أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    15-Oct-2018

شبح الانهيار يطارد العملات الرقمية .. فقدت 600 مليار دولار منذ بداية العام
الاقتصادية - قبل أربعة أيام تقريبا، وفي لقاء صحافي مع جوفون مين كويتس مؤسس مجموعة "بيتوال" ومقرها برلين، وإحدى أبرز المجموعات المصرفية العالمية التي تعتمد على ما بات يعرف باسم "سلسلة الكتل" التي تستخدم في توليد العملات الرقمية، صرح قائلا، إن "هناك مستقبلا مشرقا للعملات الافتراضية".
ولم تمر أكثر من 72 ساعة، إلا وتعرضت سوق العملات الافتراضية خلالها لخسائر تقدر بنحو 18 مليار دولار نتيجة انخفاض قيمة تلك العملات بنسبة تراوح بين 5 -18 في المائة.
لكن تعليقات الخبير الألماني المتفائلة بشأن مستقبل العملات الافتراضية، وحجم الخسائر الصادمة التي تعرضت لها، تكشف أحد أبرز جوانب الضعف في سوق العملات الافتراضية، ألا وهو افتقاد القدرة على التنبؤ بشكل دقيق لمستقبل هذا النوع من الأصول.
فما يكاد المضاربون على تلك العملات يعتقدون أن السوق في طريقها للاستقرار إلا ويصابون بهزات ضخمة تعرضهم لخسائر غير متوقعة، جراء الهشاشة التي يتسم بها سوق العملات الافتراضية، وتأثره بأية تقارير أو تكهنات بشأن تغييرات مستقبلية، ما يدفع العملاء للإسراع ببيع ما لديهم من عملات تحسبا لانخفاض كبير في أسعارها المستقبلية.
وتشير التقديرات إلى أن سوق العملات الافتراضية خسر ما يقارب 600 مليار دولار منذ بداية العام الجاري وحتى الآن، ففي شهر كانون الثاني (يناير) الماضي بلغ إجمالي القيمة السوقية للعملات الافتراضية (قيمة كل عملة مضروبة في عدد المتاح منها في السوق) 820 مليار دولار.
ونتيجة التراجع المستمر في أسعار تلك العملات انخفض إجمالي القيمة السوقية إلى 219 مليار دولار يوم الخميس الماضي، ثم تعرضت إلى هزة ملحوظة الجمعة خسرت بمقتضاها 18 مليار دولار لتصل قيمتها حاليا إلى 201 مليار دولار.
روج بوتر المحلل المالي في مجموعة "إل. دي" الاستثمارية، يعتقد أن الخسائر المالية الضخمة والمكاسب المالية الكبيرة التي تحققها المضاربة في العملات الافتراضية تعود إلى عدم نضوج أسواقها بعد، مشيرا إلى أن تلك المرحلة قد تطول أو تقصر بناء على مدى إقبال المستثمرين على الاستثمار فيها.
وأضاف لـ "الاقتصادية"، أن خسائر الأيام الماضية تعود إلى تأثر المستثمرين بشائعات تتعلق بأن منصة "بيتفينكس" لتبادل العملات التي تعمل في تبادل العملات الافتراضية ستعلق تعاملها بجميع الودائع من العملات الورقية، وهذا أثار قلق المستثمرين وكان السبب وراء انخفاض الأسعار".
وأشار بوتر إلى أن "الأسعار غالبا ستعاود الصعود مرة أخرى إلى وضعها الطبيعي، ومن ثم يمكننا القول إن السوق تتسم بحالة من عدم اليقين، وهذا لا يعني عدم الاستثمار فيه، ولكن يجب أن يكون استثمارا حذرا ويهدف إلى تحقيق مكاسب على الأمد الطويل، وإلا سنجد أن من يتأثرون بالتغيرات التي تنتاب السوق في الأجل القصير، ويسارعون بالتخلص مما لديهم من عملات افتراضية يتعرضون غالبا للخسارة".
وربما يكون أكثر المضاربين في العملات الافتراضية إصابة بالإحباط في الوقت الراهن هؤلاء الذين استثمروا فيها باعتبارها مخزنا للقيمة أو ما بات يعرف بـ "الذهب الرقمي"، فالأيام الثلاثة الماضية شهدت أكبر عمليات بيع للعملات الافتراضية منذ شباط (فبراير) الماضي.
