أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    10-Nov-2020

جو بايدن يحتاج إلى «عقلية مبتكرة» لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي

 د ب أ: بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية أصبح على جوزيف بايدن أن يمتلك رؤية مبتكرة لمواجهة التحديات الخطيرة التي تنتظر رئاسته. فعندما يتولى الرئيس المنتخب منصبه في يناير/كانون ثاني المقبل، سيواجه أكبر تحديين هما وباء كوفيد-19، والخسائر الاقتصادية الناجمة عنه.

لكن سيخوض في الوقت نفسه معركة لوضع أجندة سياسات جريئة، يأملها الكثيرون من أنصاره. وباستثناء مفاجأة انتخابات الكونغرس في ولاية جورجيا، فإن الحزب الجمهوري سيحتفظ بالأغلبية في مجلس الشيوخ، وهو ما يعني أن بايدن لن يتمكن من الانفراد بتشكيل الحكومة كما كان الحال بالنسبة لسلفه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، حيث أنه من أهم وظائف مجلس الشيوخ التصديق على تعيينات الرئيس في الكثير من المناصب الحكومية الرئيسية.
ويرى المحلل الأمريكي المرموق نوح سيمث أن بايدن قد يتمكن من تمرير سياسات اقتصادية موجهة تستهدف قطاعات محددة بشكل مباشر، إذا لم يتمكن من تمرير حُزم التحفيز والإنقاذ الاقتصادي التقليدية الكبيرة.
ورغم التحسن السريع الذي يسجله الاقتصاد الأمريكي منذ نيسان/أبريل الماضي بعد التراجع الشديد في الشهرين السابقين، فإن هذا التحسن مازال جزئيا. فالتوظيف عاد بالكاد إلى نصف مستواه قبل الجائحة. والعمال ذوو الأجر المنخفض الذين يعمل أغلبهم في شركات الخدمات المحلية الصغيرة وهم الأشد تضررا من الجائحة مازالوا يعانون.
وحسب نوح سميث يعاني الاقتصاد الأمريكي من مرضين متزامنين، الأول هو الخوف المستمر من الفيروس. فهذا الخوف أدى بشكل أكبر من إجراءات الإغلاق إلى منع الكثيرين من الأمريكيين من الخروج من منازلهم سواء للتسوق أو لتناول الطعام، وهو ما أدى إلى المرض الثاني التي يعاني منه الاقتصاد وهو تراجع الطلب الاستهلاكي المحلي والذي تفشى في كل قطاعات الاقتصاد.
ورغم أن الخوف من فيروس كورونا المستجد سيتراجع خلال الفترة المقبلة مع ظهور اللقاحات المضادة له والمنتظر طرحها أوائل العام المقبل، فإن احتمالات استمرار تراجع أداء الاقتصاد تظل قوية.
ومن غير المحتمل أن يتمكن بايدن من تمرير حُزم تحفيز اقتصادية كبيرة كتلك التي مررها ترامب في السابق وساهمت في تخفيف المعاناة الاقتصادية في بدايات الجائحة، وذلك بسبب سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ واعتزامهم تبني إجراءات تقشفية. الأمر نفسه قد تصطدم به محاولة بايدن تحفيز الاقتصاد اعتماداً على زيادة الإنفاق العام على مشروعات البُنية التحتية.
وفي ظل هذه الافتراضات يمكن لبايدن تبني إجراءات موجهة تساعد القطاعات الأشد تضررا من جائحة فيروس كورونا وهي قطاعات الخدمات المحلية.
فالمعروف ان المطاعم والمتاجر وغيرها من المؤسسات التي تقدم الخدمات المباشرة للعملاء تعرضت للإفلاس بأعداد ضخمة. وبعد انتهاء خطر الفيروس قد تحاول الحكومة الأمريكية إنعاش الاقتصادات المحلية، من خلال دعم المتاجر الجديدة لإعادة ملء واجهاتها الفارغة والتى تنتشر على امتداد القطاع الحضري في الولايات المتحدة.
وسيتم تشغيل بعض هذه المتاجر من قبل نفس أصحابها الذين أفلسوا خلال الجائحة، في حين قد يتولى مستثمرون جدد إدارة البعض الآخر منها. لكن كل هذه المتاجر ستوفر وظائف جديدة للأعداد الكبيرة من العاطلين الحاليين، والذين سيعود أغلبهم إلى الوظائف التي كانوا يمارسونها في 2019.
ويرى المحلل نوح سميث أن دعم المشروعات المحلية الجديدة سيحقق عدة أهداف في وقت واحد. فهذا الدعم سيعيد العاطلين إلى وظائفهم التي يعرفونها وسيبدأون ضخ الطلب في أوصال الاقتصادات المحلية. وسيؤدي ذلك إلى تقليل أعداد العاطلين في قطاع تجارة التجزئة الأمريكي. وسيساعد ذلك في المحافظ على فئة الشركات الصغيرة.
هذا العنصر الأخير يمكن أن يجعل حُزمة الدعم الجديدة للشركات الصغيرة جذابة للجمهوريين في مجلس الشيوخ لآن أصحاب الشركات الصغيرة يعتبرون تقليديا قاعدة انتخابية للجمهوريين.
كما أن هذه البرامج للدعم ستكون موجهة بدرجة كبيرة، وتنتهي بمجرد استعادة كل الوظائف التي سبق شطبها في القطاع التجاري، مما يحُدّ من تكلفة برنامج الدعم وتجنب الظهور بمظهر إنفاق أموال دافعي الضرائب بشكل عشوائي.
في المقابل قد يشعر المتطرفون في دعم قواعد السوق الحرة بالقلق من أن يؤدي ذلك إلى تأخير التحول المطلوب للمزيج الصناعي للولايات المتحدة والمتمثل في التحول نحو التجارة الإلكترونية.
فقد أدت الجائحة إلى زيادة الاعتماد على خدمات التجارة الإلكترونية كبديل للمتاجر المحلية التقليدية. وأصبح الناس يشاهدون الأفلام عبر موقع «نتفليكس بدلاً من الذهاب إلى دور السنيما، وأصبحوا يشترون احتياجاتهم من موقع «أمازون» الإلكتروني بدلاً من الشراء من المتاجر. وهنا يثور السؤال هل هذا التحول يجب أن يكون أولوية اقتصادية في المرحلة الحالية؟
وفي رأي نوح سميث فإن فوائد الإنعاش السريع ومنخفض التكلفة للاقتصادات المحلية الأمريكية تفوق بشدة الخسائر الناجمة عن تأخير التحول الرقمي.