أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Nov-2020

استفتاء سويسري لإلزام الشركات متعددة الجنسيات بمسؤوليات أكبر في احترام حقوق الإنسان والبيئة في نشاطاتها

 أ ف ب: يصوت السويسريون بعد غدٍ الأحد ليقرروا ما إذا كان على الشركات متعددة الجنسيات الموجودة في بلدهم بذل جهود إضافية لضمان احترام حقوق الإنسان والبيئة في نشاطاتها في الخارج، وكذلك نشاطات مُزوِّديها وحتى شركائها التجاريين.

وستُلزم هذه المبادرة، التي ستعرض للتصويت عليها في التاسع والعشرين من الشهر الحالي والمعروفة باسم «المبادرة من أجل شركات متعددة الجنسيات مسؤولة»، الشركات بالتحقق وباتخاذ إجراءات لمنع انتهاك هذه الحقوق. وقد تضطر للمثول أمام المحاكم في سويسرا في حال تقصير محتمل.
وأطلق مؤيدو المبادرة حملة بوضع ملصقات ضخمة في جميع أنحاء البلاد لإقناع الناخبين بالتصويت بـ»نعم». وفي أحد هذه الملصقات الرمزية للحملة، تظهر فتاة صغيرة تقف أمام منجم في البيرو تملكه شركة تسيطر عليها المجموعة العملاقة للمواد الأولية «غلينكور» المسجلة في سويسرا.
وهم يشيرون إلى أن انبعاثات المعادن الثقيلة يسبب لنحو ألفي طفل في المنطقة أعراضا مزمنة لتسمم وفقر دم وإعاقات وحالات شلل.
ويضاعف المدافعون عن هذه المبادرة الأمثلة مع استخدام مبيدات حشرية محظورة منذ فترة طويلة في سويسرا وتبيعها شركة الصناعات الكيميائية الزراعية «سينغينتا»، وجزيئات دقيقة تنبعث من مصنع لمجموعة «لافارغ هولسيم» الفرنسية/السويسرية للإسمنت في نيجيريا. وكشف استطلاع للرأي أجرته مجموعة «تاميديا» الصحافية منتصف الشهر الحالي أن 51 في المئة من الناخبين يؤيدون تبني المبادرة.
وهذه المبادرة، التي جمعت أكثر من 120 ألف توقيع لعرضها على الناخبين، مدعومة من تحالف كبير من المسؤولين المنتخبين والأكاديميين ومدع عام سابق، وكذلك نقابات ورجال أعمال و130 من المنظمات غير الحكومية والدينية، بما في ذلك مؤتمر الأساقفة.
ويرى مؤيدو إقرار المبادرة أن احترام حقوق الإنسان أمر بديهي للغالبية العظمى من الشركات السويسرية، إلا أن الإجراءات الطوعية ليست كافية. وهم يطالبون بأن تحدد سويسرا قواعد واضحة للشركات العاملة في الخارج لمحاسبة تلك التي تنتهكها.
وقالت شانتال باير، ممثلة المنظمة البروتستانتية للأعمال الخيرية «بان بور لوبروشان (خبز للقريب)» التي تقوم بتحقيقات ميدانية باستمرار، أن «أي شركة بلا ضمير يجب ألا تتمتع بامتياز منافسة الشركات الأخرى لأنها لا تحترم الحقوق الإنسانية».
وتورد المبادرة مثالا القانون المتعلق بواجب التنبه الذي أقر في فرنسا في 2017 ويجبر الشركات الفرنسية الكبيرة على منع المخاطر الاجتماعية والبيئية وعلى حوكمة مرتبطة بعملياتها في الخارج، وكذلك إلى تشريع في هولندا ضد عمل الأطفال في سلاسل التوريد.
لكن البرلمان والمجلس الاتحادي (الحكومة) يعتقدان أن هذه المبادرة «تذهب أبعد من اللازم» وأوصيا الناخبين برفضها.
وقالت الحكومة أنه ليست هناك أي دولة تفرض قواعد على هذه الدرجة من الصرامة، معتبرة انها ستطال الشركات المذنبة لكنها ستؤثر على جميع الشركات السويسرية، بما في ذلك تلك «التي تتصرف بشكل سليم».
وتابعت الحكومة أن هذه الإجراءات يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية إذا اضطرت الشركات السويسرية لمغادرة البلاد حيث توظف استثمارات وتوجد وظائف، في مواجهة خطر مواجهة دعاوى.
لذلك وضع البرلمان مشروعاً مضاداً يسعى لتحقيق الأهداف نفسها، ولكن عبر قواعد «منسقة على المستوى الدولي». وسيتم تفعيله إذا رفض الناخبون المبادرة.
ودافعت منظمات عدة لأصحاب العمل عن هذا المشروع المضاد، معتبرة أن المبادرة «تخفق في إصابة هدفها»، وتؤكد أن «النية حسنة لكن الحل ليس كذلك».
وتشعر الأوساط الاقتصادية بالقلق خصوصا من فقرة تنص على إلزامها أيضا بمعالجة الأضرار التي تسببها الشركات التي تسيطر عليها، إلا إذا أثبتت أنها اتخذت كل تدابير الوقاية اللازمة.
وقال بول بولكي رئيس مجموعة «نستله» الذي كان يدافع عن المشروع المضاد على محطة «أر.تي.إس» التلفزيونية «سنعتبر مذنبين إلى أن نثبت العكس».
وحذر جان دانيال باشي، رئيس اتحاد صناعة الساعات، في مقابلة بالقول «حتى إذا لم تنجح الشكوى وتمكنت الشركة من إثبات حسن نيتها، فقد يلحق ذلك ضررا بصورتها»، موضحاً أن بناء السمعة من جديد يحتاج إلى وقت طويل.
وطرحت تساؤلات عما إذا كانت شركات متعددة الجنسيات مثل «غلينكور» ستغادر سويسرا ببساطة. وفي مقابلة مع صحيفة «نوي تسوركر تسايتونغ»، رفض رئيس المجموعة إيفان غلاسنبرغ الفكرة.
لكنه قال إنه في المستقبل، يمكن «للشركات الناشطة في البلدان النامية (…) أن تفكر مرتين قبل أن تضع مقارها في سويسرا».