أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-Jun-2018

نمو المدن الذكية 19 في المئة عام 2020

 «الحياة»

يراقب الاستثمار الذكي عن كثب الأسواق العقارية والمدن وخطط التنمية الاقتصادية والتطورات التي تؤثر في قرارات المستثمرين والمشترين، إذ يسعى معظم الأسواق العقارية النشطة إلى تطبيق معايير المدن الذكية وتحقيقها بهدف المنافسة والحفاظ على مواقع متقدمة على خارطة التجارة والسياحة والاستثمار عالمياً. فلا شك أن الوصول إلى معايير متقدمة للمدن الذكية من شأنه أن ينعكس على القطاعات الاقتصادية ويدفع القطاع العقاري ليكون محركاً للسوق في شكل دائم، إذ يمثل نقطة البداية والنهاية للتكنولوجيا الخاصة بالمدن الذكية المستهدفة.
 
 
وأشار تقرير أسبوعي لشركة «المزايا القابضة» إلى أن «عوامل الاتساع والانتشار الكبير للمدن وتنوع أهدافها وساكنيها، باتت تسيطر على المشهد العام للمدن الجديدة والقديمة، في حين باتت معايير الكفاءة والتكنولوجيا والسرعة وعوامل خفض تكاليف الحياة وجعلها أكثر رفاهية، المسيطر على قرارات الاستثمار العقاري على مستوى المشاريع الصغيرة ومشاريع المدن المتكاملة. وبات التسارع والتنافس عند أعلى مستوياته بين الدول لاستقطاب الاستثمارات والمشترين ولرفع وتيرة النشاط المالي والتجاري على المستوى المحلي، وذلك ضمن مسارات طلب تعتمد على الأداء الاقتصادي وخطط الاستثمار المتوسطة والطويلة الأجل». وأضاف: «التنافس والجاذبية يعتمدان اليوم على معايير الكفاءة والتكنولوجيا والبناء والتصميم وغيرها، والتي كانت الأساس في الاختيار والتسويق والترويج، حتى باتت تصاميم المدن الجديدة تعتمد على التأسيس للأنظمة المتقدمة والتكنولوجيا الحديثة، وإلا فإن المشاريع العقارية ستكون روتينية تستهدف تلبية الطلب المحلي وتستهدف في الفئات الأقل دخلاً».
 
ولفت إلى أن «تصاميم ومعايير المدن الذكية ليس لها نهاية أو فترة زمنية أو إطار عام، بل تتصل بكل ما هو جديد على صعيد التكنولوجيا والتقنيات المتعلقة بالبنية التحتية والاتصالات والنقل والمواصلات، ما يعني أن سباق التنافس بدأ بين المدن القادرة على متابعة التطورات وتطبيقها وجعلها ضمن الممارسات الروتينية لسكانها، ما يتطلب البقاء على دراية بكل التطورات وجعلها محل اهتمام وتأثير في الحياة اليومية للقاطنين والعاملين والمستثمرين».
 
وأكد التقرير أن «أكثر ما يؤرق سكان المدن وحكوماتها، الخروج بأقل التكاليف وبأعلى نسبة من الكفاءة في الوقت ذاته، على مستوى استخدام مشتقات الطاقة واستهلاك المياه والوصول إلى مستويات منخفضة من التلوث، إضافة إلى تحد من نوع آخر يتمثل في ارتفاع عدد سكان المدن حول العالم، إذ تشير الإحصاءات المتداولة إلى أن ثلثي سكان العالم سيعيشون في مدن كبيرة ومتصلة بحلول عام 2050، ما يعني ضرورة البدء بابتكار حلول ذكية لهذه التحديات بما يضمن النجاح الكامل لخطط التنمية والمشاريع والمدن الذكية سواء كانت حديثة التشييد أو قائمة، إذ يتوقع أن تدخل حلول الاتصال الذكي إلى نحو 23 مليون منزل في العالم بحلول عام 2020 وبحجم سوق يقدر بـ250 بليون دولار سنوياً». ولفت إلى أن «سوق المدن الذكية مرشحة لتحقيق نسبة نمو كبيرة تصل إلى 19 في المئة، بحجم استثمارات هائل يقدر بنحو 880 بليون دولار خلال فترة النمو».
 
وأشار إلى «المحاولات الجادة التي تقودها دول عدة في المنطقة للدخول في السباق الاستثنائي للمدن الذكية وحجز مواقع متقدمة على المستوى العالمي، إذ أن النشاط العقاري والتجاري والمالي بات مرتبطاً بمستوى التطور التكنولوجي ولا يعمل منفرداً ويحتاج إلى الأدوات والوسائل التي تضمن بقاءه متصلاً على مدار الساعة». ويبدو الاستعداد أكثر تفاؤلاً لدى الاقتصاد المصري، إذ تستعد مصر للدخول إلى عصر المدن الذكية من خلال إنشاء 13 مدينة تعتمد معايير تكنولوجية عالمية، نتيجة القناعة بأن المدن الذكية تعد أهم نقاط القوة التي تعمل على إحداث طفرة كبيرة في قطاعي الاتصالات والعقارات، إذ أن التطور التكنولوجي يسرع من عملية تحول المجتمعات إلى رقمية ومن ثم سهولة تقديم الخدمات لسكان تلك المدن.
 
وتحتل إمارة دبي موقعاً متقدماً جداً ضمن أهم المدن التكنولوجية الذكية في العالم، إذ استطاعت من خلال ذلك أن تتقدم كثيراً في وجهات المشاريع الناشئة على مستوى المنطقة، وساهمت كثيراً في استقطاب أصحاب المهارات الرقمية للقطاعين الحكومي والخاص. ويبدو أن دبي تولي التكنولوجيا والخدمات المتقدمة الابتكارية اهتماماً كبيراً، في ظل ما لديها من قدرة وكفاءة للتحول لمنصة رقمية شاملة. وتبدو التأثيرات الإيجابية التي تتحملها معايير مفاهيم المدن الذكية في القطاع الصحي استثنائية ولا نهائية. ففي حال نجحت دول المنطقة في تطبيق معايير المدن الذكية في الشكل المنافس وفي ظل النشاط الكبير الذي يشهده القطاع الصحي في دول المنطقة، فإن هذا القطاع سيحقق إنجازات كبيرة ستنعكس إيجاباً على الأداء المالي والاقتصادي ككل لهذه الدولة، وبالتالي فإن المدن الأكثر صحة هي المدن التي تطبق معايير المدن الذكية وإجراءات تسهيل العيش وفقاً لنمط أكثر نشاطاً، وتدابير أكثر أماناً للحد من حوادث المرور وتلوث الهواء، إضافة إلى أن المدن الذكية التي تطبق الإنترنت والهواتف النقالة والتكنولوجيا في شكل واسع، يمكن أيضاً استخدامها لتحسين الوصول إلى رعاية صحية أكثر تطوراً وكفاءة.
 
وأشاد تقرير «المزايا» بالمستوى الذي وصل إليه الكثير من مدن المنطقة في الاستعداد للثورة الصناعية الرابعة وقدرتها على الحفاظ على مواقع متقدمة ضمن الإطار العام لهذه المدن، في وقت تشهد دول المنطقة تأسيس الكثير من المدن الجديدة وتشييدها والتي يسهل فيها فرض التصاميم المتقدمة والتي تقوم في الأساس على دمج العالم البشري والطبيعي والرقمي.