أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Mar-2019

ارتفاع الكلف وأجور العمال يزيدان أوضاع القطاع الزراعي صعوبة

 الغد-حابس العدوان

 
وادي الأردن – تتفاقم الاختناقات التسويقية التي تتزامن بالعادة مع ذروة الإنتاج، نتيجة انعدام التصدير إلى الاسواق الخارجية، اضافة إلى ارتفاع كلف المستلزمات بشكل جنوني، وأجور الايدي العاملة، من اوضاع القطاع الزراعي في وادي الأردن وتزيد من تعقيداته.
وتتسبب هذه التحديات بمجملها بخسائر كبيرة للمزارعين، والذين حملتهم ديونا طائلة، لم يجد فريقا منهم بدا من هجران العمل في القطاع، فيما بقي فريق آخر متمسكا بمهنته ليرزح تحت الاحكام القضائية الصادرة بحقهم، بسبب عجزهم عن سداد الديون، الأمر الذي انعكس على واقعهم الاجتماعي نتيجة ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وانتشار الآفات التي لم تكن معروفة سابقا.
ويشير مزارعون إلى ان بداية الانهيار كانت مع اغلاق السوقين العراقية والسورية، واللتين كانتا تستوعبان كامل الإنتاج الخضري في الوادي، بالاضافة الى انها تشكل الطريق للوصول إلى الاسواق الاوروبية وروسيا وتركيا ولبنان بأقل التكاليف، موضحين ان استمرار اغلاق هذه الاسواق عاما بعد عام، زاد من خسائرهم وحملهم ديونا عجزوا عن سدادها ما أكرههم على التوقف عن زراعة اراضيهم وتحمل عواقب ذلك.
ويؤكد المزارع طعان السعايدة، أن اهم مشكلة يعاني منها المزارع هي الاختناقات التسویقیة، التي تؤدي إلى تدني اسعار البيع بشكل كبير، يعجز معها المزارع عن توفير السيولة اللازمة لإدامة العملية الزراعية، موضحا ان توفر السيولة سيمكن المزارع من الحصول على مستلزمات الإنتاج مهما كان ثمنها ودفع اجور العمال مهما ارتفعت.
ويقول السعايدة “من هنا برزت التحديات الاخرى بشكل اكبر من السابق، اذ ان المزارع لا يقوى حاليا على شراء المستلزمات لإدامة الإنتاج بالشكل المطلوب، في حين ان ارتفاع اجور العمالة اصبحت اكبر المشاكل التي یواجهها القطاع الزراعي، في ظل اتحاد العمال الوافدین وتحديدهم الاجور دون الالتزام بشروط عقد العمل”، مشيرا إلى ان المزارع الأردني محترف ویستطیع منافسة اكبر مزارعي العالم من حیث الادارة والإنتاج بأفضل المواصفات العالمیة، الا ان تفاقم هذه التحديات شكلت عائقا امام استمراره.
ويبين المزارع جمال المصالحة ان الحكومات المتعاقبة، ما تزال عاجزة عن ایجاد الحلول لمشكلة التسويق الخارجي لاستيعاب كم الإنتاج الكبير لسلة الغذاء الأردنية، والجهود التي تبذل لمعالجة المشكلة لا ترقى إلى المستوى المطلوب، مبینا بأن الارتفاع المستمر في تكالیف مستلزمات الانتاج من بذور وأسمدة وعلاجات وأیدي عاملة وأثمان كهرباء ومحروقات يعمق من جروح المزارع في الوقت الذي تنخفض فيه اسعار بيع المنتوجات الزراعیة في الاسواق المحلیة.
ویرى المصالحة أن المزارع الذي يفني عمره لتوفير الغذاء للآخرين، يحتاج إلى وقفة جادة لمساعدته، لتجاوز محنته في وقت تكالبت عليه الهموم دفعة واحدة، مشددا على ضرورة العمل على خفض كلف الإنتاج، والعمل بجدية لحل مشكلة العمالة الوافدة، التي تستنزف حاليا ما یقارب ثلث إنتاج الموسم الزراعي لأي مزارع.
ویؤكد رئیس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام أن القطاع الزراعي بحاجة إلى استراتيجية وطنية شاملة تعالج مواطن الخلل، وتحاول مواجهة التحديات الراهنة التي يواجهها، خاصة وان بعض هذه التحديات يمكن حلها وتجاوزها شريطة وجود ارادة ونية حقيقية لدى الحكومة، مبينا انه وفي الوقت الذي يصارع فيه القطاع للبقاء يتم اتخاذ قرارات “زادت الطين بلة”، كقرارات رفع رسوم تصاريح العمل ورسوم الفحص الطبي للعمالة الوافدة، والتي انعكست سلبا على المزارع سواء بتحمله كلفا اضافية او ارتفاع اجور العمالة، اضافة إلى رفع اجور اثمان الكهرباء وغض النظر عن ارتفاع اسعار مستلزمات الإنتاج من بذور واسمدة وعلاجات والبلاستيك الزراعي وغيرها من المستلزمات الضرورية.
ويصف الخدام ما يجري في القطاع الزراعي حاليا بعملية هروب، اذ ان المزارع الذي لا يستطيع توفير مستلزمات الإنتاج اضطر إلى التوجه لزراعة الحبوب والورقيات وبعض الاصناف التي لا تحتاج إلى كلف بسيطة في محاولة اخيرة للبقاء، لافتا إلى ان ازدياد اعداد الهاربين سيدفعهم في لحظة ما إلى الخروج من القطاع بشكل كامل وهو الأمر الذي بدأ فعلا يتجسد على ارض الواقع خاصة بين صغار المزارعين.
من جانبه يؤكد مدير زراعة وادي الأردن المهندس بكر البلاونة ان “القطاع يواجه تحديات أملتها علينا ظروف خارجة عن ارادتنا، الا ان الوزارة تعمل جاهدة على النهوض بالقطاع، وتمكين المزارع من البقاء في ارضه”، لافتا الى ان ما يجري حاليا ليس تراجعا بالمساحات المزروعة، بقدر ما هو تغيير في الانماط الزراعية اذ ان الارض التي يهجرها مزارع تجد مزارعا آخر يزرعها، في حين ان 90 % من الاراضي القابلة للزراعة مشغولة.
ويقول البلاونة”ان المزارع الأردني من انجح المزارعين في المنطقة، كونه استطاع الموائمة والتكيف مع المتغيرات التي تعترض طريقه وانتاج افضل انواع المنتوجات الزراعية وبكميات كبيرة وجودة عالية، موضحا ان مزارعي الوادي عملوا في وقت مبكر على تغيير الانماط الزراعية بدافع خفض النفقات فقاموا باستغلال البيوت البلاستيكية لزراعة الخضار المكشوفة والتوجه لزراعة بعض الاصناف المطلوبة محليا”.
ويضيف “يجب الا نفقد الامل بتحسن اوضاع القطاع الزراعي، خلال المواسم القادمة خاصة مع انفراج الاوضاع الامنية في دول الجوار والتي تعد بوابة تصدير المنتوجات الزراعية إلى العالم الخارجي”.