أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    25-Jun-2018

تطبيقات إ لكترونية تبيع «الوهم» للفلاحين الأتراك وتسحب منهم «احتيالا» مدخرات أعمارهم

 د ب أ: عندما أطلق الشاب التركي محمد أيدين تطبيق «سيفتليك بنك» الإلكتروني في عام 2016، كان لدى هذه التجربة الناشئة جميع السمات التي تؤدي إلى قصة نجاح تركية. 

فقد جذب التطبيق، الذي يعني باللغة العربية»بنك الزراعة»، أعدادا كبيرة من الفلاحين الأتراك من خلال فرضية بسيطة، وهي: الاستثمار في الحيوانات الحقيقية في المزرعة مقابل الربح.
وكان من الممكن بالنسبة للمشاركين في هذه التجربة فتح حساب إلكتروني خاص بالمزرعة، مجانا. كما كان في إمكانهم أن يدفعوا المال لشراء الحيوانات الافتراضية والغذاء لإطعامها. 
ثم تنتج الحيوانات منتجات مثل الحليب والعسل والبيض، التي يتم بيعها تحت أسماء تجارية في أنحاء البلاد، ويتم توزيع الأرباح بين المشاركين.
ووفر البرنامج للعملاء حلما ريفيا في دولة تحظى الزراعة فيها بميول عاطفية، حيث انتقل الكثير من سكان المناطق الريفية من قراهم على مضض خلال السنوات الأخيرة، إلى مدن كبرى، بحثا عن حياة أفضل.
وفي البداية، بدا الأمر وكأنه وضع يربح فيه الجميع. وعلى غرار أسلوب برامج الاستثمار الهرمي الاحتيالي «بونزي» الشهيرة التي تستهدف في النهاية لاستيلاء على الأموال، حرص تطبيق «سيفتليك بنك» الإلكتروني على مكافأة مستثمريه الأوائل بعوائد، وهو الامر الذي شجع على توسيع دائرة المشاركين فيه.
ولكن لم يكن أي من هذه العوائد حقيقيا. فـ»سيفتليك بنك» لم يشتر فعلا سوى قطع أراضي صغيرة، مع بعض الدجاج وحيوانات أخرى، كانت جميعا بغرض الإعلان وإسكات المستثمرين الذين أصروا على رؤية شيء ملموس.
لكن سرعان ما تبين لجمهور المستثمرين والسلطات ان مؤسس التطبيق كان يجني جميع «الأرباح» لنفسه.
وبحلول شهر مارس/آذار الماضي، عندما فر أيدين من البلاد، نجح «سيفتليك بنك» في جمع 1.14 مليار ليرة (248 مليون دولار)، من إجمالي 132 ألف و222 مستثمرًا، حسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية.
ومنذ ذلك الحين، لايزال أيدين هارباً، في البداية في أمريكا الجنوبية، ثم ربما في دبي فيما بعد. أما موقعه الحالي فهو غير معروف.
تقول قدرية يلديز، وهي سيدة متقاعدة من إسطنبول، أنها قررت استثمار أموالها من خلال التطبيق، بعد أن قامت بزيارة منتديات إلكترونية أنشأها «سيفتليك بنك» بذكاء، للخروج بانطباع مشجع عن هذه التجربة.
وقالت «كنا نعتقد بأنه لا يمكن أن يكون كل هؤلاء حمقى». وبالفعل فقد اشترت خروفا مقابل 4000 ليرة (870 دولارا). وذكر التطبيق أن استثمارها سوف ينمو بعد بضعة أسابيع.
وأضافت «بعد تحقيق أرباح قليلة في البداية، أخذ ابني قروضاً مصرفية واستثمر 10 آلاف ليرة أخرى في سيفتليك بنك».
وقد شجع نجاح التطبيق الالكتروني أنظمة شبيهة، من بينها تطبيق يحمل اسم « أناضولو فارم « (أي مزرعة الأناضول)، والذي من ناحية أخرى خدع أيضا نحو 30 ألف شخص واستولى منهم على عشرات الملايين من الدولارات، حسب وكالة أنباء الأناضول، التي أوضحت أن عيسى كارمادير (28 عاما) مؤسس تطبيق «أناضولو فارم»، كان ينفق أموال زبائنه على السيارات الفارهة، إلى جانب صور أخرى من صور البذخ.
ويقول حسين دوري، الذي يدير متجراً صغيرا للهواتف المحمولة في مدينة قيصري في وسط تركيا «كان الجميع من حولي يستثمرون في أناضولو فارم- حتى المعلمين والقضاة وأفراد الشرطة… لدرجة أن البعض باعوا سياراتهم وشققهم من أجل الاستثمار من خلال التطبيق».
وشارك دوري بنفسه بنحو 10 آلاف ليرة (2500 دولار) من أجل شراء بقرتين. وقد أخبره التطبيق الالكتروني الموجود على هاتفه المحمول، بأن البقرتين بحالة جيدة وأن استثماراته قد زادت بنسبة 70 في المئة.
خسائر دوري يمكن اعتبارها غير كبيرة، إذ ان البعض خسر أكثر من ذلك بكثير، ثثل فاتح جيالذي استثمر 150 ألف ليرة (28 ألف و500 دولار) لفتح حساب في «سيفتليك بنك» في اسطنبول. 
يقول فاتح، وهو مهندس سابق «الأموال التي وضعتها في سيفتليك بنك هي مدخرات حياتي… أنا الآن علي أن أعمل ربما سنوات، لتعويض ذلك.»
وعلى عكس ما كانوا يتوقعون خسر المستثمرون في مجال التطبيقات الالكترونية الاحتيالية في قطاع الزراعة أموالهم، فقد أنفق بعضهم كل مدخراتهم، بينما تكبد آخرون ديونا هائلة. وتقول المتقاعدة يلديز «لست متأكدةً كيف سوف أسدد القرض البنكي» .
ويعتقد البعض أن الوضع السياسي في تركيا قد خلق بيئة خصبة بشكل خاص ساعدت على انتشار أعمال النصب. فإلى جانب عدم وجود رقابة تنظيمية، تنامت بين الطبقة العاملة في الحضر الرغبة للاستفادة من الطفرة الاقتصادية التركية التي رافقتها ارتفاعات كبيرة في أسواق الأسهم خلال السنوات الأخيرة.
كما أن هناك جانب سياسي مباشر بصورة أكبر لهذه القصة، فعندما حاول أعضاء من المعارضة التركية في البرلمان فتح تحقيق حول عمليات الاحتيال، تصدى لها «حزب العدالة والتنمية» الإسلامي المحافظ الحاكم وأحبط هذه الخطوة.
ورفض التعليق على هذه القصة لوكالة الأنباء الالمانية. ولكن المسؤول الذي تم الاتصال به قال ان الحكومة حريصة على تعزيز الاقتصاد وخلق برامج تحفيزية وعلى تشجيع الإقراض.