أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    11-Jul-2019

شينجن؛ نيويورك الصين وعاصمة الكمبيوتر العالميّة*صلحي الشحاتيت

 الدستور-يقال «مشوار ألف ميل يبدأ بخطوة»، مثال ينطبق على مدينة شينجن التي تقع في جنوب الصين، وتحظى بموقع استراتيجي في الوسط الجغرافي بين هونغ كونغ وكوانزو، تعد من أكبر المناطق الاقتصادية الخاصة في الصين. 

يبلغ عدد سكانها أكثر من 15 مليون نسمة حسب أخر الإحصائيات. شينجن أواخر السبعينات كانت قرية صيد صغيرة تسمى بلاد باو آن، لم يكن يتجاور عدد سكانها ال 20 ألفا.
وبعد أن كان نشاطها مقتصرا على الصيد تحولت الى مدينة اقتصادية خاصة عام 1980 وشكلت إمتدادا لجزيرة «هونغ كونغ» وأخذت في التوسع، وأولتها الحكومة الصينية إهتماما وعناية خاصة، حيث طورتها بشكل رهيب جدا، فأصبحت تنافس هونج كونج وواحدة من أحدث مدن الصين، وكان الهدف من وراء إقامتها تسهيل الاستثمارات الخارجية، ورفع نسبة انتفاع الاقتصاد الصيني منها، وإنعاشه بشكلٍ كبير. 
وهذا ما حصل بالفعل، إذ إنّ المنطقة الاقتصادية الخاصة توفر للمستثمرين مزايا ضريبية مهمة، ومنها خفض نسبة الضرائب في تلك المنطقة، بالمقارنة مع المراكز الاقتصادية والصناعية الأُخرى في الصين، أصبحت الآن مدينة التكنولوجيا الأولى المتخصصة بالبرمجيات والتطبيقات الذكية والذكاء الاصطناعي، ويطلق عليها «شينجن الصينية، نيويورك الصين وعاصمة الكمبيوتر بالعالم. تتميز بمبانيها العالية وناطحات السحاب الضخمة ومراكز تجارية هائلة، وهي مدينة تجارية صناعية، بالإضافة إلى تميزها بصناعة الملابس والأحذية، لكن بشكل خاص بصناعة الكمبيوتر وإكسسوارته، حيث تملك أعلى معدل لأجهزة الكمبيوتر بين مدن العالم، حيث يبلغ المعدل 74,5 جهاز كمبيوتر لكل 100 شخص.
ولا شك أن للحياة الاقتصادية التي تعيشها المدينة دورا كبيرا للنهوض بكل مستويات الحياة الأخرى وأهمها التعليم. فمستوى التعليم فيها جيد جدا ومدارسها حديثة حيث تهتم المدينة اهتماماً بالغاً بالتعليم الأساسي والثانوي والمهني يوجد بها العديد من الجامعات والمعاهد المختلفة. من هذه الجامعات، جامعة شينجن التي ااشيدت سنة 1983 ويبلغ عدد طلبتها 36000 طالب، وعدد أعضاء هيئة تدريسها 3700 مدرس. وبلغت ميزانيتها لعام 2019 نحو 700 مليون دولار أمريكي. وتصنف بالمتوسط من افضل 500 جامعة حسب التصنيفات العالمية المختلفة.
تحتوي الجامعة على 27 كلية، 78 برنامج بكالوريوس، و150 برنامج ماجستير ودكتوراه, وتقود جامعة شينجن برنامج University Open Online Courses والذي يضم 125 جامعة في 88 مدينة وينطوي تحت مظلة البرنامج 3 ملايين طالب ومدرس مشتركين ب 309 برامج دراسية مختلفة. وحصلت الجامعة على 605 جوائز تنافسية خلال العام 2018، منها 131 جائزة دولية. وأنفقت 155 مليون دولار أمريكي على البحث العلمي خلال العام 2018 ولها شراكات مع 300 مركز وجامعة من كل دول العالم, و تقبل سنوياً 1200 طالب من 80 دولة أجنبية, تضم 263 مدرسا من مختلف أنحاء العالم ولها 120 برنامجا تعليميا في 25 دولة من القارات الخمس.
وتتميز جامعة شينجن الصينية بوجود كلية ذكاء اصطناعي ترتبط بإتفاقية شراكة مع شركة Tencent الصينية التي تعتبر أكبر شركة برمجيات صينية في مجال الذكاء الأصطناعي. وقد اتيحت لي الفرصة الاسبوع الماضي لزيارة جامعة شينجن خلال رحلة عمل قمت بها تضمنت كلا من هونغ كونغ والصين واستراليا، حيث ألتقيت خلالها نائب رئيس الجامعة البروفيسور دو هانبيا وعددا من عمداء الكليات ومدير مكتب التعاون الدولي، وبحضور رئيس منتدى رجال الأعمال العرب في الصين المهندس عرفات الحراحشة. وتم بحث امكانيات التعاون في مجال تبادل الطلاب والباحثين وأعضاء هيئة التدريس في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلم الحاسوب وهندسة البرمجيات بحيث يتمكن الطالب في أي من الجامعتين من قضاء فصل دراسي أو أكثر في الجامعة الأخرى وحسب الأنظمة والتعليمات المعمول بها في الأردن والصين بهذا الخصوص. 
لا شكّ أن استحداث تخصص الذكاء الاصطناعي بجامعة العقبة للتكنولوجيا يأتي مواكباً لثورة تكنولوجيا المعلومات في مجال الذكاء الاصطناعي وانسجاماً مع توجهات مؤسسة ولي العهد في تمكين شبابنا الأردني في هذا المجال والذي انبثق عنه مؤخراً جائزة ولي العهد لأفضل تطبيق خدمات حكومية بالأضافة الى مبادرة سمو ولي العهد «مليون مبرمج أردني» التي تم إطلاقها مؤخراً برعاية ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني المعظم. ولا شكّ أن التعاون ما بين جامعة العقبة للتكنولوجيا وجامعة شينجن سيفتح المجال أمام شبابنا الاردني وشباب جامعة العقبة للتكنولوجيا تحديداً للابداع والتميز.