وترافق هذا مع عقد لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي المعنية بالشؤون المصرفية جلسة استماع بشأن العملات الافتراضية والقواعد المنظمة لها في الأسواق، وقد بدأ واضحا للغاية أن الاتجاه العام داخل اللجنة يربط بين عمليات غسيل الأموال والعملات الافتراضية، واستمعت اللجنة إلى نوربيل روبيني الخبير الاقتصادي والأستاذ بجامعة نيويورك، الذي تنبأ بالأزمة المالية العالمية في عام 2008 قبل وقوعها، وهو مقتنع بأن العملات الافتراضية ليست أكثر من "أم جميع الحيل والفقاعات" على حسب وصفه، وحذر خلال كلماته أمام اللجنة من أن "الأشخاص الذين لا يعرفون القراءة والكتابة المالية، والذين لا يعرفون الفرق بين الأسهم والسندات، والذين انتابهم جنون الشراء الكثيف للعملات الافتراضية خاصة "البيتكوين" هم الأكثر عرضة للخسارة وضياع رؤوس أموالهم" على حد قوله.
إلا أن هذا لا ينفي أن أنصار العملات المشفرة أو الافتراضية يقرؤون المشهد الراهن من زوايا مختلفة.
ويقول لـ "الاقتصادية"، نيل برادلي المحلل المالي في بورصة لندن والاستشاري في مجال المضاربة على العملات الافتراضية، إن "الانخفاض في سوق الأسهم أثر على ثقة المستثمرين في سوق العملات الافتراضية، وتعززت المخاوف من المخاطر الناجمة عن المضاربة في هذا النوع من العملات، ولكن تلك التطورات تكشف عن ازدياد الارتباط بين الأسواق التقليدية مثل سوق الأسهم والسندات والذهب والدولار والعملات الدولية من جانب، وسوق العملات الافتراضية من جانب آخر، وهذا يعني أنه يتم إدماج هذا النوع من الأصول تدريجيا في منظومة المؤشرات الاقتصادية العالمية".
ويضيف برادلي: "بالطبع الخسائر غير مستحبة، ولكن يمكن تفهمها من منطلق أنها تكلفة طبيعية تدفعها العملات الافتراضية ليتم الاعتراف بها دوليا".
وربما يتفق هذا التحليل مع ما تم رصده من تأثيرات متبادلة بين العملات الافتراضية والأسواق التقليدية على الأقل في مرة سابقة. ففي شباط (فبراير) الماضي تعرضت أسواق الأسهم والعملات الافتراضية إلى هزة في ذات الوقت تقريبا، وهو ما بدأ يوجد انطباعا في الأسواق بوجود علاقة بين السوقيين.
وإذ توجد وجهة النظر تلك، التي تسعى إلى الربط بين الأسواق التقليدية وأسواق العملات الافتراضية، مناخا أكثر من الثقة بشأن الاستثمار في أسواق العملات الافتراضية، عبر إمكانية التعرف على السلوك المستقبلي لها، من خلال رصد مؤشرات الأسواق الأخرى، إلا أن ذلك يوجد أيضا حالة من القلق، على الأقل حاليا، بالنسبة لكبار المستثمرين في العملات الافتراضية.
ويوضح لـ "الاقتصادية"، روبرت أولي، أنه "إذا صح الربط بين العملات الافتراضية ومؤشرات الأسواق التقليدية، فهذا يعني أن الوقت الراهن غير إيجابي بشأن الاستثمار فيها، فمعدلات نمو الاقتصاد العالمي في تراجع، وهناك خلاف بين رؤية الرئيس الأمريكي ورئيس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، وإذا اتسع نطاق الخلاف بينهما واستقال جيروم باول فإن الأسواق قد تشهد هزة سلبية، كما أن أسواق الأسهم يتوقع أن تواصل الأوضاع غير اليقينية التي تمر بها، والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في احتدام، وهناك مخاوف متزايدة بشأن حرب عملات قادمة، باختصار وضع الاقتصاد الدولي غير مستقر، ما يعني أن سوق العملات الافتراضية من المحتمل أن يشهد تراجعا واضحا في الفترة المقبلة، خاصة أن تلك العملات لم تفلح في إقناع السواد الأعظم من المستثمرين، بأنها بديل آمن للاستثمار أو ملاذ للحفاظ على القيمة مثل الذهب أو الدولار".
إلا أن سعي أنصار تلك العملات للربط بين الأسواق التقليدية وسوق العملات الافتراضية لا يحظى بتأييد مطلق من قبل الكثير من الخبراء الاقتصاديين.
الدكتور هارولد جير أستاذ النقود والبنوك يرفض فكرة الربط بين الأسواق التقليدية خاصة سوق الأسهم وأسواق العملات الافتراضية.
ويضيف لـ "الاقتصادية"، أنه "ليس هناك دليل قاطع بوجود علاقة عكسية أو ارتباطية بين سوق الأسهم وسوق العملات الافتراضية. وأعتقد أن العوامل الأساسية المحركة لسوق العملات الافتراضية تختلف عن مثيلتها في سوق الأسهم والأصول الأخرى، وفي أفضل التقديرات فإن الارتباط بينهما منخفض".