أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    06-Mar-2018

أوراق الملك. *عصام قضماني

 الراي-يقول جلالة الملك « قدمت أكثر من ورقة نقاشية لشعبي، ولكنني لا أرى أن هناك تطبيقا كافيا من قبل المؤسسات المختلفة، فلا بد أن تنعكس هذه الأفكار على أرض الواقع من خلال الفعل وليس القول فقط «.

 
ما الذي يمنع إنتقال الأفكار في أوراق الملك الى الواقع ؟, هل تواجه مقاومة تماما كما يحدث في مواجهة الإصلاح السياسي والإقتصادي ؟.
 
من الطبيعي أن تخضع هذه الأوراق للنقاش وللإختلاف فهي مطروحة للنقاش وإسمها أوراق نقاشية , لكن ما حصل هو أنها حظيت بإجماع كامل , فهل ما ظهر من إجماع كان مجرد كلام لا يفارق الحناجر أم أن بعض الشخصيات كما دأبت دوما تمارس ولا تزال النفاق السياسي حفاظا على مراكز ومكاسب قد تصبح أثرا بعد عين مع تطبيق الأفكار الملكية فعلا ؟
 
عشرات الندوات ومئات المحللين والمفكرين والكتاب ومقدمي البرامج، و مختلف وسائل الإعلام تسابقت في تحليل وقراءة أوراق جلالة الملك عبدالله الثاني النقاشية، لكنها لم تغادر قاعات النقاش , وكان الحماس ينقطع في كل مرة الى أن يبدأ مجددا بمجرد أن يعلق الملك نفسه بسؤال عن الأوراق.
 
الملك يقود بنفسه ثورة , لهيكلة مؤسسات الدولة شكلا ومضمونا , هذا ما حملته حتى الآن سبع ورقات نقاشية ناقشت عناوين رئيسية يجدر الإنتباه الى أنها شهدت ولا زالت جدلا فيه تباين في وجهات نظر تحملها تيارات إجتماعية وسياسية متعددة.
 
الورقات مرتبة هرميا مثل بناء يبدأ بتشييد أساس عريض ليرتقي الى الطوابق العلوية وصولا الى الذروة فبعد التعليم هناك عناوين أخرى ستمس قضايا قائمة لتكتمل الصورة على شكل دستور جديد يتم تكييف القوانين حوله بتوافق مجتمعي يحوز على رضا الأغلبية.
 
هذا ما يمكن قراءته في تسلسل الأوراق النقاشية التي لتوصيفها هذا دلالة الحوار الذي يقود الى نتيجة بعيدا عن فرض المبادئ بقرارات لا تلقى إيمانا وقناعة , والمهم هو رأي الأغلبية التي ستتناغم مع هذه الأفكار قبل أن تنخرط في تأسيس نموذج يحاكيها كليا.
 
بينما كان الملك يدفع بأوراقه النقاشية الى الرأي العام وطرحها للنقاش كان ينفذ شخصيا هيكلة عميقة في عملية تغيير مدروسة لكل المكونات التنظيمية للسلطات في الدولة مدنية وعسكرية لخدمة مبادئ الدولة المدنية التي حددت أطرها الورقة النقاشية السادسة.
 
خطوات الملك تقود بهدوء الى أردن بوجه مدني أكثر عمقا , لكن المسؤولية تقع على كل المؤسسات والكرة في ملعبها فهل هناك من يقاوم هذه الخطوات ؟ عليه أن يعلن بصراحة وبمنتهى الديمقراطية فليس من الشجاعة أن يكون ما يقال في المجالس الخاصة غيره في العلن فهؤلاء لا يخدعون الا أنفسهم.