اخذت زيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان للاردن طابعا خاصا، واهمية استثنائية، حيث جاءت في وقت تحتاج معه المنطقة العربية لرؤية استراتيجية واضحة تنبثق من علاقات قوية للتغلب على ما يحدث على صعيد الدول العربية خصوصا والعالم بشكل عام.

 

مراقبون يرون ان اهمية هذه الزيارة تنبثق من الرغبة المشتركة لتفعيل دور الدولتين المهم للوصول الى حل للعديد من التحديات والمشاكل التي تمر في منطقتنا العربية، عدا عن الرغبة في توحيد المواقف لمجابهة المتغيرات على الصعيد الدولي، لنرى ان اللقاء بحث قمة جدة والتي ستعقد خلال زيارة الرئيس الامريكي للسعودية، عدا عن القضية الفلسطينية وضرورة الوصول الى حل عادل لها.

 

ضمن هذه المعطيات تبرز اهمية دور الاردن في تحقيق الاستقرار في المنطقة، فجلالة الملك يحظى باحترام وتقدير دولي تجعل من تواجد الاردن في اي محفل داعما اساسيا، من جانب اخر فان للاردن علاقات اخوية وطيبة مع معظم الدول العربية ولديه القدرة على جعل التقارب ممكنا خاصة في تلك القضايا الخلافية، عدا عن دوره الاستراتيجي في العديد من القضايا.

 

اما على الصعيد الاقتصادي، فان السعودية كما عادتها كانت داعما وسندا للدول العربية في ازماتها الاقتصادية ، لينبثق عن هذه الزيارة بيان مشترك كان الجانب الاقتصادي فيه حاضرا، ولتؤمن السعودية اهمية مشروع الربط الكهربائي العربي، وتعاون البلدين في مجال الطاقة النظيفة، والعلاقات التجارية، وبحث فرص الاستثمار السعودي في الاردن.

 

ان زيارة ولي العهد السعودي انما تعتبر خطوة نموذجية في مجالات العلاقات العربية العربية، وتتكامل فيها امكانات الدولتين للخروج بعمل عربي اقتصادي وسياسي وجيوسياسية وامني مشترك يضمن بدء عودة الهدوء لمنطقة عانت منذ عقد من ازمات سياسية اثرت على اقتصاداتها بشكل عميق.