أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    08-Jul-2018

الشعوب تصوّت بأقدامها* زيان زوانة
عمّان اكسشينج -
هاشتاغ " هاجر يا قتيبة " كان أحد عناوين بداية مرحلة حكومة الرزاز ، ولا أدري إن كان " قتيبة " قد " شال حكاية الهجرة من راسه " حسب نصيحة الرزاز أم أنه يستكمل إجراءاتها ، لكن القصة قديمة لخصها كارل ماركس بقوله " الشعوب تصّوت بأقدامها " ، ووفقا لاستطلاع روسي حديث بيّن أن ثلث الشباب الروس يرغبون في مغادرة روسيا إلى ألمانيا وأمريكا.
هجرة مواطني أية دولة هو انعكاس لأوضاع بلادهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية . فتوفر فرص العمل والمشاركة في الحياة السياسية وتجديد نخبها وسيادة القانون والعدالة والمساواة والأمن معايير اساسية تبحث الشعوب عنها ، وعندما يفتقدوها في بلادهم وتسّود الحياة في وجوههم ، يضطرون لتركها إلى بلاد أخرى ، حيث يتوقعون أن يجدوا ما افتقدوه في بلادهم .
ترك العرب بلادهم منذ القرن الثامن عشر لهذه الأسباب مجتمعة أيام حكم العثمانيين ، وما زالوا يتركونها حتى الآن . تركوا مصر وسورية وفلسطين ولبنان وتونس والجزائر والمغرب وغيرها ، واتشروا في بلاد العالم . وترك الألمان ألمانيا الشرقية هربا إلى ألمانيا الغربية ، ويترك شعوب أمريكا اللاتينية بلادهم إلى أمريكا لنفس الأسباب ايضا.
عربيا ، قد يكون " شومان " الأول المؤسس للبنك العربي واحدا من أشهر من هاجروا من فلسطين إلى أمريكا ، ليعود ويؤسس البنك العربي في فلسطين ، ثم ينقل مركزه الرئيسي في ثلاثينات القرن الماضي إلى عمان . أمريكا ما زالت تتلقى طلبات الهجرة إليها من جميع شعوب العالم ، قديما لأنها بلد الفرص ، وحديثا لأنها بلد الوظائف والدخل والمساواة والعدل والأمان والنزاهة ، ويشترك سكانها بالدعاء " بارك الله في أمريكا God bless America".
ومع تطور الحياة وظروفها ، أضافت الشعوب إلى تصويتها آلية جديدة غير أقدامها ، تتمثل بالحصول على جنسية آخرى غير جنسيتها الأصلية ، ولنفس الأسباب سابقة الذكر أيضا ، بحيث أصبحت تعيش في البلدين ، الأصلي والثاني ، وفقا لما تبحث عنه وما تجده .
وإذ يتردد صدى مثلنا الشعبي " مطرح ما ترزق ، إلزق " ، يبقى السؤال : لو أجري استطلاع في البلاد العربية عمن يفضل الهجرة إلى خارجها ، فكم تكون النسبة يا ترى ؟ وهل ستحرّك النتيجة ساكن الحكومات ؟