجد عشرات من شركات التمويل الصغيرة نسبيا وتمارس اعمالها وبعضها يدار بعقلية البقالة، وفي بعض الاحيان تمارس البلطجة في تحصيل الاقساط بعيدا عن الاجراءات الطبيعية والقانونية المعتادة في مثل هذه الاعمال، لذلك السوق بحاجة لعملية غربلة لهذه الشركات والابقاء على الجيد منها، والاهم من ذلك وضع هامش لهياكل اسعار الفائدة للجم تغول البعض منهم اللذين يستغلون حاجات الناس، اذ لايجور ان يصل سعر الفائدة على التمويلات المقدمة من الشركات للمتعاملين معها ضعفي الفائدة السائدة في القطاع المصرفي، ويؤدي الى زيادة فشل كبير للقروض المقدمة وتفضي الى منازعات تجارية ترهق الناس والاقتصاد والقضاء.
 
فكرة تقديم التمويل ينطلق من فكرة نقل الادخارات من قنوات الودائع الى قنوات الاستثمار وتولد فرص عمل جديدة وتحسين مستويات معيشة الناس، وعندما ترتفع تكاليف الاموال الى مستويات شاهقة تؤدي حتما الى تشوهات اقتصادية والم اجتماعي، والمتابع لعدد المنازعات التجارية التي تقام امام القضاء يجد القسم الاكبر منها مالية من شيكات وكمبيالات واقساط وغير ذلك.
 
مقولة اقتصادية اجتماعية تؤكد ان المشاريع الصغيرة والمتوسطة تشكل طوق نجاة الاقتصاد وتخفف البطالة والفقر، وحتى نحقق تلك المقولة لابد من تقديم مساعدات لوجستية للمقترضين، وإجراء دراسات جدوى اقتصادية ومالية بسيطة وتقديم قروض ميسرة الشروط وبكلف مالية منطقية يفترض ان تقل عن هياكل اسعار الفائدة السائدة في القطاع المصرفي، عندها سنجد حالات نجاح متراكم في هذا القطاع الذي نعول عليه الكثير وما تحقق في هذا المجال لايزال محدودا نسبيا.
 
مرة اخرى نحذر من تحويل المقترضين لاقامة مشاريع صغيرة الى عمال يعملون بالسخرة ويعانون من تسلط الدائنين، عندها سيتم وأد الفكرة وتحويل المشتغلين في هذه المشاريع الى فقراء يتلقون المساعدات المباشرة وغير المباشرة.