أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    23-Aug-2017

مزارعو ألمانيا يناضلون ضد التقلبات الجوية من أجل حصد حبوبهم

 د ب أ: لم يكن الأمر ليبدو بهذا التعقيد لولا هذه الظروف الجوية، فالأصل أن مزارعي ألمانيا اعتادوا حصد محصول حبوب القمح والشعير وتخزينه عندما تصبح هذه الحبوب ناضجة.

ولكن الأمر ليس بهذه البساطة هذا العام «حيث يضطر المزارعون للتعامل مع محصولهم وكأنهم يختلسونه»، حسبما أوضح يواخيم روكفيد رئيس اتحاد مزارعي ألمانيا، الذي أشار إلى التقلبات الجوية خلال صيف هذا العام.
وأشار إلى أن دراسة الحبوب (فصلها عن القش) لم تكن ممكنة في الكثير من المناطق في ألمانيا سوى على مدى بضعة أيام قليلة.
فالأمطار المستمرة بالإضافة إلى البرد والعواصف أدت إلى انحناء السنابل واضطرت الجرارات الزراعية إلى التوقف عن العمل مؤقتا. ولم ينته المزارعون في ألمانيا حتى الآن من جني حبوبهم وتخزينها.
ولكن هناك مؤشرات الآن بالفعل على تقلص حجم محصول هذا العام من الحبوب في ألمانيا.
لقد اعتاد المزارعون في ألمانيا أن تنغص عليهم الأحوال الجوية فرحتهم بالحصاد وأن تعيق هذا الحصاد. ولكن حصاد هذا العام تحول إلى ما يشبه «لعبة أعصاب» حسبما أكد روكفيد أمس الثلاثاء في برلين، وهو ما جعل بعض المزارعين يقررون الانطلاق بآلات الدراسة لجني المحصول حتى وإن كان القمح مبللا، وذلك خلافا لما تقتضيه المصلحة.
وسيضطر المزارعون جراء ذلك إلى تجفيف حبوبهم بعد حصدها وذلك لتكون صالحة للتخزين، وهذا أمر يكلف المزيد من الجهد والوقت والمال.
من ناحية أخرى فإن انتظار تحسن الأحوال الجوية فترة طويلة ربما أدى إلى تراجع الجودة الطبيعية للحبوب كثيرا، مما سيضطر أصحابها لبيعها بأسعار زهيدة كأعلاف للحيوانات بدلا من بيعها للاستخدام كدقيق لصناعة الخبز.
ربما تراجع حجم محصول الحبوب في ألمانيا هذا العام إلى 44.5 مليون طن وذلك دون المتوسط العام للمرة الثانية على التوالي.
ولكن هناك تفاوت في الشعور بخيبة الأمل باختلاف المناطق الزراعية في ألمانيا. فبينما كانت محاصيل المناطق الساحلية أفضل، تكبد المزارعون في مناطق غرب ألمانيا وجنوبها خسائر للمرة الثانية. فقد تسببت موجة برد حادة مفاجئة منتصف أبريل/نيسان الماضي في حدوث تحول سلبي في محصول الفاكهة، وذلك عندما أدى التراجع الحاد في درجة الحرارة ليلا إلى هلاك فاكهة مزارع بأكملها. وهناك مؤشرات على أن محصول التفاح في ألمانيا هذا العام هو الأقل منذ عام 1991، مع ملاحظة أن محصول التفاح في ولاية بادن فورتمبرغ جنوب ألمانيا أقل منه شمال ألمانيا.
ومن المنتظر أن يقل محصول التفاح على المستوى الأوروبي أيضا. وربما أدى انخفاض المعروض المحلي إلى تزايد الأسعار خلال فصل الخريف.
ولكن يجب انتظار رد فعل أسواق التجزئة على هذا التراجع الإنتاجي، وما إذا كانت الشركات المختصة ستوفر الفاكهة من مناطق أخرى من العالم بأسعار مناسبة، وذلك في ضوء وجود أسواق عالمية للفاكهة حسبما أوضح روكفيد.
ووفقا لمكتب الإحصاء الاتحادي فإن الارتفاع في أسعار السلع الغذائية لا يزال أعلى من المعدل العام للتضخم في ألمانيا، خاصة أسعار منتجات الألبان، بينما تراجعت أسعار الخضروات في يوليو/تموز الماضي.
بالنسبة للمزارعين فإن التطور الحالي للأسعار يمثل عزاء لهم وذلك بعد أوقات عصيبة مروا بها في هذا الشأن.
فقد أدى التراجع في الكميات التي تم جنيها حتى الآن من الحبوب إلى تراجع الضغط باتجاه انخفاض أسعارها، وذلك بسبب قلة الكميات التي تم توريدها حتى الآن.
ولكن أسعار الحبوب تتحدد بشكل أساسي بفعل الأسواق العالمية والتي تشهد حاليا مؤشرات ارتفاع. غير أن اتحاد مزارعي ألمانيا لا يعتقد أن هذا الارتفاع سينعكس أيضا على أسعار الخبز في ألمانيا، حيث إن أسعار الخبز ظلت مرتفعة نسبيا مؤخرا رغم تراجع أسعار الحبوب كثيرا.
وليس القمح هو العامل الوحيد الذي يحدد أسعار الخبز، وإن كان الأساسي، حيث إن هناك عوامل أخرى مثل أسعار الطاقة والأيدي العاملة.