أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    17-Dec-2018

المصارف الإسلامية والاقتصاد العالمي مستقبل و تحديات

 الراي-غسان الطالب

في مقالات سابقة تحدثنا عن تحديات التكنولوجيا الرقمية وخاصة التكنولوجيا المالية او ما يسمى «الفنتك» (financial technology ), وكيف يمكن لمصارفنا الإسلامية ان تواجه هذا التحدي الذي يقدم علينا بتسارع مذهل , وهل نحن جاهزون للتعامل مع مفردات هذا التطور, واليوم نتحدث عن مجموعة تحديات اخرى بعيدة عن التحدي الاول وتتلخص في السؤال التالي والذي اصبح يتردد على اللسنة العديد من خبراء الاقتصاد وهو: هل العالم مقبل على مرحلة جديدة من مراحل الكساد الكبير أو الانهيار افي المنظومة الاقتصادية العالمية ؟ , ويبدو هذا السؤال منطقيا لما يشهده العالم اليوم من انتكاسات اقتصادية وتراجع لمعدلات النمو اللاقتصادي في العديد من دول العام هل نحن جاهزون لمواجهة اي تطور جديد قد تتعرض له الصناعة المصرفية الاسلامية في وجود تحديات خارجة عن ارادتنا وهل يمكن لها ان تكون ذاك اللاعب نفسه في مواجهة الازمة المالية السابقة , هناك العديد من التحديات التى تتطلب وضع استراتيجية مدروسة ووضع خطط لأسوأ الاحتمالات تسمح لنا الثبات في وجه العاصفة في حال وقوعها , اذا كانت لاتسمح لنا المعطيات العالمية والمحلية من المساهمة في التخفيف من حدتها على الاقل , ويمكن لنا تأشير بعض هذه التحديات وايجازها بما يلي:-تراحع اسعار النفط وانعكاسها على اقتصاديات الدول المصدرة له ومنها السعودية ودول الخليج العربي التي تعتير الحاضنة الرئيسية للنشاط المصرفي الاسلامي , وكما هو في الواقع سعي دبي لتكون المركز الاول عالميا للصناعة المصرفية الاسلامية واحتضانها لمؤتمرات دولية ومنتديات عالمية متعلقة بالاقتصاد الاسلامي وجناحه المالي المتمثل بالمصارف والمؤسسات المالية الاسلامية , اضافة الى النشاط الذي تشهده هذه الدول في اصدارات الصكوك الاسلامية , ومع استمرار هذا الوضع فانه من الممكن ان يؤثر على نمو حجم الاصول لديها والتي من المتوقع لها ان تصل قبل عام 2020 الى حدود 4 ترليون دولار , اضافة الى ما يمكن ان تتعرض له هذه الدول من اختلالات ومشاكل في موازناتها قد تعيق من تحقيق نمو اقتصادي طموح يشكل ارضية مناسبة لزيادة حجم مساهمة قطاع المصارف الاسلامية فيه..
 
كذلك التقلبات الاقتصادية التي تتعرض لها بعض الدول الرأسمالية والتي ابدت رغبتها في احتضان لبعض النشاطات المالية الاسلامية , ففي اوروبا تسعى لندن لان تكون عاصمة للمالية الاسلامية على مستوى العالم في منافسة شديدة مع دبي وكوالامبور , وتبعه تحرك سريع من المانيا وفرنسا وروسيا والى حدٍ ما اسبانيا التي تعاني من ارتفاع لمعدل البطالة وتراجع معدل النمو الاقتصادي لديها , وكما هو الحال في اقتصادات بقية دول العالم المتداخلة في علاقاتها ،
 
وعامل آخر مهم يتمثل في عدم الاستقرار السياسي الذي تشهده العديد من الدول العربية والاسلامية في المنطقة , الامر الذي انعكس على تراجع فرص الاستثمار وهجرة رؤوس الاموال في فترات سابقة الى اماكن اكثر امانا , ادت الى حدوث فراغ اقتصادي وغياب لنشاطات المصارف الاسلامية في بعض من هذه الدول , في الوقت الذى كان من المؤمل فيه ان تمثل اسواقها المالية والمصرفية اضافة نوعية للصناعة المصرفية الاسلامية
 
وعلينا أن نستعد لهذا التحدي وبكل ثقة؛ فكما تجاوزنا نتائج الأزمة المالية العالمية التي تداعت أمامها وانهارت أضخم المؤسسات المصرفية العالمية؛ فإن قطاع المصرفية الإسلامية يمتلك إمكانات اقتصادية مادية وأخلاقية اذا احسنا استخدامها سنواجه جميع هذه النحديات ولو بعد حين.